كتب في احدى مذكراته ( ان حرب العصابات هي حرب الجماهير العريضة في بلد متخلف أقتصاديا ضد جيش عدواني جيد التدريب) . ولخص نظريته في قوله : كل واحد من أهل البلد هو جندي , وكل قرية هي حصن.

لم يتلق تدريبا أكاديميا في المدارس والكليات العسكرية ولم يتنبأ أحدا عندما ولد وترعرع في 25 أغسطس 1911 في قرية فلاحية بمقاطعة كوناغ بنه بأنه سوف يصبح قائدا فذا في ميادين القتال .. درس الأقتصاد السياسي في هانوي ( شمال فيتنام ) وعمل بعد تخرجه معلما للتاريخ والأدب الذي كان يستهويه منذ صغره وذلك في كلية محلية وصحافيا سريا  يكتب بأسم مستعار لمنشور سري يوزع في المقاطعات المجاورة

قتل الفرنسيون زوجته وأبنه في المعتقل وهو ما أضطره للحاق بالعم ( هو ) في بكين 1939 قبل أن يعود معه بعد عامين ليؤسس في الأحراش جيشه الصغير من الفلاحين الثوريين .. وأيقن وهو يخطط مع رفيقه النحيل للثورة أن تكتيكات الحرب الشعبية( كتب أنه أستلهمها من ماو تسي تونغ والأمير عبد القادر وعمر المختار ) لا يمكن لها الظفر دون توفر الدعم الشعبي وأعتماد أسلوب الكر والفر في منازلة العدو  , وبضرورة الايمان  بصلاثة الأرادة والعزيمة القوية لخوض حرب طويلة .. وهو ما تحقق بالفعل بعد ثلاثة عشر سنة عندما الحق  هزيمة ثقيلة وقاسية ومريرة ومهينة بجحافل القوات الفرنسية الاستعمارية في معركة ديان بيان فو 1954 التى سجلت خروج الأستعمار الفرنسي نهائيا من الهند الصينية بأكملها .. وكتب حينها ( لقد كانت ديان بيان فو أول هزيمة عظيمة لعنجهية الغرب وهزت أسس الأستعمار , وجعلت الناس يقاتلون من أجل حريتهم , لقد كانت تلك بداية الحضارة الأنسانية , أن تقاتل من أجل أنتزاع حقك في الحرية)

الأمريكيون الذين لا تاريخ لهم يجهلون قراءة التاريخ ( فاقد الشئ لا يعطيه ) ولذلك توهموا أنه بمقدورهم وهم ( السكارى ) بأنتصارهم العسكري في الحرب الكونية الثانية الحلول في مواقع فرنسا المنهزمة, ونجحوا بالاستخدام المفرط للقوة بواسطة الألة الحربية الجبارة التى يمتلكونها في اقتطاع مناطق واسعة من جنوب فيتنام  والدخول في 1965 في حرب مع الشمال الذي تصادف أن العم ( هو ) ورفيقه المبتسم ( جياب ) من قادته وأنهما أبعد ما يكون عن ( السكر ) بنصرهم العظيم قبل عقد من الزمن

كان الجنرال الذي لا يزن أكثر من 55 كيلو غراما ولا يذكر أنه تذوق طعاما أكثر من الأرز والخضراوات والفواكه المحلية يطلق قهقهته العالية وهو يتابع على الخرائط مدى ما يتمتع به الأمريكان من غباء وهم لا يتوقفون عن أرسال ال ب 52 تلقي بحممها على الغابة الفيتنامية لتفتك بالحيوانات وتخرب المزارع وفخاخ الفلاحين التى ينصبونها للثعالب والذئاب

معركته مع اليانكيين أستمرت عقدا كاملا لتنتهي هي الأخرى بهزيمة مذلة وقاسية ومريرة وثقيلة في 30 أبريل 1975 بجحافل القوات الأمريكية ويذيقهم مهانة الهروب حيث تابع العالم مشهد السفير الأمريكي في سايغون ( تغير أسمها بعد النصر الى هوشي منه) وهو يتعلق بسلم المروحية وهي تنتشله من على سطح سفارته وترحل به الى حاملة طائرات كانت تستعد للفرار من بحر مناوئ للوحل والرداءة

عاش الجنرال ( فو نغوين جياب ) قرنا وعامين .. وكتب تلميذ في مدرسة أعدادية في قريته : من كان مثله لا يموت أبدا 
[email protected]