*ان وطنكم ايها الليبيون ,قد خسر كثيرا من ابنائه , وسفكت كميات رهيبة من دمائه,واهدرت امواله وثرواته,واستبيحت حدوده واراضيه,واصبح مسرحا للتهريب والسوق السوداء.ووطنكم ليس مهدد بالفشل فقط ,فهوا غارق فيه,بل بمزيد من الدمار,وخيم العزاء حتى تعم كل البيوت ,ويصبح العزاء بالجملة عادة وطنية ليبية يومية. وينتشر الافلاس والعازة والتسول ,ويبدأ التقسيم الفعلى,وندخل الى"الصوملة"  بدون تحفظات.

 

*ودول العالم,تتابع ,تدميركم لوطنكم وتفكيكه , ولاتتحرك,لانقاذكم ,بل منها من يساعد بعضكم على الاستمرار على طريق الهلاك ,ومنها من ينتظر حصته من هدم الدولة الليبية,وشعوب العالم تتندر بغياب وعيكم, ومدى تفريطكم بوطنكم,وعدم حرصكم على دماء ابنائكم ومستقبل احفادكم.

 

*الى هنا:ليس امامكم الا"الصوملة",اوالتوقف عن هذه المسخرة الدامية المدمرة الانانية المريضة,وخلع اى نفوذ خارجى واقع عليكم,والعودة لاحياء الوطن واعادة الروح لمستقبله,فقد رواه الاجداد بدمائهم الطاهرة ليتركه لكم ولابنائكم واحفادكم... واسع المساحة وفير الثروات,لبنائه لالهدمه على رؤسكم.

 

*واسمحوا لى ان اتقدم اليكم بهذه المبادرة الجاهزه والبسيطة غير المعقدة,والتى تقوم على اساس ديمقراطى عادل اساسه الشرعى اختيارات الشعب الليبى فى انتخابات25/6/2014,وقرار مجلس الامن (2174),ايا كان موقفكم  من القضايا المختلف عليها,مثل حكم الدستورية غير الواضح, والتسليم والاستلام هل هوا ادارى اودستورى, ودستورية الانعقاد بمدينة طبرق. المهم  ان الانتخابات كانت نزيهه والنتائج كانت مقبولة,لم يعترض عليها احد,وهؤلاء المنتخبون يمثلون  الشعب الليبى فعلا بحسناتهم واخطائهم ومقاطعتهم. فنحن امام ازمة ضياع وطن, يجب علينا ان نتمسك بجوهر القضايا , الذى يوحدنا, ولانعطى فرصة للهوامش, التى تفرقنا. ولنبدأ من جديد,اعتمادا على الشرعية المنتخبة مؤقتا,الى ان يتم اقرار الدستور , وندخل انتخابات عامة جديدة,وانتخابات رئيس الدولة. ومباشرة بناء وطننا من جديد.والمدة الى هناك, ولله الحمد , هى قصيرة ,لاتتجاوزعدة اشهر , ولاداع لجنون العظمة الفارغ , وتدميرانفسنا ومستقبل وطننا.

 

*وتقوم المبادرة على الاسس التالية:

 

اولا: لم شمل  جميع اعضاء مجلس النواب,بعودة الاعضاء المقاطعين,ليكون المجلس ,هوا اساس الحل الشرعى للازمة الليبية, وبذلك يمارس الاعضاء المقاطعون,مطالبهم من داخل المجلس, كمعارضة, اكيد سينظم اليها,غيرهم من النواب المداومين. ويصبح المجلس,معبرا عن كل الليبين وتوجهاتهم.

 

ثانيا:تعديل لائحة عمل المجلس واصدار القرارات والقوانين,بحيث نضمن حق الاغلبية,ولانلغى حق الاقلية.بتحديد النسب المطلوبة لاصدار القوانين والقرارات,والغائها وتعديلها ,فقد اعطى الناخبون اصواتهم,لالمجرد الاشخاص بل لقناعات وتوجهات وبرامج ايضا. ولذلك تكون النسبة,للاصدار,حسب اهمية الموضوعات,  ب50%+1أوثلثى الاعضاء (66%+1), والغاء  وتعديل القرارات والقوانين بموافقة الثلثين(66%+1),ماعدا  قرارات وقوانين المؤتمر الوطنى  السابق  فتلغى وتعدل  بموافقة51 %+1 من الاصوات,  (نظرالصدوربعضها دون نصاب او تحت الضغط). ويكون اعادة النظر فى القوانين والقرارات ,بطلب مكتوب وموقع من ثلث الاعضاء(33 %+ 1).

 

ثالثا:ومن داخل مجلس النواب,تعالج كل قضايا الازمة, (بمراقبة ممثل الامين العام للامم المتحدة للدعم ,وممثلى دول الجواروالدول الاخرى,),وتشكل حكومة ازمة وطنية ,وتقر اوتلغى او تعدل قرارات مجلس النواب والمؤتمر الوطنى السابق ...ويتم نقاش كل جوانب الازمة.ويتم الاتفاق او الرفض عن طريق"الصندوق" والاقتراع السرى, وبذلك يكون حل الازمة شرعيا عن طريق كل اعضاء مجلس  نواب الشعب "السلطة الشرعية الوحيدة" ,من دعم للجيش الوطنى وحرب على الارهاب الى الخروج من مؤسسات الدولة واداراتها وموانيها ومطاراتها وحقولها ومعسكراتها ,وتسليمها للحكومة الشرعية , الى حل الجماعات والملشيات المسلحة وترتيب مستقبل وضع افرادها ,الى نزع السلاح وتسليمه للجيش الوطنى,الى تنظيم عودة المهجرين والنازحين بالداخل والخارج , الى اطلاق سراح الموقوفين السياسين بالسجون الى حين محاكمتهم,  وتنفيذ احكام العدالة على المجرمين فى السابق واللاحق,الى احالة قضايا التمرد المستعصية واصحابها الى محكمة الجنايات الدولية ومجلس الامن لاتخاذ الاجراءات الدولية الفورية الازمة.

 

وفى الختام:ارى مراعاة مايلى:

اولا:أ-ان الشرعية ملك للشعب ,هوا من منحها,واى اجهاض لها او ضغط على ديمقراطية قراراتها او تدخل خارجى فيها, نتائجه كارثية ,ويؤدى الى تفاقم الوضع لااصلاحه.

 

....ب-ان "عملية الكرامة"هى نواة اعادة بناء الجيش الوطنى الليبى لمحاربة الارهاب وحماية الدولة وحدودها ومؤسساتها,وقد دفع الشعب الليبى ثمن انطلاقها, بالدم,وهوا يطالب فى مظاهراته ,بالجيش والشرطة وحل المليشيات والجماعات المسلحة, بمعظم المدن الليبية ,خاصة بجمع غضب بنغازى , وغرغور طرابلس.وان اى مساس بها او بقيادتها  , هوا ضد ارادة الشعب, ولاتغركم مظاهرات الخوف المنظمة ضدها بالمنطقة الغربية, فقد شاهدنا مثلها كثيرا(سابقا).

 

ثانيا:كانت هذه خلاصة الاجراءات اللازمة,لانقاذ الوطن, من النفق المظلم الذى دخل به,والذى سيطول غيابه فيه لعشرات السنين,صحيح ان بعضكم سيرفض  قبولها, فاقول له ,انه ليس بالامكان افضل مم كان ,فالخيارات الاخرى محدودة وقاسية , هى: الهزيمة او الصوملة او الاحتلال الاجنبى… ولو بعد حين.

كاتب ليبي 

[email protected]