تعرف الميلشيات دولتها المدنية المزعومة بأنها الدولة الخالية من المظاهر العسكرية والشرطية والانقلابيين الذين يردون السلطة على حد تعبيرهم،
وكأنها الجمهورية الأفلاطونية الحديثة ومن أجل هذه الدولة ومن هذا المنطلق، سوف يسحق ((الثوار)) كل من يريد الانقلاب على السلطة.
من أجل مدنية الدولة يقتل الصحفي مفتاح بوزيد  بدم بارد صاحب المقولة الشهيرة (ليبيا وإن طال النضال)  قتله لأنه نادى. مرارا وتكرارا بضرورة إنهاء الانفلات الأمني وحل الميلشيات. والحقوقية سلوى بوقعقيص والمدعي عبد العزيز الحصادي والقائمة تطول لتسع الكثير من النشطاء والحقوقين والاعلاميبن وخطباء المساجد والأمنيين بمختلف تخصصاتهم ،كل هؤلاء قتلوا من أجل الحفاظ على مدنية الدولة!!
للعلم كانت حوادث الاختطاف والاغتيالات قبل تحرك الجيش ليس في بنغازي فقط بل في العديد من المدن الليبية.
قاموا بقمع العديد من المظاهرات بأشد الأساليب قسوتا، منها على سبيل المثال على الحصر مظاهرة  بنغازي أو  ما يسمى بالسبت الأسود قصفوا المظاهرة (السلمية) بالصواريخ
وقتلوا في طرابلس العديد من المتظاهرين الذين خرجوا مطالبين بحل الميلشيات، والتي تسمى بمجزرة (غرغور) وكثير من الأحداث التي لا يسعني كتابة سوى عناونيها (تفجير القبة،الذي أودى بحياة خمسين من أهل مدينة القبة. ناس أبرياء  لاناقة لهم ولاجمل في الانقلاب الذي تدعيه الميلشيات.
قتل أكثر من مئة شاب في براك الشاطي،لا لشيئ إلا أنهم  انضموا لصفوف الجيش الليبي، حادثة آل الحرير في درنة والتمثيل بجثثهم) كل هذه الأروح ذهبت لأجل مدنية الدولة.
من أجل مدنية الدولة ، قوت الليبين الوحيد النفط ، يسيطر عليه المجرم المرتزق  المدعو  جضران،بالقوة، ويصبح يفتح ويغلق الحقول متى يشاء،وكيفما يشاء،وكأنه يفتح ويغلق دكانا خاصا به.
في الحقيقة ما يثير العجب أنه بعد هذا السجل الحافل بالجرائم المنظمة. والإنتهاكات البشعة  تخرج علينا العديد من الشخصيات التي تددعي الثقافة والوطنية ، أن عملية تحرير الجيش للعاصمة طرابلس هي عبارة عن إنقلاب، ومن يخالفهم يعيره بأنه متخلف والأكثر عجباا مما ذكر  أن أسمائهم يسبقها حرف الدال " د"  إن لم  يحترموا درجاتهم العلمية التي يدعون بأنهم تحصلوا عليها ،على الأقل  يحترموا عقول الناس التي اكتشفت كذبهم وخداعهم .
من أجل مدنية الدولة، تأتينا البواخر التركية محملتا بالأسلحة فعن أي دولة يتحدثون و أي مدنية يدعون.التي لابد أن يحافظوا على مدنيتها حتى لو كلفهم الأمر اللجوء للإيرانيين.
قطع السراج  خيط الشرعية الوحيد  التي كانت ممنوحتا  له دوليا بعد. أن رمى نفسه في أحضان الحرس الثوري الإيراني
بعد دخول السفينة  الإيرانية إلى المياة الإقليمية  هذه السفينة تمتلكها شركة IRISL  المدرجة على قائمة العقوبات الأميركية،هل ياترى هذه السفينة أتت من إيران تحمل لنا. الأزهار؟بالتأكيد لا .
ماذا يمكن أن تقدم لنا إيران؟ مثلا (الديمقراطية) ما كانت إيران يوما بلد ديمقراطي هل ستصدر لنا ديمقراطيتها التي صدرتها للبنان أو العراق أو اليمن الذي كان سعيدا أو سورية .التي تحولت مدنها لمدن أشباح.
للأسف لا تحمل لنا سوى الموت .
السراج اليوم ينظر إلى سفينة الحرس الثوري  الإيراني وكأنها سفينة نوح التي ستبحر بلليبيين من الفوضى عبر بحر الصرعات إلى دولة المؤسسات يعني الدولة المدنية المزعومة
أليس من المعيب أن يرتدي مجرم. ميلشيوا مثل التاجوري ملابس باهضة الثمن بآلاف الدولارات، ورب الأسرة منا يسطف في طوابير طويلة لكي يحصل على مئتي دينار،ناهيك عن من لايجد ثمن العلاج .
أفيقوا أيها الليبيون، جيشنا هو طوق النجاة الوحيد، وليست سفينة السراج الإيرانية. وعلينا أن نعلم جميعا أن مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة لايملك عصا سحرية يغير بها الملشيات الهمجية إلى مؤسسات دولة رسمية من جيش وشرطة،

الاراء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة