إن من أشعل النيـران يطفيهــا ...!!
ربما ينبغي .. على " محمود جبريل " اتخاذ خُـطى جرئية " في حال حسن النية " باتجاه المستقبل ولأجل الوطن بدل الدوار والتخبط والبهلوانيات السياسية التي يؤديها مذ أُخرج " بضم الهمزة " ووجد نفسه طريداً وشريداً خارج ليبيا كحال " عبدالرحمن شلقم " و" عبدالسلام جلود " و" حسن طاطاناكي " وآخرون كثر , يسابقون الزمن إشتهاءاً للسلطة ولحكم ليبيا بعدما وضعوا كل أثقالهم بكفة " فبراير " وتقاطر لعابهم علناً ..!!
لا يجدي .. البكاء على " اللبن / الدم – الوطن – الأمل " المهروق / المسكوب..!!
لعل خبرة " محمود " بالاستراتيجيات ونبوغه في التخطيط اصطدمت بواقع مغاير لما اعتاد أن يتعرف عليه " يخطط له " من خلال نظم ومؤسسات وسلطات قائمة , فوجده " الواقع " في ليبيا متغير آني ومكون سرابي هش متقلب وغير متماسك أو متأثر بقوة واعية ومتجهة إلي غاية ومنعزل عن كل منطق يمكن الركون إلي أسسه , أو التعرف على كنهه للتخطيط له ..!
وكان وجوده " محمود " بالمكتب التنفيذي فشلاً ذريعاً له .. فانصهاره في تلك الآناء وتمازجه مع المتواجدين ضمن " جوقة " المجلس الانتقالي حَـوَله" تحويل " إلي سُـلم " للكثيرين .. فأرتقاه الأخوان لتحقيق غايتهم في اكتساب الشرعية السياسية بواسطة قرار تأسيس الأحزاب " إقناع/إجبار مصطفى عبدالجليل بإقرار تأسيس الأحزاب " .. وكان وإياهم ألـذ رفيقين في مرحلة احتكار السلطة وتكوين المؤتمر الوطني , واختلفا في كل شيئ عدا مطامع امتلاك السلطة وصياغة الدستور وفق هواهم ليصبغوا الدولة المرتقبة بصبغهم فتكون ولاية إسلامية " إخوانية " أو جمهورية ديمقراطية " علمانية / مجازاً " .. وافترقا سريعاً بعدما تحولت لغة الحوار إلي معارك ودماء وتدمير واختطاف .. ورجعا سوياً " الرفيقان اللذوذان " إلي كيمياء العشائر مجبرين ليجعلوا من الليبيين البسطاء وقود معاركهم السلطوية ويشتركا في محو الوطن ورهنه للضياع ..!
الخوف من الزمن ومشاعر الشيخوخة التي تغزو " محمود " جعلته يتحول الي " طباخ سياسي " و " حكواتي " متسرع في إفراغ ما بجعبته , ودبلوماسي فاشل ظهرت عيوبه حالما لامست أقدامه أرض الواقع .. وبرهنت للجميع أن قدراته تظل مكتبية وتنظيرية ويعوزه " شخصياً " الحذق والفراسة وصفات القائد المقنعة للساسة والمغامرين وللعوام .. وبرهان هذا ظهر في جمع " ميني " الساسة " عدمي الخبرة " الذين قفزوا على كتفيه وركلوه " علي زيدان – فيصل الكريكشي " .. ومغامرين صنعوا وجودهم بعدائه وشتمه .. وآخرين اكتسبوا من معارضته لهم الوجود داخل ملعب السياسة " مصطفى بو شاقور – عبدالرحيم الكيب " .. !!
لعل عمل " محمود " كمندوب مبيعات عند " عبدالمجيد مليقطة " سيكون أقسى سقطاته على الإطلاق .. التي لن يقوم من بعدها أبداً , بعدما جلس ومن معه في الـــ" تريبونة " يشجعون ويشتمون كغيرهم من العوام الفرق المتحاورة في جنيف .. وبعدما أضحت أحرف " حميدان والمخزوم وعتيقة وغريمه بوشاقور " أكثر جدوى وفائدة من حكاويه ورحلاته المكوكية العديدة ..!!
قد يكون .. الوجود القيمي " المعارفي" لــ " محمود " سبب افتقاره للداعمين والحلفاء .. ونبله كلاعب سياسي " ملم بقوانين اللعبة " أحد أسباب فشله .. والأهم هواجسه الديكتاتورية التي ورطته في اختيار رفاق " تُـبع " ضعاف نسبياً وغير فاعلين أو مجددين أو ذوي نفوذ واستقلالية ليتمكن من تسييرهم وإدارتهم .. ولإختلال الواقع وتجرده من الضوابط عليـــ" محمود " ــه أن يغادر اللعبة حتى تتهذب أو يستمر كطاولة إرتكاز لا أكثر , ويدفع المزيد ويعانق الفشل مدة أطول ..!!
الأجدر .. بــ" محمود جبريل " تغيير المعادلة في ليبيا وقلب الطاولة على من يصرون على بعث الحياة " إصطناعياً " في المؤتمر الوطني بإعلان حل حزب تحالف القوى وكل الأحزاب القزمية " الورقية " التي تدور في فلكه , والإحتفاظ بوجوده مستقلاً حتى يتم تحديد أصول اللعب السياسي وفق منطق أخلاقي ووفق لوائح قانونية نزيهة بعيدة عن التدليس ...!
كاتب ليبي