إن كانت الحرب أمر محتم وضروري وأبغض حلال ممكن لتحقيق إستقرار الوطن وإرساء العدل وتوطين الديمقراطية .. فأوزار هذه الحرب ستوضع قريباً , ورجالاتها سيقفون حماة لوطن تبنيه السواعد وتديره الكفاءات .. ويهنأ أهله بالسلام والأمان ويتعاطون الحرية وهم يملكون هوية الوطن ويتنسمون عبيره ويعرفون وجهتهم .. هذا عهد اليوم لما بعد الحرب .. ولكن ..!

ستعود الإدارة السياسية بمفردها لتقطف ثمار الحرب ولتحقق العهد .. ويبدأ موسم البناء متزامناً مع موسم الحساب والعقاب أو موسم العفو والمصالحة .. وهنا تكمن اأافاعي جوار الأتقياء ويجلس المنتمين جوار اللامنتمين وتتشابك الرؤي بالمصالح .. ويتسامى الجميع في الوطن دون أن يلقوا حقائقهم وأطماعهم لأنها منطقية ومبررة للتجار.. لذا أتساءل .. .!

اليوم .. زمن الحرب هو أوان السياسة .. فأين اختفى المنظرين وفرسان الفضائيات وقراصنتها ..  أين أختفى .. نزار كعوان .. سليمان دوغة .. عزالدين عقيل .. توفيق الشهيبي .. مختار الجدال .. هاجر القايد ..  وكثر سواهم ..!

كيف تبخر  .. مصطفى عبدالجليل .. محمد المقريف .. جمعة عتيقة .. محمود جبريل .. عمر حميدان .. علي العيساوي .. عبدالحفيظ غوقة .. محمود شمام .. عبدالرحيم الكيب .. علي الصلابي .. وكل من كان يمثل ليبيا خلال سنواتها الثلاث ..!!

أين سنجد حقائق اغتيالات ..  اللواء عبدالفتاح يونس .. عبدالسلام المسماري .. مفتاح أبوزيد .. سلوى بوقعيقيص .. حسن الدروعي .. ومئات من ضحايا السجون السرية وضحايا الإنتهاكات والاعتقالات التعسفية ..!

قد لا يعرف كثر من الليبيون .. أن بناهم السياسية قائمة تنتظر في الظلام لتنقض على السلطة " المدنية " بلمح البصر .. وهنالك حيث يجلس تحالف القوى الوطنية وجبهة الانقاذ متربصين يجلس بجوارهم حزب التغيير وستة عشر "16 " حزب آخر يحملون صفة سياسي .. ولها زعماء مكللين برغبات السلطة ومجهزين بأشياء كثيرة منها أموال ليبيا ومزايا السلطة وصفات " سرابية " جعلتهم سفراء ومليونيرات وفتحت الأبواب ويسرت المصالح .. وتجمعهــ " هم "ــا مطامع شبيهة بتلك التي أوصلت الإخوان في المؤتمر الوطني بشراكة التحالف .. وتلك التي ابعدت الإخوان عن البرلمان .. فلا عداء ما دامت الوطنية سلعة ومشروع بناء الدولة سراب نثر مرات ومرات وسط القاعات ..!

ما بعد الحرب موسم أشد قساوة منها .. وإظهار حقائق تفاصيل الأحداث وخبايا الصفقات السياسية مدفوعة الثمن .. وكشف مستور المجلس الوطني الإنتقالي وكل ما تقرر عنه وتأسيس الأحزاب .. وتكوين المؤتمر الوطني والحكومات المنبتقة عنه .. وأشياء كثيرة ينبغي جلاءها من زمرة السلطويين المعاصرين لها أو منفذيها .. !

العودة إلي الوراء والحساب لا يجب أن يكونا بدافع العقاب أو الإقصاء , بل لتصحيح الأخطاء وتدارك الزلل وتعميق الثقة وإرساء الشفافية .. والأهم منع إيداع مشوهين وملوثين في ذاكرة تاريخ الوطن وتمريرهم إلي المستقبل مضرجين بالشبهات كسابقيهم فنورث لأبنائنا هوية مشوهة مطموسة الملامح مفتوحة على احتمالات الخيانة والتدلييس .. !

مستقبل الوطن رهين بوضع موازين العدل والانصاف .. وهوية الوطن معلقة بصدق وجوده .. والشفافية دعامة المستقبل وضمانه , وهي على الجميع فرض عين وقضائها واجب من أهملها أو غفلها ..!!

يجب أن يطأطأ للوطن كل من مثلوا السلطة فيه ويبوحوا لكل الليبيين بتفاصيل لعبة السياسة التي أوصلتنا إلي الحرب والدماء .. لنتقي مستقبلاً العودة لها ونستبعد كل من يمهد لحدوثها ..!!

كان تقرير اغتيال  السفير- كريستوفر ستيفنز  " 11000 " صفحة .. فكم سيقدم لنا سلطويو السنوات الثلاث صفحة في تقريرهم عن محاولة اغتيال الوطن ...!!!؟؟؟

 

كاتب ليبي