4- مجزرة في خلة الفرجان بطرابلس 23- 7- 2014 م .

 في ليلة من ليالي رمضان ، ليلة ليست كأي ليلة تتهاطل من سمائها المشتعلة الحمم التى تلتهب لهب ، ليلة صوتها دويا منكر و صفير مزعج تطلقه القذائف المندفعة وطرقا يلطم الأسماع يدقه الرصاص المخترق للأجواء ، عائلة حسن الاسود التي انتقلت من مدينة العجيلات الى منطقة خلة الفرجان في طرابلس يتردد على بيتهم دوي القذائف الذي يضرب الأسماع فيهز في القلوب الفزع وتهتز له الجدران ، الاب يجلس في وسط البيت يدعو الله مع كل دوي وكل طرق للرصاص ، انجذب اليه ولداه ثم انجذبت اليه ابنته علهم يجدون امنا او اطمئنانا بمحاذاة أباهم  من دوي مفزع يزداد تهتز له أفئدتهم هلعا ، الام في الطابق الأرضي من البيت لشأن خاص تسرع في شانها قلقا و تشتتا فقد بلغها هى الاخرى الهلع الذي يدفع بها الرغبة للجوء الى زوجها ليربط على جأشها من هذا الدوي الذي بدأ صوته يقترب، وقع الحي الذي به بيت حسن الاسود بين قطيعين يتقاذفان بحمم ملتهبة أدناها رصاص البنادق وأعلاها رصاص الرشاشات ثم الصواريخ المتوسطة ثم الصواريخ الثقيلة ، قطيعان كلما يطلقان قذائفهما يصرخان الله اكبر وكأن الله تعالى امرهما بقتل الابرياء ، حسن الاسود يحادث ابنائه ، احاديث حتى يزيح عنهم شوارد القلق من أصوات القذائف التي تهز البيت وفي لحظة مارقة خارقة يندفع صاروخ ثقيل فيخرق باب شرفة البيت ليصدم جدارا من الجدران حيث هم جالسون فينفجر فيهدم الجدار ويتناثر شظايا كأنه عاصفة هوجاء فتكت بالمكان فاخترقت شظية بدن الفتاة فحولتها جثة هامدة  وشظايا بترت رجلي حسن الاسود مهدت له سبيلا للموت  وشظايا اخرى بترت رجل ابنه وابنه الاخر اخترقت شظية بطنه فصرعته هامدا ، تركت الام ماهي فيه من شأن وصعدت مسرعة مفجوعة بعد انفجار القذيفة فدخلت عليهم وما ان رأتهم حتى تهاوت أرضا تصيح مع بكاء مرير وهى ترى أفراد اسرتها منهم مذبوح . ومنهم دمه مسفوح . ومنهم مجروح . ومن هو صامت قد زاره الموت قبل مقدمها ، مات رب الاسرة وماتت الفتاة ومات ابن ، ولم يبق الا ابن لهذه الام مبتور الساق قضى شهورا في المشفى حتى تعافى معاقا.

                                         ******************

5- صغير تحوله النار الى كتلة من الفحم .

في مدينة بنغازي عائلة ليبية مكونة من ثلاثة ابناء صغار وأب وأم ، الاب هجر العائلة للقتال في حرب مدينة بنغازي ، اوعز مسؤولية الاسرة الى صهره و هو خال الأبناء وكان الاب يتسلل خفية عن الأعين الى بيته اذا ما اشتد به الحنين لأطفاله وزوجته ويعود مهاجرا للقتال مع الفجر وفي ذات يوم عند العصر خرجت الام بصحبة اخاها الى شأن عائلي وتركت اطفالها على ان يعودا سريعا فأطفالها بين الجيران والأطفال في سن من الجائز تركهم لوحدهم للحظات فهم طفلة في العاشرة من العمر وطفل في الثامنة من العمر وطفل في السابعة من العمر ، طفلة العاشرة ترسم في ورقة ، وطفل الثامنة يركب دراجة وطفل السابعة يلعب بسيارته المجسمة يحبو بها على ركبتيه وبينما الاطفال منشغلون بما هم فيه فوجئ الاطفال بطرق سريع على الباب ثم ارتفع طرق الباب ليرتفع معه الهلع في نفوس الاطفال الذين تركوا ماهم فيه وانضما الصغيران الى اختهما الكبرى شدتهما اليها تحتضنهما في صورة غير متوقعة من صغيرة ولايمكن لهم فتح الباب وقد نبهتهم امهم بعدم فتح الباب الى اي احد ثم تغير طرق الباب الى ركله بالأرجل لخلعه ، انفلت معه الاطفال بالبكاء وطاف هاجس في مخيلة الاطفال ان غولا او وحشا خلف الباب جائع يكسر الباب حتى يلتهمهم ، فر الصغير ابن السابعة الى غرفة النوم واختبأ تحت سرير النوم ، خلع الباب ليظهر بعد خلعه عصابة مسلحة من عصابات شوارع مدينة بنغازي دخلوا تباعا غير آبهين بحرم البيت ، قاموا بمسك ابنة العاشرة وابن الثامنة لإخراجهما من البيت وذلك لأحراقه وجهزوا نيرانهم ، صرخت ببكاء الصغيرة : اخي .. اخي ، وهو الصغير الذي اختبأ تحت السرير فلم يفهموا مقصدها ولم يولوا لذلك اهتماما وصرخ فيهم الابن الصغير : اخي .. اخي في البيت ، فتطوع احد أفراد العصابة ودخل باحثا في غير اهتمام ثم عاد اليهم :أحرقوه.. أحرقوه لاشيء في البيت ، والقى أفراد العصابة النيران في البيت التى أصبحت تلتهمه التهاما وتلقيه من بعد التهامها رمادا وفحما، الصغير يبكي والصغيرة تصرخ : أخي اخي ،الجيران يتفرجون ويشاهدون ولا يتدخلون وفي اعتقادهم ان ابن السابعة مع أمه خارج البيت ، التهمت النيران الخشب والأنسجة والمفروشات وحولت جدران البيت الى قطعا من الفحم الاسود والتهمت بأنياب لهيبها الطفل الصغير ، قدمت الام بصحبة اخاها مفجوعة . مقطوعة. مردوعة. فانهارت من صدمتها، نقلها نساء الجيران ودخل اخوها الى البيت ودخل معه بعض الجيران فوجدوا الصغير وقد حولته النار الى أشبه مايكون بهيكل او تمثال من الفحم يتناثر ذرات سوداء من الفحم بمجرد مسكه من أطرافه، خيم عليهم الذهول . وانقطع عن افواههم القول . وانا اقول .. انا اقول .. من المسؤول ؟.  عن ذلك من المسؤول ؟. هو زمنا نقضي فيه من ظلمنا الى ذبول . من فعل احمق وجهول . هذه الأقصوصة عامة و ليست خاصة تحاكي الواقع العام الذي يحدث لبعض عائلات مدينة بنغازي التي عوقبت بجريرة رب الاسرة لانه من انصار القذافي او انصار فبراير او انصار الشريعة او انصار فجر ليبيا او انصار الكرامة وهو فعل من افعال السفهاء ان تعاقب عائلة بذنب رب الاسرة بحرق بيتهم الذي يأويهم وتشريدهم في الارض .

اقاصيص تلحق ......

محمد علي المبروك خلف الله

[email protected]