*بعد مسيرة من المعاناة وسنوات مقيته سوداء من القتل والتشريد والدمار والعازة...تعلقت قلوب وعيون الليبيين,مؤخرا  على موضوعين هامين ,

هما:

1_"حوار الوفاق الوطنى" 

2_"عودة الوعى الوطنى لبعض )من غاب عنهم مؤقتا( من اهلنا بمصراته".

*الا ان الشعب الليبى ,عاد من جديد خائبا مكسور الامل.

*وانا هنا ساتناول  الحالة بالوصف ,وماينتج  عن التحليل من نتائج , دون تدخل اوتعسف.ولكن بصرلحة كما يمليها الواقع على الارض.وعلى الاطراف ان تقبل بمايفديها ان وجدت.

*الموضوع الاول"الوفاق الوطنى"

*لقد تم تناول"مسودات ليون"من قبل الكتاب والسياسيين والاعلاميين,... بافاضة ,وكنت قد وصفتها من البداية ب"القاصرة",لاننى ركزت على الاساس الذى بنيت عليه وهو"التوافق" بالاجماع او الثلثين, بين اطراف متصارعة , لاصدار قرارات  وتنفيذ  اجراءات,فى الوقت الذى يملك فيه كل طرف على"الثلث المعطل" حتى بغيابه.

*وقد استغربت فى احد مقالاتى ,عن عدم اهتمام المتحاوريين اولا, و الكتاب والمحلليين ثانيا,بهذه المعضلة  ,التى ستعطل كل سلطات الدولة.وتشل قدرتها على تقديم اى عمل ,سوى مزيدا من الصدام وغياب للسلطة.

*ففى الازمات لايمكن لسلطات الدولة ان تعمل الا, باعتماد ,الاغلبية الديمقراطية المعتادة,اوفرض الدكتاتورية.

والمعطيات الحالية تفيد:

*ان موافقة الاطراف على مشروع الاتفاق وعدمه ,لن يؤثرعلى الارض ,الا بأثارة مزيدا من التوتر والبقاء "مكانك سر".

*ان تدخلا غربيا مباشرا غير متوقع ,فامريكا تعتبر قضية ليبيا شان اوربى,مادامت لاتهدد امنها وامن اسرائيل ,ومصالحها الكبرى, براجماتيا.

*اوربا غارقة فى اختلافاتها ومشاكلها الاقتصادية وتدهور اليورو ,واعتمادها المعتاد, على قيادة امريكا ومسؤليتها .

*لايمكن التدخل المباشرفى كل الاحوال,الابطلب من السلطة الشرعية الليبية, اوبموافقة مجلس الامن بدون اعتراض"فيتو".

*وعليه سيستمر الدعم غيرالمعلن والتدخلات غير المباشرة مع هذا الطرف اوذاك,وتستمر الامم المتحدة فى مساعيها ,كما هو حالها بفلسطين من سنة1947 وقبرص من سنة1974 وغيرها مثل اليمن وسوريا والصومال...وتستمر معاناة الشعب الليبى ومأساته , وتفكك دولته وانقسامها ,الى ان ينتفض الشعب بجد وقوة ,بعشرات الالاف بكل انحاء ليبيا,ليحقق ارادتة ويفرض اعادة بناء دولته.

*الموضوع الثانى"عودة الوعى"

*الحقيقة لقد رحب الشعب الليبى ,بالمبادرات الوطنية الواعية ,للمجلس البلدى مصراته,والزنتان وورشفانة وعدد من القبائل والمدن والكتائب المسلحة ,غرب مدينة طرابلس ,ووقف الاقتتال وتبادل الاسرى, وانسحاب القوات من المناطق الحساسة .

*وراى الشعب فى هذا الحراك الحميد  عودة للوعى الوطنى وظهور للضوء فى نهاية النفق,واصبح يتوقع(رغم التشكيك)ان الحل الايسر  والامثل سيتم بايد ليبية وعلى الارض الليبية.

*الا ان الشعب شاهد فى الايام الاخيرة,عودة للمظاهرالتهديدية والتصريحات المتشنجة الاقصائية, بمشاركة قيادات من المؤتمرالوطنى المنتهية ولايته , والذى لايملك حتى اقرار مواقفه.

*ولكن الاهم والاخطر,والمخيب لامال الشعب هو ماورد بتحفظات المجلس البلدى مصراته التى لاتعيد الوضع الى المربع الاول ,وتهدم مصداقية السعى للمصالحة والاتفاق الوطنى فقط. بل تدفع الى الصدام وما بعده.

*والمهم هنا الاطلاع على ما تعلنه ,التحفظات ليس "المسودة وتعديلاتها" لمعرفة الاهداف والنوايا, التى تم التصريح بها والتى ,لايمكن قبولها ولافرضها  بمسودة او بدون مسودة. ولابمجلس الامن ولا بغيره.

*مع ان القوة قد جٌربت  لتحقيق اهداف غير مقبولة, وكانت النتيجة :قتل شبابنا وتدميروطننا.لا اكثرمن ذلك.

اهم التحفظات هى:

1_"ان مؤسسة الجيش الليبى لاوجود لها على ارض الواقع,.. والتأكيد على ضرورة اعادة بنائها".

*اذن من مكًن؟ الشعب ,من السيطرة على "برقة"فى خمسة ايام .وطائرات من ؟التى عطلت الرتل من الوصول الى بنغازى وطبرق ومساعد قبل وصول طائرات النيتو. ومن؟ مكن من دخول طرابلس دون قتال.ومن؟ قاد غرف القيادة ,ودرب المقاتلين,

ونشر السلاح بكل المناطق,ومن؟ هم الشهيد عبد الفتاح يونس وخليفه حفتر وعبد السلام الحاسى والشهيد حدوث....وعيرهم .

*صحيح ان الجيش قد هٌمش ضد ارادته ,بعد اعلان التحرير مباشرة.ولكنه موجود حتى قبل اعلان استقلال ليبيا.

2_"رفض بقاء(الفريق اول ركن خليفة بالقاسم حفتر)قائدا للجيش رفضا قاطعا"ووصفه ب"المدعو"

*هل من الممكن تصديق طرف يسعى للاتفاق والمصالحة الوطنية,ان يصف, قائدا عسكريا ,ضحى بنفسه وصحته وراحته فى سن متاخرة من العمر, لاعادة بناء جيش وطنه ,ليعد بعشرات الالاف, ويحارب  الارهاب لاكثر من سنة,وقد وصلت القوات التابعه له حتى غرب طرابلس.

*وقيادتة موجودة بمنطقة لها كلمتها وفعلها وقوتها ,فى كل تاريخ ليبيا,وحوله اولياء دم اغتيالات بنغازى وشهداء عملية الكرامة , وتناصره اكبر قبائل المنطقة.

*و يوصف, ب"المدعو"ويطالب بتنحيته فورا.

*الحقيقة لايمكن لاحد ان يرى فى هذا الوصف الااستفزازا لاقيمة له , وان الطلب لايمكن تحقيقه , ويؤكد فقدان الحكمة ,وهوليس اقل من الدعوة للصدام ومايتبعه.

*فحتى لوتقدم (ألفريق حفتر)بنفسه للتنحى ,وقبل مجلس النواب ذلك,فالفريق حفتر موجود, بمنطقة "فزعة ووفاء" فحتى خصومه سيرفضون تنحيه مابالك بمناصريه الذين يصل عددهم بمئات الالاف.

3_مشاركة شرعية"مجلس النواب"التى نالها عن طريق صناديق الانتخاب, والغاء معظم قراراته الهامة التى اقرها نواب الشعب.

امرغريب ,حسب كل المعارف و القوانين ,حيث لايمكن الحصول على الشرعية بالفرض  أو القوة ,والصحيح يمكن السيطرة والتحكم بالسلطة ,حسب قدرة التفوق بالقوة على الخصم .فى اطارالمدة الممكنة للاستمرار.

*ونعلم ان استخدام القوة قد جٌرب بما يكفى من الوقت فى ليبيا ,وانه قد حصد مايكفى من الارواح والخسائر المادية والعنوية والنفسية.دون تحقيق اغراضة .ولامبرر لتكرار التجربة ,الا اذا كان هناك من يرغب او يدفع لاستمرار القتال بليبيا لعشرات السنين ,كماهو حال دول سبقتنا  ,على الطريق الى ماوصلت اليه هذه الدول من مصير مرعب وكارثى.

كاتب ليبي 

[email protected]

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب ولا تعبر عن سياسة البوابة