ندرك انه بقايا جيش قام من تحت الأنقاض,غضب لنفسه أولا بسبب أعمال القتل التي طاولت أفراده بالمنطقة الشرقية,ثم أن بعض قادته أدركوا لعبة الأمم التي تحاك ضد ليبيا ورمز قوتها جيشها الوطني فكان أن تنادى قادة الأسلحة المختلفة وأعلنوا عن البدء بعلمية الكرامة أملا منهم في استرجاع كرامة الشعب التي وضعت في الوحل ومحاولة السيطرة على مقدراته بواسطة المجرمين وللأسف من أبناء الوطن إضافة إلى الهمج من كل حدب وصوب وجعله ساحة صراع دولية لا يبقي ولا يذر,فإما التهجير إلى دول الجوار ليلحقوا بإخوانهم الفلسطينيين أو الهلاك تحت أقدام فرسان القديس اوباما ورفاقه القساوسة,هولاند,كاميرون ورينزي وغيرهم وما أكثرهم.

 معارك بنغازي مستمرة لأكثر من 7 أشهر ولا يزال الجيش لم يبسط سيطرته بعد على كافة أرجاء المدينة,الجيش يحظى بدعم مادي ومعنوي من البرلمان الليبي وحكومته الرشيدة ولا شك أنه تحصل على العديد من الاعتدة التي تجعله يحكم السيطرة على المدينة رغم أننا سمعنا بان الجيش يسيطر على أكثر من 90%,فهل يعقل ان تستمر الحرب بالمدينة إلى الآن؟.

الجيش الليبي بالمنطقة الغربية حيث نال نصيبه من القتل على يد الناتو فلم يبقى منه إلا القليل ولم يجد من يحضنه عقب سقوط النظام وظل مطاردا من الثوار إلى أن قامت بعض الميليشيات الجهوية باحتضانه,فأصبح ذراعها العسكرية واعتبرته جيش "انكشاري" يأتمر بأوامرها,لم تعلن تلك الميليشيات ولاءها للوطن وان حاولت إيهام الغير بأنها تتبع رئاسة الأركان,أطلق عليه فيما بعد جزافا بأنه جيش وطني,انسحب من منطقة المطار وما حولها حيث البيئة الحاضنة له وعد انسحابا تكتيكيا لكنه ترتب على ذلك تدمير مناطق بكاملها ناهيك عن القتل والتهجير من قبل العصابات الإجرامية,الأمم المتحدة التي يتجول مندوبها في كل ربوع البلاد,لم تحرك ساكنا بل يقوم مندوبها بالاجتماع بالمنقلبين على الشرعية,بدلا من مساعدة البرلمان الشرعي لاجتثاث الإرهاب من جذوره.

تقدم "الجيش" ومن معه من المتطوعين أو ما يمكن أن نطلق عليهم "جيش القبائل" غربا ببعض المدن لاقى ترحيبا من أهالي تلك المدن, لكنه وللأسف أعلن ثانية انسحابا اسماه تكتيكيا,تكرر مشهد القتل والتهجير في هذه المناطق من قبل العصابات الإجرامية نكالا للسكان بموقفهم مع الجيش.

كما أن الهجوم على مواقع الخصم يجب ألا يتم إلا وفق خطط مدروسة,فكذا الانسحاب التكتيكي,يتم وفق خطط مدروسة يتم من خلالها معرفة مواقع الخلل ومن ثم البدء بالعملية الهجومية خاصة إذا كانت تترتب على عمليات الانسحاب خسائر في الأرواح المدنية بالمناطق التي تعتبر بيئة حاضنة للجيش ومصدر إمداده بخيرة الشباب الذين لم يرتضوا للبلد أن يصيبه المزيد من القتل والتدمير,ما يشكل حالة من التذمر لدى الأوساط الشعبية,الانسحاب المتكرر يحدث ردات فعل عكسية لدى السكان المدنيين,ويجعلهم يفقدون بعض الشيء الثقة في جيشهم الذي ينظرون إليه على انه من ينقذهم من طغاة العصر الحديث من علمانيين ومتشدقين بالدين على حد سواء.

بصريح العبارة لا يمكننا الحديث عن وجود جيش وطني بالمنطقة الغربية بل بقايا جيش تتحكم فيه قيادات جهوية معروفة تحاول أن تظهر نفسها بأنها هي كل شيء ولها الفضل في استبقاء بقايا الجيش ولولاها لكانوا "أفراد الجيش" في غياهب السجون أو مشردين كالملايين من الليبيين,إضافة إلى بعض المتطوعين من بقية المناطق,نتمنى على قيادة الأركان العامة السعي وفي اقرب وقت ممكن على إعادة تشكيل قيادة عمليات المنطقة الغربية التي تتحكم بها قيادات جهوية,والعمل على إشراك كل القيادات العسكرية الفاعلة من كل المناطق الغربية عندها وفقط يمكن أن نقول بان هناك جيش وطني في المناطق الغربية,وليشعر الجميع بأنهم مسئولون أمام الشعب وتحريره من براثن العصابات الإجرامية.