((وسطوع شمس الاسلام الحضاري من جديد!))

في بداية ثورات الربيع العربي ظهرت تحليلات ومقالات غربية وعربية تصرخ وتزعم بأن هذا الزمن وهذا الربيع هو زمن وربيع جماعات الإسلام السياسي (الاخوان والجماعات التي تنتسب للسلفية الجهادية) !!... الكثير من الناس - بل ومن حكومات العالم - صدق تلك المقالات والتحليلات ولكن - بعد أن انقشع غبار معركة إسقاط الأنظمة السابقة حتى سارت الأمور وفق تفاعلات اجتماعية وسياسية غير محسوبة في اتجاه مغاير لتلك التحليلات والتوقعات والتكهنات خصوصا في مصر وليبيا! ..

حيث ظهر للعيان ان جماعة الاخوان لا تتمتع بالقاعدة الشعبية والاجتماعية التي كان يتوقعها البعض!!.. فحتى الرئيس المعزول (مرسي) بالكاد فاز في الانتخابات الرئاسية على منافسه (شفيق) وبفارق طفيف جدا!!.. بل بعض من اعطوا اصواتهم لمرشح الاخوان (مرسي) هروبا من مرشح النظام السابق (شفيق) هم من انقلبوا عليه لاحقا بعد ذلك سياسيا وطالبوا برحيله ودعموا اطاحته بقوة الشارع والجيش!!.

في ليبيا دخلت (جماعة الاخوان) في متاهات ومغامرات فاشلة وارتكبت اخطاء قاتلة!.. هذه الجماعة التي تعودت أن  تعمل بطريقة الغش والاختفاء وفرق تسد ومن وراء عدة واجهات سياسية وحقوقية واعلامية وعسكرية قررت فجأة اللعب على اوتار المكونات الجهوية والقبلية في ليبيا في محاولة لاستنساخ طريقة الطاغية القذافي في الحكم والسيطرة وأرادت أن تكون لها قاعدة وعصبية اجتماعية جهوية قبلية تكون سندا اجتماعيا لها في الحكم والسيطرة على الدولة!!.. وعندما فشلت في الاستحواذ على قبائل برقة لجأت للمكونات الاخرى ثم للغرب الليبي ولكنها فشلت وكانت النتيجة تفريق شمل الليبيين وتمزيق وحدتهم الاجتماعية والسياسية واغراقهم في اتون الحروب الاهلية الدموية فضلا عن التستر على الجماعات الارهابية الدموية القاتلة في شرق البلاد على أمل ان تخلصها من ضباط الجيش السابق الموالين لقبائلهم!...

وعندما خسروا الانتخابات الديموقراطية مرارا وتكرارا أمام خصومهم الليبراليين والفيدراليين لجأوا للاستقواء بالمليشيات المسلحة بما فيها مليشيات الجماعات الارهابية المتطرفة كأنصار الشريعة فاستعدوا ضباط الجيش الذين كانوا انحازوا للثورة ضدهم وخسروا خصوصا في برقة ولاء القبائل والجيش واصبحوا من المكروهين جدا!!... وكذلك حالهم في الغرب الليبي اليوم!.. وهي عقوبات الهية يستحقونها لمخالفتهم للسنن الدينية والكونية على السواء!.. والاخوان اليوم مفلسون جدا خصوصا في ليبيا وقياداتهم تفر بعوائلها للخارج ولو تتخلى عنهم قطر وقناة الجزيرة فسيغرقون في بحر النسيان ويعودون للتيه لأربعين سنة أخرى من جديد!!.

وأما بالنسبة للجماعات الجهادية التكفيرية المتشددة (القاعدة واخواتها) فهي بلا شك استفادت من الفوضى التي خلفتها ثورات الربيع العربي خلفها وتحركت بحيوية ونشاط تجمع المال والسلاح والمقاتلين خصوصا بعد ظهور عجز وافلاس جماعة الاخوان ليكونوا هم (البديل الاسلامي)!!... الا ولأنهم يتبنون نهج الارهاب الذي وصل الى أوج الجنون والسعار السريالي الدموى الى حد ذبح الناس ذبح النعاج تحت شعار (جئناكم بالذبح !؟) ونشر طقوس الذبح في وسائل الاعلام والتفاخر بذلك فإنهم خلقوا في نفوس اغلبية المسلمين ممن يتمتعون بفطرة سليمة وايمان فطري لم تشوهه الايديولوجيات الاسلاموية السياسية بالنفور والاستبشاع والرفض!!.. فضلا عن انهم لجنونهم الارهابي ألبوا العالم كله ضدهم بما فيه العالم العربي والاسلامي وبالتالي فهم الآن في حالة انتحار سياسي جنوني وحقيقي!!... اعتقد ان (داعش) هي ذروة وقمة الافلاس والجنون الاسلاماوي وليس بعد هذه القمة الا السقوط المدوي القادم .. وبالتالي اشهار افلاس ((جماعات الاسلام السياسي)) سواء (اسلام جئتكم بالسياسة/الاخوان) او (اسلام جئتكم بالذبح/ داعش والقاعدة) ليأتي دور الاسلام المحمدي الوسطي الفطري الحقيقي الصحيح!.. الاسلام الحضاري صاحب الرسالة الروحية والاخلاقية السامية كدعوة سمحاء والتي ستغزو عقول العقلاء وقلوب الشرفاء والمتعطشين لرسالة وقيم السماء وستمحو باذن الله وتوفيقه ثم فضل المفكرين والمصلحين الاسلاميين المجددين الاثار السلبية والمشوهة للدين التي خلفتها جماعات الاسلام السياسي في اذهان ووجدان المسلمين وغير المسلمين!.

كاتب ليبيا  

 

ليبا المستقبل