الجزائر تشترط على ليبيا الموافقة على حكومة وحدة وطنية (عودة الاخوان ) لكى توقع على رفع حظر التسليح عن الجيش الليبي .

تلقيت ذلك الخبر بفتور شديد و تعجب من موقف الجزائر الذى تغير لـ 180 درجة بعد ان كانت مؤيدة للموقف المصرى بالتدخل العسكرى الحاسم للقضاء على المليشيات الارهابية بليبيا، ثم التردد، وصولا لتأييد جماعة الاخوان بشكل رسمى و تنفيذ مخطط لندن التى دبرته لعروس المتوسط . فهل ادرك رئيس الوزراء الوزير الاول السيد عبد المالك سلال و القيادة السياسية بالجزائر أن وجود الاخوان فى سدة المشهد الليبي سيضخم من عضلات عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم ( اخوان الجزائر ) و باقى اجنحة المعارضة الجزائرية التى اغلبها يسير على اجندة حركة حمس ( حركة مجمع السلم ) خاصة فى ظل ما يتوقعه البعض من حالة فراغ سياسى مقبلة عليها الجزائر ؟!

و كيف اقتنع رئيس الاركان قايد صالح و الجنرال مدين او توفيق كما يحلو ان يسمى بان بقاء الاخوان فى ليبيا سيجنبهم أزمات و سموم الاخوان و الا يتكرر سيناريو الاعتداء على أن ميناس للغاز الذى حدث منذ عام و نصف تقريبا بعد ان اخترقو الحدود الجزائرية و احلتو مؤسسة ان ميناس للغاز بعد قتل موظفيها، فهل تعلم القيادة الامنية بالجزائر ان أغلب المنضمين مؤخرا للمليشيات بليبيا من رجال مختار بلمختار الملقب بالاعور الذين نفذو تلك العملية الارهابية الخسيسة .

هل أدركت القيادة بالجزائر ان ذلك سيكون له تأثير سلبي مباشر على الوضع الداخلى و سيجعل من مأسي غرادية نموذج يتكرر فى كل ربوع الجزائر ؟!

هل صدق من فى المرادية ان دعم الاخوان فى ليبيا سيخرس الرافضين لمشروع الغاز الصخرى الذى يحركهم اولا عبد الرزاق مقرى كبير اخوان الجزائر ؟!

هل من صدقو عهد الاخوان و أجنحتهم رأوا مشهد اجتماع قادة المليشيات بدرنه مع شيوخ القبائل منذ اسبوعين تقريبا و بعد انتهاء الاجتماع و اثناء خروج الشيوخ غدر بهم الارهابيون و قتل نصفهم و جرح الاخر ؟!

 

لماذا قبل انعقاد القمة العربية بساعات يطلق المبعوث الاممى تصريحات نارية ضد الحكومة و الجيش الليبي من المغرب الذى احتويت باقى جلسات مخطط تدمير ليبيا برعاية الامم المتحدة ؟!

 

هل ادرك الان السيد الطيب البكوش وزير الخارجية التونسى بعد وقوع حادثة متحف باردو المؤلمة اهمية مقترح مصر فى وجود قوة عربية مشتركة بعد أن صرح أثناء لقائه بنظيره الجزائرى رمطان لعمامرة بان مقترح مصر فى تشكيل قوة عربية موحدة غير ناجع و غير واقعى ؟!

و هل تعلم القيادة التونسية الحالية حجم المسلحين الارهابيين بالشعانبى، و التنظيمات السلفية المتطرفة بالجنوب و التى مازالت تتلقى دعم ممن يمولها لكى تطالب بانفصال الجنوب عن تونس على غرار ما حدث فى السودان ؟!

و هل ادرك الحزب الحاكم فى تونس حزب نداء تونس حامل الميراث البورقيبي حالة التربص الى ينتهجها الان ابناء التيار الظلامى للعودة مجددا لحكم تونس الخضراء بعد حالة التخبط الواضح فى دوائر الحزب الحاكم، و هل راى السيد رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائرى ما شكل الغد قبل ان ينتقد تكوين قوة عربية و توجيه ضربة للحوثيين ؟!

فعلى اى اساس تسير الجزائر و تونس و المغرب الذين باتو يسيرو ضد مصلحة الامن القومى الليبي بشكل مباشر حتى باتت دول المغرب العربى مانع جديد ضد مسيرة مصر فى دعمها للشقيقة الليبية و أعادة الامن و الاستقرار بها . فنتيجة السير خلف لندن هى نفس نتيجة السير خلف واشنطن، و كلا من لندن و واشنطن يتعامل بمبدء الربح و الخسارة كما فهمنا، فمن الرابح بعد اتخاذ الموقف الحالى و ما هو الربح، كما ان عملة الشرق الاوسط الجديد لها وجهين فقط المتأمر و الساذج، فأى وجه اخترتم يا اشقاء .

 

فادى عيد

الكاتب و المحلل السياسى بمركز التيار الحر للدراسات الاستراتيجية و السياسية

[email protected]