كنا نتمنى ان تنتهي مرحلة الوصاية "الفصل السابع" وتبدأ مرحلة بناء الدولة لكن المجتمع الدولي اثبت وبما لا يدع مجالا للشك انه لا يريد لليبيا ان تبني نفسها وتخرج من حالة العنف التي اوجدها الغرب بسبب تغاضيهم عن تدفق الاف التكفيريين الى البلاد, وعدم مساعدتهم للشرعية المنتخبة وتسليح الجيش للقضاء على الارهاب الذي اصبح يهدد حياة العامة والسيطرة على مقدرات الدولة.   

تسعى الامم المتحدة عبر مندوبها الخاص الى ليبيا الى فرض شروط الدول الكبرى الراعي الرسمي لما يسمى بالربيع العربي, لم يكن ذلك دفعة واحدة, بل اتبعت سياسة الخطوة خطوة, فأخذت بخواطر كل الاطراف, فلا يكاد يوجد مكون شعبي(زعماء القبائل, أعيان المدن, ومن يدعون انهم مستقلين) او رسمي (المجالس المحلية البلدية التي انتخبت لتقديم الخدمات للمواطن ليس الا,قادة الاحزاب السياسية الذين وجدوا انفسهم على الرف وهم جزء لا يتجزأ من المنظومة الفاسدة التي اوجدتها الفئة التي حكمت ليبيا تحت مسمى المجلس الانتقالي) الا وجعلت له قيمة وشأن, فكانت هناك عديد اللقاءات وكثرت اماكن التجمعات, داخلية وخارجية لإرضاء دول الجوار التي ولا شك ترغب في استمرار حالة الفوضى في ليبيا (حالة اللجوء اليها والليبيون بطبعهم يذهبون بأموالهم ولم يكونوا عبئا على الامم المتحدة, بل نجد دول الجوار تطلب مساعدات من الامم المتحدة بشان المهجرين بها, اضافة الى ادخال السلع التموينية منتهية الصلاحية ان لم نقل فاسدة) وان اظهرت عكس ذلك.

وفي تحد جديد لإرادة الشعب الليبي قررت الامم المتحدة اعادة من القت بهم الجماهير على قارعة الطريق الى السلطة عبر مؤسسات ومنظمات رسمية( حصانة تحميهم من المساءلة عما ارتكبوه في حق الشعب ), فلم يعد لمجلس النواب المنتخب الذي استدرج في مسلسل الحوار اي دور ريادي, بل المؤسسات المستحدثة مناط بها كل الامور التشريعية والتنفيذية وخاصة اختيار قيادة الجيش الحالية التي تقاتل الارهاب وتفقد العديد من رجالاتها كل يوم.

فالحكومة المرتقبة "التوافقية" ينتخبها اطراف الحوار ويضفي عليها (شكليا) مجلس النواب الشرعية. ليس لمجلس النواب حق اسقاطها,فاي نوع من البرلمانات هذا؟, انهم يريدون له ان يكون شاهد زور على مرحلة خطيرة. اكثر من ربع السكان بالمهجر واخرون يعيشون في "مخيمات" بالداخل لا تصلح ان تكون حظائر للحيوانات, يريدون من مجلس النواب ان يقبل بما يملونه عليه والا اعتبر معارضا للحوار وبناء الدولة. فأية دولة هذه التي سيحكمها اناس اذاقوا "شعبهم" الويلات ولم يكترثوا للأشهر الحرم, فأقدموا ولا يزالون على تحطيم كل ما امتدت اليه اياديهم القذرة.

 لم تعد المسالة مسالة حوار, بل نرى ان هناك عمل مبرمج ومدروس في ايصال الاخوان الى السلطة بعد ان افل نجمهم في دول الجوار,ادركنا منذ البداية ان الحوارات المتعددة كان هدفها تمرير الوقت واستنفاذ المدة القانونية للبرلمان, عندها تصبح كافة المؤسسات منتهية الصلاحية ومعطلة وبالتالي فالذي يملك القوة وبالأخص الذي يسيطر على العاصمة هو الذي سيحكم. مرحلة جديدة من الوصاية الدولية, قد تكون اسوأ مما سبقها.

 نتمنى على مجلس النواب عدم مجاراة الذين يتربصون بالوطن, الذين يلوحون بان البلد في حال عدم القبول بالمسودة الرابعة(ربما يريد لها الاخوان النجاح باي ثمن) سيذهب الى التقسيم, هناك شرفاء من كافة انحاء البلد مصممون على عدم ترك الامور للإخوان والمقاتلة الملطخة اياديهم بدماء وثروات الشعب مهما كانت التضحيات, وستبقى ليبيا دولة موحدة رغم شطحات" نعيق" اصحاب الفدرلة "وهم قلة" الساعون الى تمزيق البلد, وان دستور 1951 قد ولّى الى غير رجعة .  

كاتب ليبي 

الاارء المنشورة ملزمة للكاتب و لا تعبر عن سياسة البوابة