(بين آمس بين اليوم.. إلفالى خبر،هو لولى)، نعم ما أكدنا وأكد عليه الكثيرين فى الجزء الأول من هذا المقال، ثبت عملياً ورأيناه بأم أعيُننا قبل نشر الجزء الثانى هذا، أن ما نراه من تطاحن ومماحكات، ليس من آجل الوطن وبناء دولة الحرية والديمقراطية، ولكنه مجرد صراع على (المال والسلطة)، هذا هو باطن الحقيقة.

أنه الصراع على النفط، شيطاننا الأكبر فى ليبيـا وسبب بلاوينا، منذ أكثر من 47سنة، تخيلوا لو لم يُكشف النفط بأرضنا كيف يمكن أن نكون إخوة، وكيف لهذه الأرض أن تكون جنة، وأى تقدم فى كل المجالات وأى حرية وديمقراطية كنا فيهما،  وأى نوع من الوحدة والتآلف تاسيساً على دستور 1951 المُعدل فى 1963، ولم يكن لسبتمبر التخلف ان يقوم ولا فبرايور الدمار أن يخلفه، ولما عشنا الثلات سنوات  الـُعجاف الأخيرة، سنوات الرُعب التى آتت على الزرع والضرع، الأمر الذى يحتاج فيه العهد السابق (42سنة) مضروبين فى 10 أى 420 سنة (لمجرد أحتمال) قيامه بما قمنا به فى 3 سنوات، بَشرت وتُبشر بالأتيان على نهاية أسطورة وطن يحتضرعلى أيدينا، نحن أبنائه العاقين الغير جذيرين به، علينا لعنة العصر.

نعم أننا غير جذيرين بهذا الوطن، وأن صح أن نكون جذيرين بشىٌ واحدٌ فقط، فهو أن يُنكرعلينا أبينا آدم أبوته، وهو ما نستحقه بالفعل، ذلك غير أن الأمل فى شفاعة الرسول(ص) أصبحت صعبة المنال، بعد تفوقنا على حزب الشيطان، بما أرتكبناه  ونرتكبه من فضائع، فلا مكان لنا فى رضوان ألله ما دام هذا حالنا، متنطعين فى وجه البارى سُبحانه، رافضينَ كثيراً مما اُنزل فى كتابه الكريم، وأقله أن نُغير ما بأنفسنا، حتى يُغير ألله ما بنا، وهو الذى لا يُخلف الميعاد، والأسوأ أن نلوى معانى القرآن الكريم، ونستعملها فى التحريض على قتل أخوتنا المؤمنينَ، ليست وحدنا الرافضينَ، بل حتى مفتينا!.

نعم وللمرة الألف.. أنه النفط اللعين ولا شىءٌ سِواه، فعدم وجوده فى تونس، هو ما كان وراء قدرة التوانسة متأسلمين وعلمانيين على بناء دولتهم فصاروا آمنين، أو على الأقل بدأ الخطوات الأولى الثابتة فى أتجاه البناء، فلا نفط يتصارع عليه التوانسة، أللهم إلا أيراداتهم مماً تبقى لهم من السواح (القويررة) (الأوربيين بالتونسى)، + وحتى تستعيد تونس ثقة الحركة السياحية والمستثمرين، فأن الموردين الفعليين الوحيدين للدخل العام فى تونس فى هذه المرحلة، هم الـ 1.8مليون، من المُهَجَرين الليبيين من السبتمبريين وعلى حد سواء من مهاجري الأخوة الأعداء الفبراريين، الذين دب الخوف من بطش بعضهم بالبعض الآخر(!) بعد أن أوهموا بعضهم بأنهم متوحدين من 15/11 حتى خطاب الأربع زوجات، وفجأةً أكتشفوا وأكتشفنا أن قلوبهم شتى، بل أعداءٌ لا يمُتون لبعضهم بصلة، ولا تربُطهم حتى شعرة معاوية؟!.

(يا نكبة ليبيـا وحظ تونس) (هكذا هى.. مصائب قوم..عند قوم فوائد)، ولو أن نسبة الفبراريين لا تزيد عن 20% من الليبيين هناك، ألا أن أنفاقهم وصل مئات أضعاف السبتمبريين، أى بأرقام فلكية (مئات المئات من ملايين الدولارات) فى مجالات الأستثمار العقارى وسوق الأسهم والتجارة والسيارات الفارهة، والأنفاق فى الملاهى الليلية وعلى الزواج المسيار وما أليه وما أليه من مجون وأستهتار، فأموال بعض الميسورين السبتمبريين بالملايين وهم قلة، حيث أكثريتهم فقراء، أما الأخوة الأعداء الفبرايريين، فأن أموال بعضهم بالمليارات ولا فقير بينهم فى الغالب!، (حى حى.. الفارس إلا فارس عقاب ألنهار).

كانت الناس تتنذر على أبناء القذافى وبذخهم، كيف اليوم، وهم يرون آلآف القذافيون الـُجدد وأبنائهم بعشرات الآلاف، وأذا كانت عملية ازاحة قذافى واحد أحتاجت الى كامل قوات الناتو + الآلاف من أرواح الليبيين وأربع سنين عُجاف، فكم ستُكلف يا تُرى عملية أزالت القذافيون الجُدد؟، وكم من الزمن ستأخذ العملية، وكم من الضحايا، وكم من السنين العُجاف القادمات، والسؤال الأخير، عندما تخلصنا من القذافى وجدنا وطن ولو بدون مؤسسات، ومئات المليارات فى البنوك والمؤسسات، فهل عندما ينتهوا القذافيون الجُدد سنجد على الأقل أشلاء بعضٌ من الأوطان الليبية، المزمع أقامتها وفق الشرق الأسود الجديد، المُرجح أن تتحول ليبيـا في خضمه، الى 3 دول ويُفضل أن تكون5 دول فما فوق؟، وكم سنجد من ديون الدولة المتراكمات؟.

مفارقة العجب العُجاب، أن أصبح الفبرايريين أعداء لبعضهم، كلٌ هارب من بطش الآخر فور قتلهم للقذافى، تفرغوا لبعضهم، وأصبحت العداوة بينهم أشرس من عداوتهم سوياً مع السبتمبريين!(دا..ربنا لُه حاجات يا قدع)، حتى صار فريقى الفبراريين الأعداء، يشدون الرحال الى قاهرة المُعز براً وجواً، ويا سعد من يظفر بسبق الجلوس مع ورثة سبتمبر وأقطابه، الذين صاروا عقلاء الوطن وحكمائه، وأصبحت قيمتهم فى سوق سياسة الوطن مرتفعة أمام أسلامييى وعلمانييى فبرايور؟!.

حتى أننا فى الأخبارنسمع "وصل القاهرة وفدٌ رفيع من...وألتقى الوفد بفلان(أحد وزراء القذافى السابقين) الذى بدوره توسط عن طريق فلان بالجامعة العربية، لتأمين لقاء مع قذاف الدم (قام بسجنى سابقاً) و/أو ابو كراع/الصافى...ألخ، (لاحظ أن الوزير الذى يوَسطونه اليوم، أحرقوا بيته منذ أشهر) ويستمر الخبر"وقدم الوفد وعوداً بـتمكينهم من العودة الى وطنهم ليبيا! وأرجاع بيوتهم لهم..ألخ"!!!، وطنهم الذى سيقوده مستقبلاً أعضاء الوفد الرفيع دون شراكة سواهم من الليبيين بمن فيهم خصومهم من الفبرايريين؟!..، كل تلك العطايا فى جرابات حواتهم، فقط مقابل أن يقف معهم السبتمبريين ضد أخوتهم الأعداء الفبرايريين شركائهم الأمس غرمائهم اليوم! أللاه، أما عجيبة يا خالى (ما كانوا معاكو هِناك.. فى دى أللى أسمها ليبيـا)، وكان يمكن التفاوض معاهم ببلاش قبل خطاب عبجليل، حيث كان يمكن تجنيبنا كل ما حذث وما سيلى حذوته من كوارث.

هكذا صار لسان عدد كبير من الفبرايريين، يطلب فى أستعطاف من السبتمبريين الذين صاروا عقلاء ليبيـا، أن يشفعوا لهم مع رفقائهم من حملة السلاح!، (ما كان من الأول يا واد)، إذاً ما هو مُبرر دخولكم فى نفق برنارد وشَق فبرايور، ما دُمتوا مش قدها؟، ولماذا نكرتم فضل برنارد عليكم، وأكتشفتم أنه صهيونى فقط بعد أن أوصلكم للأنتصارعلى القذافى..(أللاه)!، لماذا نكرتم جلوسه ألتصاقاً بحرائركم، ومنحتوه الجنسية والجواز، وأن رَغب الزواج!، فترفضوا استقباله بمطاراتكم قبل وبعد الهدم.

لعلكم تذكرون اننى ومن خلال هذا المنبر، حذرتكم من ردة فعل برنارد على عدم وفائكم وعقوقكم له، وها نحن نعيش خيوط ردة الفعل تلك هذه الأيام (وسنبقى نعيشها، لين نودروا الوطن بفعل غباء حذاقنا السياسى المذقع)، وهذا حال من يأتى بالدب الى كرمه (حقل عنبه)، نعم لم ياتى برنارد الى ديارنا لوحده كى يبوس  عبجليل فى بنغازى رافعاً علامة (نصره هو) ليتصور مع أبنائنا الممطين 14.5 بكل الجبهات من برقة حتى الزنتان والذين لصغر سنهم ظنوا أن النصر نصرهم وليس نصراً لبرنارد كما جاء أعترافاً بكتابه.. فصديق عمره الوفى (على) الذى قدم له نبى الأعترافات؟! (محمود) (نكر كطبعه دائماً، أن على صاحب الفضل عليه)، إذ لم يكن للبرنارد أن يأمُر زلمته ساركوزى بالهجوم على ليبيـا، لولا أنحناءات على ومحمود أمامه على الطريقة الكنفوشيوسية، وتوسلاتهم له، المُرفقة بتعهدات (محمود)! (دائماً كلام ليل مدهون بالزبدة).

ألسؤال: أين محمود الآن من على، بعد أن إنكار الأول (صنعته) للثانى وأصبحا فى عداد أخوة فبرايورالأعداء(صارلهم زى سلاخة الحمير، لا من اللحم، ولا من الصنة الطيبة)، بعد أن ورطا الليبيين فيما نحن فيه اليوم، ولا عزاء لبرنارد فيهما الأثنان (على الأقل برنارد ولى نعمتكم، مش مهم نحنا وأن كنا من سيدفع الثمن) والأغرب أن لا محمود ولا على، مُصدقين أن من ضمن زعلة برنارد، عدم وصولهما للرئاسة (الفطنة سعد)، وعليه، إللى جى سد يا جماعة، يهديكم الله، أرتاحو وريحو الناس ألله يستر بيتكم، فتحركاتكم وأمثالكم من الحذاق فى أطار صراعاتكم، جاية كلها على روسنا، وأن ماتتقولونه فى بعضكم لساسة العالم، شىْ مُقرف ويندى له الجبين‘ حتى صرنا بسببكم مسخرة اللى يسوى واللى ما يسواش ، لأن المأساة فى أن كل واحد منكم يتكلم بأسمنا كل الليبيين؟؟!!!.

أن المتصارعين علي النفط عندنا، من حُذاقنا، هم من يضرِبنا على ركبتينا وقفانا، كل ما فكرنا أن نَحبوا تُجاه بناء الدولة، الذى حجرأساسه الأول بنائى الجيش والشرطة، ومصيبتنا مُضاعفة، حيث أن فى تونس ومصر ولعدم وجود النفط، تهرع مؤسسات المجتمعات وكذا المنظمات الدولية، بمد يد العون لهم بالمساعدات النقدية والعينية بأنواعها..الخ.

أما نحن الليبيين لاآحد يلتفت ألينا، لتصنيف بلادنا بالدولة الغنية!! بسبب لعنة النفط الذى لم تُكتب السعادة لشعبه الذى يدب فوقه، على ضهور دوابه الحيوانية والحديدية، وهو لا يعلم عنه شىءٌ! ولم يهتم يوماً بارتفاع أو أنخفاض اسعاره، بل لم ينعم الشعب الليبى به البتة، مُنذ أن أكتشفه مماً يُعتبرون أنهم أصحابه بأكتشافهم له، وأنه خراجهم ولو نَبِعَ فى أرض غيرهم.. وكأن حاكم تكساس أقتبس قول هارون الرشيد"من أين ياتى خِراجك فهو لى" أى أن التكساسيين، يتعاملون مع أى نفط يُكتشف وإن كان خارج تكساستهم إذا جاز التعبير، بأن خراجه لهم، ولا ينوب من يمشون فوق أرضه إلا تلوث بيئتهم، وأن فكر أولائك المُشاة فى أمتلاك زمام اُمورهم، فسيُصيبهم وباء الصراع عليه(مثلما هى حالنا اليوم).

ويمكن أن نُلخص فترتين فقط شَمت فيهما ليبيـا ريحة النفط، ولمست أو رأت بضع أنعكاسٌ لعوائده فوق أرضها، حيث كانت الفترتين على هيئة فلاشين عابرين فقط لاغير(فلاش آلة تصوير)، الأول فى عهد طيب الذكر المرحوم ادريس،  وما أن ظهرت خِطط التطوير الأقتصادى حتى أزاحوه.. أما الفلاش الثانى، فكان فقط الخمس سنوات الأولى من عهد القذافى (عندما كان على نياته) (بداية ما عُرف بقانون التطوير العمرانى)، عندما كانت تتم مُسائلة الوزراء فى تلك الفترة (النية.. الطاهرين مُقارنة ببعض وزراء/تماسيح اليوم)، كان أولائك وعندما يتأخرون فى صرف مخصصات مشاريع وزاراتهم! تراهم مع نهاية كل سنة مالية، يهرعون بتوقيع عقود المشاريع فى كل مكان وكيف ما كان، أما تماسيح اليوم فلا ترى أرقام المليارات حتى على الورق وحسبك أن تسمعها شفوياً (فقط) من التلفزيون.

وبدل القضاء على نظام القذافى مثلما حصل مع سابقه، أكتفوا بأرسال تيتو وكاسترو، فكسروا قـُلة آمال الشعب حيث هتفنا "أبليس ولا أدريس" إذ استجاب الله لنا، فرفلنا فى جنة أبليس، وصولاً للجزء الثانى من مسلسل أصحاب فيل الربيع، آلا وهو زمن الطاش، أى 2012و 13و 14، وطبعاً الطاش تمتد حتى 19، قبل الولوج الى زمن الشين.

الزمن الذى أستفقنا فيه على تحول عدد كبير منا الى آباليس، نقتل بعضنا البعض وندمر ما تبقى من وطننا، بأدعاءٌ باطل، باطنه/حقيقته الصراع على المال والسلطة والجاه الملوث(النفط) وظاهره/زيفه، خدمة الوطن وبسط ربيع الخير وجلب الحرية والديمقراطية، وكل ذلك بفضل هدية ثورة برنارد، الذى أنجب لنا برناردينو صغير، ليدُكاننا معاً حتى تمزق غشاء نسيجنا الأجتماعى، الذى لا أمل فى ترقيعه بتونس ولا بالقاهرة، فالنسيج الأجتماعى يشبه أى نسيجٌ آخر، مثل عود الكبريت على رأى يوسف بك وهبى.

والفرق بين برنارد وبرناردينو يكمن فقط فى الختان، فالأول مختون (يهودى) والثانى غير مختون (مسيحى)، ويبقى الهدف واحد، فلنبسط ياعم، ولمن يتسائل لماذا لم نذكر مترى الذى جاء قبل برناردينو، نقول أنه لم يسقط سهواً، ولكن بسبب أنه على رأى المصرية (ما عرِفشِ) فجاء الذى يبدو أنه (يعرف ولو قليلاً)، رافعاً قريعته بمبادرته صارخاً "دنتو حتاكلو ضرب"(أى كان ما طبستوش فوق طاولة غدامس2 ، بنديرلكم حضر!) (هو أنتوا خليتوا حاجة ما درتوهاش؟)، ولا نملك أن نقول إلا (العريان فى القافلة مُطمان)، أو كما يقول المثل"إللى رقد للستة يرقد للستين" يعنى ديروا الحضر، هو مش نايض، مش نايض.

وعلى ذكر العقوبات، نذكر تعليق القرد عند ما قيل له "خاف ألله فى حركاتك المشينة؟".. قال "شن حيديرلى أكثر من سخطنى قرد، كانش بيُرجعنى غزال؟"، حسبنا الله ونعم الوكيل فى البرنارديين وعررابيهم من بقية أهلنا حذاق 17 فبراير، جـَلبـــة الميليشيات والأعترافات.. ولا عزاء لنا إلا تكرار مقولة المغلوب على أمره لعادل إمام (يلا.. هما حيروحوا من ربنا فين؟)،.

كاتب ليبي