ربما تستقبل مصر قريبا نعشا جديدا لمواطن اغتيل فى ليبيا بأيدى الغدر ، مواطن كل ذنبه انه ليس على دين هؤلاء الذين يدعون الإيمان، فى حين أن المؤمن الحق هو من يعمل على سلامة الآخرين. وقد يرتبط القائمون بتلك الأعمال البشعة بأفكار متشددة.

 

ولنا أن نتساءل عن مصير المصريين فى ليبيا، وهل يعنى انفلات الوضع الأمنى فى معظم المدن هناك، أن يتعرض مواطنونا لأعمال قتل واختطاف. فبالأمس القريب، فوجئنا باختطاف أعضاء فى السفارة المصرية فى طرابلس ردا على اعتقال أحد الليبيين المطلوبين أمنيا فى الإسكندرية، لتنتهى الأزمة بالإفراج عنه مقابل إطلاق سراح أعضاء البعثة المصرية.. وقبل أيام شهد نجع مخيمر بمركز المغاغة بمحافظة سوهاج جنازة جماعية لسبعة مواطنين لقوا مصرعهم جميعا فى بنغازى ، لترفع رايات الحزن فى أنحاء القرية، لتعود راية الحزن من جديد مع حادث إطلاق الرصاص على رأس المواطن سلامة فوزى طوبيا أثناء عمله فى نفس المدينة لينقل على الفور الى المستشفى فى حالة حرجة.

لقد أكدنا فى مواقع عديدة حتى لدى اختطاف رئيس الحكومة واعتقال مدير المخابرات الليبيين، إدانتنا الشديدة لمثل هذه المواقف التى لا ترتقى لأخلاقيات شعب ثار وانتفض ضد حاكمه، فالإرهاب لا يتجزأ، فمن يختطف مسئولا تنفيذيا كمن يختطف مواطنا خاصة لو كان غريبا، فالدين الإسلامى يطالبنا بتأمين الغريب طالما وطأت قدماه أرضنا، وليس معنى أن يتوجه شخص الى بلد ما للعمل به أن يتم التنكيل به، وتتفاقم الأزمة بممارسة التمييز الدينى ضد الضحايا. نعلم أن الوضع الأمنى فى ليبيا بلغ حدا صعب السيطرة عليه فى ظل تنامى اللجان والجماعات الثورية، لدرجة أن قادة الأمن أنفسهم أصبحوا عرضة للاختطاف والتنكيل بهم من قبل من يدعون الوطنية. ولكن سؤالنا : الى متى يظل المواطنون المصريون مستهدفين فى البلد الشقيق ليبيا ، بعد أن أسهموا بعرقهم وجهدهم فى بناء تلك الدولة؟.

إن الوضع فى ليبيا التى تتعرض لمؤامرة كبيرة وخطيرة من ميليشيات متطرفة، بلغ حدا خطيرا استدعى خروج مظاهرات شعبية تطالب بإخلاء العاصمة وبقية المدن من كل المظاهر المسلحة وطرد الميليشيات غير الشرعية، فى ظل أحداث كثيرة كانت قد اقتربت من وصف «حرب حقيقية» ، استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة وسط غياب حقيقى لقوات الشرطة والجيش التابعة للدولة. ولكن ما يهمنا هو ضرورة أن توفر السلطات هناك السلامة لكل المصريين.

 

الاهرام المصرية