هل وصلت العلاقة بين مصر وليبيا إلى الطريق المسدود لا قدر الله ؟ وأين العقلاء في البلدين؟! وهل اختفى صوت العقل عند الطرفين؟!! الآن مشكلتنا في الداخل وطبول الحرب بين ليبيا مصر، تقترب من بدايتها، ومن الجائز أن مصر تنتظر الظرف المناسب، منذ أن أعلن "إخوان ليبيا" دعمهم للرئيس المصري المعزول محمد مرسى ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسى والجيش المصري مرورا بمظاهرات الإخوان في بنغازي وطرابلس، استنكارا لبيان رئيس الحكومة الليبية علي زيدان وزيارته لمصر وقوله إن ما يجرى في مصر شأن داخلي، مرورا بما تردد عن سماح الحكومة المصرية بحرية الحركة لأحمد قذاف الدم وتصريحاته المضادة ضد ثورة 17 فبراير.

وفي الخلفية أيضا، تواتر الأخبار أن ما حصل ويحصل في جنوب ليبيا من أزلام "القذافى" وتمويل لها من الذين يقيمون في مصر، ثم وصل الأمر إلي القبض على قائد قوات درع ليبيا، الذي يتبع رئيس المؤتمر الوطني مباشرة في الإسكندرية، واختطاف عدد من الدبلوماسيين المصريين في ليبيا.
أعتقد أن سحب البعثة الدبلوماسية المصرية في ليبيا، بمثابة قطع للعلاقات أو أنه ربما إعلان الحرب، خاصة وأن وسائل الأعلام المصرية كثيرا ما تتحدث عن معسكرات للإخوان المصريين في ليبيا.
ولعل المؤتمر الوطني يسعي أو يتصور أنه بحاجة إلي حرب خارجية حتى يتم إسقاط رئيس الحكومة "زيدان"، بعد أن فشل المؤتمر في إسقاطه بكل السبل، ولا شك عندي في أن الخاسر الأول هو المواطن في البلدين.
أتمني إن شاء الله، أن ينتصر صوت العقل، وتتنصر محبة ليبيا على المصالح الحزبية، وأن ينتصر صوت العقل في مصر، وتقدر ظروف ليبيا ... ولاشك أنها سحابة صيف وسوف تنقشع، وسوف يعود الصفاء والود بين ليبيا ومصر، عندما تقدر الحكومتان المصالح المشتركة بين الشعبين.

 

الاهرام المسائي