كثر هم الذين يرون هذا الرأي ولكن الشجاعة تخونهم ، وقد لا أخطيء أن قلت أن أهم من يعتقدون في أن الحل يكمن في سيف الاسلام هم أولئك الذي إنتفضوا ضد نظام الزعيم الراحل معمر القذافي أوالذين دعموهم بالمال والسلاح والقصف الإعلام والإسناد السياسي

أن ليبيا تحتاج الى زعيم ، هذا ما سمعته في أكثر من مرة من ليبيين وعرب وأجانب ، وأغلب الليبيين هم من أبناء القبائل التي لا تزال وفية للنظام السابق والذين يرون في سيف الإسلام القذافي خيمة قادرة على جمعهم في إطار وطني موحد

أعداء الفكرة هم أكثر من يخافونها ، لذلك حاول أمراء الحرب ضرب الزنتان وتهديدها من أجل الوصول معها الى مقايضة : السلام مقابل سيف الاسلام

وقدم قادة الميلشيات الإرهابية والإخوانية موقفهم للمخابرات الغربية مشيرين الى أن ليبيا في حالة إنتشار الفوضى وسقوط الدولة ستعود الى القبائل القادرة على السيطرة على البلاد شريطة أن يكون لها قائد هو بالأساس سيف الإسلام القذافي المدعوم من أهله في الوسط وأخواله في الشرق وأنصاره في الغرب وحلفائه في الجنوب

وسيف الاسلام سيكون مقبولا من أطراف ليبية حقوقية وسياسية واعلامية تعاملت معها في مشروعه الإستشرافي « ليبيا الغد » كما سيجد قبولا لدى أطراف عربية ودولية تعرف عنه براغماتيته وعقلانيته وواقعيته السياسية

أحد من كانوا في ساحة المحكمة ببنغازي في فبراير 2011 قال لي منذ أيام : إذا كانت نجاة ليبيا ستكون بسفينة سيف فنحن سنكون معه

ثائر أخر قال لي : إكتشفنا أنها لم تكن ثورة ولم نكن ثوارا ، كانت مؤامرة وكنّا أبناء ضالين

البرلمان الليبي يعد لقانون العفو العام ومن الضروري أن يكون سيف الإسلام أحد المستفيدين منه خصوصا وأن ماقاله في خطابه الشهير كان صحيحا ، وما حذّر منه حصل ، ومن إنتقدوه آنذاك كانوا دعاة حق أغتالهم الإرهاب أوهجرهم من ديارهم أو ظلاميين باتوا يمثلون خطرا على البلاد والعباد

الزنتان تعرف قدر سيف الإسلام وتدرك طبيعة دوره في لعبة التوازنات القبلية والإجتماعية والسياسية ولذلك حافظت عليه ولم تسلمه للميلشيات التي كانت تنوي قتله لقطع الطريق أمام مصالحة وطنية شاملة

الجيش الوطني الليبي الذي يواجه حجافل الظلام والإرهاب  لا يزال فيه من يؤمنون بأن ليبيا للجميع بإستثناء الإرهابيين من الدواعش والقاعدة والاخوان ولصوص الدم والنفط

والقبائل الليبية التي تمثل وحدة المجتمع وعصب الدولة تريد أن يعود الأمل الى البلاد بزعيم قادر على إعادة جمع الشمل

من كل هذه المنطلقات فإن سيف الإسلام هو الحل وإن كره أصحاب المصالح الضيقة ممن لا وطن لهم إلا تلك المصالح التي سيكون يسيرا عليهم ضمانها في الداخل أو الخارج.

صحفي وشاعر تونسي