لم يعد خافيا على احد الدور المشبوه الذي تلعبه تركيا اليوم على الساحة العربية,فهي السبب المباشر لدخول الإرهابيين إلى سوريا واستمرار أعمال العنف طيلة السنوات الماضية, حيث تم تدمير كافة المرافق العامة وتهجير ملايين السكان إلى دور الجوار,تنكل بالأكراد المقيمين على أرضها وتدعي صداقتها لأكراد العراق, فتقيم معهم أفضل العلاقات ومنها شراء النفط العراقي بثمن بخص دون الرجوع إلى السلطة المركزية في بغداد.

تقيم تركيا مع داعش أفضل العلاقات فهي التي تموله بكل الوسائل ومنها شراء النفط السوري الذي يسيطر عليه داعش,لم تعلن مشاركتها بعد في الحرب على الإرهاب, لأنها الراعي الرسمي له,وتريد القضاء على الأكراد,ولم تحقق هدفها في إسقاط النظام في سوريا,الذي اخذ يمسك بزمام الأمور.

تسعى تركيا جاهدة إلى زعزعة الأوضاع في مصر من خلال دعمها للعصابات الاخوانية الإجرامية التي لا تزال تعيث فسادا في الأرض ويسقط كل يوم قتلى وجرحى من المدنيين والعسكريين, بل تناصب النظام العسكري المدعوم شعبيا العداء,لأنه وببساطة قضى على آمال العثمانيين في إقامة إمبراطوريتهم المنشودة تحت مسمى آخر,إمبراطورية الإخوان.

لم ينقطع يوما عن مد إخوانه في ليبيا بالسلاح, وعن طريق تركيا يأتي التكفيريون الفارين من جهنم السورية إلى ليبيا, لتدمير ما أبقى عليه الناتو,لم يعترف بشرعية مجلس النواب الذي انتخبه الشعب, شجع اردوغان المجرمون المتحكمون في أمور البلد على الانقلاب على الشرعية, كونوا حكومة ظل تسيطر بقوة السلاح من خلال مجرميها على كافة المرافق بالعاصمة وما حولها,ولا تزال تسعى جاهدة للاستيلاء على بقية المناطق,إخوان اردوغان فشلوا في نيل ثقة الشعب الليبي,خرجوا من المشهد السياسي صاغرين أذلاء يندبون حظهم,سعوا جاهدين إلى اقتسام السلطة ليكون لهم موطئ قدم يمارسون من خلاله أعمالهم الإجرامية فأّنّى لهم ذلك.

ربما أدرك اردوغان أن الأمور لم تعد كما كانت,شعوب الأرض تعترف بمجلس النواب المنتخب شعبيا والذي فر أعضاءه بجلودهم وآمالهم في رفع الظلم عن الشعب, الذي عانى الكثير,إلى طبرق حيث المكان الآمن,فأصبحت مؤقتا عاصمة ليبيا,حيث تغتصب العاصمة طرابلس وينكل بسكانها من قبل المجرمين,لم يسمح لسكان العامة بالتظاهر والتعبير عن أرائهم,فمن يقول بأنه مع بناء الجيش والشرطة وإقامة الدولة المدنية يزج به في السجن,إن لم يلقى حتفه,ليس للإنسان قيمة لدى هؤلاء القتلة.

أرسل مبعوث له إلى طبرق لمقابلة أعضاء البرلمان المنتخب,ومنه إلى العاصمة ليلتقي أزلامه,ربما ليقول لهم انه لم يعد قادرا على الوقوف إلى جانبهم وان الشعب قد قال كلمته فيهم,قد يحاول أن يحرز لهم بعض المكاسب بإشراكهم في الحكومة,ليبيا في حال استتباب الوضع الأمني ستشهد أعمال بناء لما تم تدميره من قبل الناتو والعصابات الإجرامية التي يدعمها اردوغان, تركيا لن تشارك في عملية الإعمار "مليارات الدولارات" إن لم توقف دعمها لإخوانها المجانين, ولاشك أنها ستغلب مصلحتها العليا على مصلحة الفئة الضالة الباغية التي أصبحت منبوذة من قبل شعوب المنطقة  وعلى الإخوان  العودة إلى جادة الصواب إن يكن لهم شيء من الحياء.

إن شعوبنا العربية قدمت آلاف الضحايا, لم تعد قادرة على تحمل المزيد من تدخلات الآخرين في شؤونها الداخلية, الذين دمروا كل شيء وعادوا بنا إلى عقود ما قبل ظهور النفط, يكفي تطاول هؤلاء,فالشعب قد قال كلمته, أن لا مكان للمجرمين وعباد الكراسي. 

كاتب و شاعر ليبي