خلافة " طارق متري " لـــ " أيان مارتن " كارثة انسانية منيت بها ليبيا وأسلمت الليبيين لضياع مؤقت .. وسبق " طارق متري " لــ " برناردينو ليون " مأساة فظيعة وقعت على رأس " برناردينو " دون سواه ...!

" أيان مارتن " محنك " هارفاردي – نسبة لهارفارد أرقى جامعات أمريكا , درس بها أغلب رؤساء الولايات المتحدة وساستها , ولم يدرس بها عرب " . . وخريج تجارب ميدانية متنوعة مشبع بالتاريخ واقتصاد التنمية , وصقلته تجارب حرب استقلال " بنجلاديش " وعمله ومعايشته   ..  ومارس العمل الحقوقي الميداني اثناء رئاسته لمجلس رعاية المهاجرين وجمعية فابيان .. وحين امسى رئيس ادارة البحوث لمنطقة اسيا في منظمة العفو الدولية وادى الكثير خلال عمله بشبه القارة الهندية اثناء ازمة كشمير واشتعال المماحكات الهندية / الباكستانية .. وظل من بعدها سبع سنوات أميناً عاماً لمنظمة العفو الدولية , وكان لسياساته دور في فاعلية هذه المنظمة وازدياد عدد اعضائها .. وبعد مغادرته لمنظمة العفو الدولية اضحى زميل بارز في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي. .!

ألتحق " أيان " بالجمعية العامة للامم المتحدة بالاضافة لعمله في مؤسسة كارنيجي .. و شغل منصب المدير التنفيذي للبعثة المدنية للأمم المتحدة / منظمة الدول الأمريكية الدولية في هايتي. . وبعدها اصبح رئيس العملية الميدانية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في رواندا .. وفي احداث البوسنة والهرسك كان نائب الممثل السامي لحقوق الإنسان بهما . . وانتقل الي تيمور الشرقية ثم أثيوبيا ومن بعدها نيبال حيث كان يرتفع صوت السلاح على صوت السلام .

و باتفاق الحكومة السريلانكية ونمور التاميل كلف " أيان " كمستشارا لحقوق الإنسان ووسيط ومشارك في محادثات السلام.اثناء الحرب الاهلية السريلانكية .. واشتهر تقريره عن ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة " 2008 " حين ترأس  مجلس مقر الأمم المتحدة المستقلة للتحقيق بحرب غزة ..!!

وقد قام " بان كي مون " باختيار  " أيان " لرئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من " 11 سبتمبر 2011 حتى 17 أكتوبر 2012 "  .. وكانت سنته بليبيا مليئة بزيارات ميدانية ومساعي لمنع العنف , واكد في تقاريره وجود حوادث قتل وتعذيب وسوء معاملة في السجون الليبية البعيدة عن سلطة المجلس الانتقالي .. وقد تعرض في النهاية الي محاولة تفجير سيارته واغتيال بطرابلس ..!!

جاءت صدمة تعيين " طارق متري " رئيساً لبعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا , شبه اعلان عن وقف النشاطات الاممية وتجميدها لفترة , وتحول رئيسها " متري " الي ساعي بريد مبتدئ بين اطراف " الحوار السياسي المسلحين " .. واعتكف في طرابلس مكتفياً بالتصريحات واللقاءات المكتبية والهاتفية ...!!

حقيقة " طارق متري " لا تخفى علي أحد .. ونزوعه الي الفلسفة وكونه مسئولاً عن العلاقات الاسلامية – المسيحية .. ومشاركاته في تأسيس " اللقاء اللبناني للحوار " .. وتداخلاته الخجولة في القضايا اللبنانية والفلسطينية .. أطرته في المحيط اللبناني وتداعيات احداث لبنان فبات يرى كل القضايا والنزاعات ويفسرها وفق اسس وانماط قضايا لبنان .. وكان لابد له أن يفشل في ليبيا ... لأن ليبيا ليست لبنان .. ونزاعات الهويات والمصالح في ليبيا ابعد ما تكون عن نزاعات الطائفية والمصالح في لبنان ...!!

غادر " متري " صامتاً مفلساً من أي نجاح أو قيمة .. وتبين أنه سقط متاع مقارنة بسابقه " أيان " .. وربما بلاحقه " برناردينو" المكنوب بوارثة سوءات " متري " واخطائه وتأثيراتها على فاعلية الامم المتحدة وسطوتها بعدما وضعها " متري " بالحضيض .. وجعلها بانظار الليبيين مجرد مدرسة ابتدائية أو شركة يمكن طردها واسقاط رؤسائها متى تعارضت والمصالح لذوي النفوذ ..!!

أوضاع مصر ترتب .. والمحيط الاقليمي بدت له ملامح " ما بعد الربيع " .. وامست الضرورة ملحة لوضع حد للفوضى في ليبيا ... وجمع السلاح أهم ما ينبغي على " برناردينو " تحقيقه بأي وسيلة .. فبوجوده لن تقف الاطماع وطموحات المغامرين وطلاب السلطة بعدما جمعوا المال وحازوه  .. وتهيأت لهم القدرة على الزعزعة وادامة حالة اللبننة وتوجيه التهديد لدول لجوار. ولجنوب أوروبا ولأمريكا ...!!

كاتب ليبي