الانقلابيون الذين يحكمون السيطرة على العاصمة,ما فتئوا يعلنون انه لا وجود لتنظيم القاعدة في ليبيا وخاصة بالعاصمة,وان ذلك محض افتراء وان العمليات المتفرقة التي تحدث هنا وهناك هي من فعل أزلام النظام السابق,هذه المرة جاءت العملية في مكان يفترض فيه الأكثر أمانا,خاصة وانه ينزل به عديد الشخوص المحلية بمن فيهم رئيس الحكومة وبعض الشخصيات الدولية,فالمكان يقع على البحر ومهمة تأمينه ليست صعبة. الذي ندركه جميعا أن لا فرق بين تنظيم الإخوان المسيطر على مقاليد الأمور في ليبيا وتنظيم داعش الذي يعتبر نسخة متطورة عن تنظيم القاعدة,يبدو أنها بداية أعمال العنف في طرابلس, لتتقاسم وبنغازي أعمال الإجرام(إخوة في السراء والضراء).

خرجت علينا بعض وسائل الإعلام الغربية والأمريكية على وجه الخصوص تفيد بان أمريكا أرسلت العام 2011 أسلحة إلى تنظيم القاعدة بشمال إفريقيا لإسقاط النظام,وأنها كانت تراقب وعن كثب قدوم أفراد التنظيم إلى ليبيا وخاصة في الشرق ما يعني النية المسبقة بان تكون ليبيا ملاذا آمنا للتكفيريين ليعيثوا في البلاد فسادا,أمريكا لم تثأر لسفيرها "ستيفنز"الذي قيل انه ساهم في توريد تلك الأسلحة ربما لطمس معالم القضية والقضاء على احد الشهود إن لم نقل احد المنفذين لعملية جلب الأسلحة.الذي لا شك فيه أن الغرب يريد أن يتجمع الإرهابيون في ليبيا لتسهل مهمة القضاء عليهم ومن ثم جعل ليبيا ساحة للصراع وعلى أمد بعيد والذي يدفع الثمن هو المواطن الليبي الذي أصبح نفتقر إلى ابسط وسائل العيش خاصة مع موجة غلاء الأسعار وقلة واردات النفط ما يؤثر سلبا على الميزانية وبالأخص الرواتب.

الجميع دان عملية تفجير الفندق,سارع مجلس النواب بطلب بلاده بالانضمام لتحالف الدول المحاربة للإرهاب(سعيا منه)إلى إمداد الجيش الوطني بالسلاح اللازم,لمحاربة الفصائل التكفيرية والميليشيات السلطوية,لكنه يعلم جيدا أن هناك فيتو وضعه الغرب بأن لا تقوم للجيش الليبي قائمة على غرار ما حدث في العراق حيث تم تسريح الجيش النظامي وبدئ في تشكيل ميليشيات جهوية ومذهبية ولم يذق العراقيون طعم الحرية والأمان الذي وعدوا به.من هنا نرى أنها محاولة يائسة من قبل المجلس وينطبق عليه المثل القائل"باش تنفخ النار يا لشلم".    

انسحب وزير خارجيتنا من مؤتمر أديس أبابا حول ليبيا بسبب وجود قطر وتركيا ونعلم جميعا إن هاتان الدولتان لا تزالان تقدمان كافة أنواع الدعم للانقلابيين رغم أن تصريحات وزير الخارجية تقول بان هناك تفهما قطريا وتركيا للازمة الليبية!,إن كان الأمر كذلك فلماذا الانسحاب إذن؟.   

أبو انس الليبي,اقتيد من بيته في هجوم خاطف للاستخبارات الأمريكية,وتذرعت الحكومة الليبية آنذاك بأنه لا علم لها بالموضوع ولم تنسق مع الجهة الخاطفة ودانت العملية,ما يعني أن البلد مفتوح على مصراعيه لكل الاستخبارات الدولية وقيل حينها أن حكومتنا الموقرة قد انتدبت محاميا للمتهم لكونه مواطنا ليبيا,القاعدة ثأرت لأبو انس بان قتلت بعض الرعايا الغربيين ومنهم عميل المخابرات الأمريكي ديفيد بيري الاستشاري في مكافحة الإرهاب الذي انتدبته حكومة الانقلابيين في طرابلس ويذكرنا ذلك بشركة بلاك واتر الأمنية في العراق,الحكومة الأمريكية تقول بأنها لا تعترف بالحكومة في طرابلس ونعلم جميعا أنها تمسك بالورقة الأخيرة"إخوان ليبيا" المهيمنون على السلطة بعد سقوطهم المدوي في دولتي الجوار,أ ليست أمريكا هي التي أنشأت تنظيم القاعدة واليوم تدعي محاربته؟,القاعدة تثأر لأفرادها,فمن يثار لآلاف الليبيين الذين قتلتهم أمريكا وأعوانها؟ وكانت ولا تزال السبب في دمار البلد,بل يطلب بعض ساستنا المدد منها, أفلا يعقلون؟ .

كاتب ليبي