من المؤكد انه لم يعد هناك دور سياسي للقبيلة في ليبيا,بل إن دورها الاجتماعي آخذ في الاضمحلال بما فيها مناطق الدواخل,لكن البعض حاول أن يجعل لنفسه قيمة تذكر يتميز بها عن غيره,كيف لا حيث احدث النظام السابق مجلس شيوخ للبلد وان كان بمسمى "القيادة الشعبية الاجتماعية",فكانت لكم الحظوة عند النظام,تناديتم للدفاع عن طرابلس العام 2011 أصدرتم بيانات ربما كتبتموها بالدم, سقط النظام,دخل البلد في دوامة العنف وعلى مدى الأربع سنوات,لم تفعلوا شيئا يذكر,ربما لأن من يقودون البلد أو الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الشعب الليبي لم يعيرونكم أي اهتمام,وأن صوت الرصاص هو السائد لا صوت العقل,فكان القتل العمد والتهجير والخطف على الهوية والتدمير وانهيار دولة.

تناديتم أيها المشايخ والأعيان وشكلتم مجلس أعلى للقبائل والمدن الليبية,اقترحتم بعض الحلول لكنكم وقفتم تشاهدون ما يجري وانتم اعجز من أن تقوموا بأي شيء يذكر,القبائل المجاورة للعاصمة غربا وجنوبا عقدت اجتماعات وأعلنت ضمنا بأنها تقف متحدة في وجه أي اعتداء على أي منها, فجأة كان الامتحان الصعب,تركتم ورشفانة لمصيرها المحتوم,فنالت نصيبها من التدمير والتهجير, اتسعت رقعة  الصراع غربا وتساقطت المناطق كما تتساقط أوراق الخريف,تركتم ما تبقى من العسكر يقاتلون لوحدهم العصابات الإجرامية المدججة بكافة أنواع الأسلحة.

مشائخ واعيان بعض المناطق بالغرب الليبي يعلنون انسحابهم من المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية والسبب هو عدم إشراكهم في حوار جنيف,مع العلم انه قد تمت دعوة كافة الأطراف الفاعلة وغير الفاعلة في الأزمة,بل هناك أفرادا حضروا بصفة شخصية ولا يمثلون إلا أنفسهم,ربما أعتبر ذلك اعترافا ضمنيا بهذه الشخوص,فالديمقراطيات الغربية,السلطة التشريعية"الكونغرس" يتكون من مجلسي النواب المنتخب شعبيا والشيوخ الذي يضم الأعيان والوجهاء,البلد لا يزال والى اجل غير مسمى تحت الفصل السابع,وبالتالي فقد يتم تشكيل مجلس الشيوخ المنتظر من قبل الأمم المتحدة حيث أننا كليبيين فقدنا أهليتنا رغم حصولنا على الاستقلال قبل ستة عقود,ولا زلنا نذكر صوت المندوب الهاييتي الذي بسببه نلنا الاستقلال,وكانت غالبية الدول الغربية تتمنى الإبقاء على ليبيا تحت وصايتها.

 كنا نتمنى لو أنكم بـ(المجلس الأعلى) وقفتم معا لمؤازرة الجيش والمتطوعين من المناطق الشرقية للدفاع عن الهلال النفطي الذي يخص كل الليبيين,تخاذلتم عن ذلك وكأنكم تعترفون بان الهلال النفطي يخص سكان المناطق الشرقية وهم وحدهم المخولون بالدفاع عنه,الأمر الذي يؤدي إلى بث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد في بلد هو اقرب إلى التشظي وذاك هو مطلب الغرب ودعاة الفدرالية,يخيل إلينا أنكم تتمنون أن ينتصر أبناءكم (المنضوون تحت الفجر والشروق) ويستولون على آبار وموانئ النفط,لتتمادى العصابات الإجرامية في غيّها.

الحقيقة التي يجب أن يعترف بها الجميع,أن الدولة المدنية لها مؤسساتها التي يتحتم علينا جميعا المساعدة على قيامها ومن ثم ممارسة الديمقراطية وفق الأسس المعروفة التي قد لا تعجبنا(تزوير وشراء ذمم) ولكننا مجبرين على ذلك,فالعالم هكذا يريد وعلينا الانصياع لأوامره لئلا نفقد الكثير,مع علمنا المسبق بأننا فقدنا كل شيء. 

لا زلت اذكر عمالة بعضكم (أسلافكم-لأنكم ترثون المشيخة) للاستعمار الايطالي,من الشباب من تم القبض عليه يوم عرسه,وذهب للقتال في مصر والحبشة,ولم يرجع إلا طويل العمر,أيها الأعيان والمشايخ,عذرا,زمنكم ولّى وان حاولتم العض عليه بالنواجذ,فلم يعد الزمان زمان. 

كاتب ليبي