للشخوص الانسانية أحجام نفسية ، هذا الحجم النفسي قد يكون حجم نفسي واسع او حجم نفسي ضيق ، والشخوص ذات الحجم النفسي الواسع قليلة في العالم الإنساني ولها تأثير بالغ في الحياة بشرط ان تتاح لهذه الشخوص الأدوار الحياتية والظروف المناسبة ، والشخوص ذات  الحجم النفسي الضيق ، هى اكثر الشخوص وجودا في العالم وهى اكثر الشخوص المتسلقة الطامحة للحكم والتى حكمها كارثي اذا ما حكمت وهى شخوص لا تأثير إيجابي لها في المحيط الذي وضعت فيه .

وأصحاب الشخوص الواسعة حجما هم علماء حتى ولو لم يتعلموا او كانوا أميين ولديهم عبقرية  فطرية يكتسبون بها خبرات لا يكتسبها اصحاب الشخوص الضيقة مهما وصلوا من درجات التعليم . وأصحاب  الشخوص الضيقة الحجم هم جهلاء بالفطرة حتى ولو تعلموا او كانوا علماء فلا يستطيعون إدارة حتى بلدية او  اي إدارة صغرى ، إدارة متميزة بينما عكسهم اصحاب الشخوص الواسعة الحجم الذين يديرون بتميز وسداد ورشاد  إدارة بلدان العالم حتى ولو كانوا أميين فتجد في إدارتهم الإنجازات العظيمة ولا تجد ذلك  عند العلماء ممن شخوصهم ضيقة الحجم  والحجم النفسي للشخوص الانسانية سواء الحجم الواسع او الحجم الضيق يكون حجم خير او شرير ، فالشخوص التى حجمها واسع ، يكون خيرها او شرها واسع في الحياة متى كانت خيرة او شريرة ، والشخوص ضيقة الحجم ، شرها وخيرها لا تأثير لهما في المحيط الإنساني . 

اولا : الشخوص ذات الحجم النفسي الواسع :-

هذه الشخوص منها الخيرة والشريرة وتتميز هذه الشخوص بأنها شخوص تستوعب في حجمها النفسي والعقلي وسع الحياة بتناقضاتها وتنوعها وتعددها وتضع هذه الحياة في رؤية واحدة وسياق واحد سواء خيرا او شرا .

ومن الشخوص ذات الحجم النفسي الواسع الخير ،الآتي :-

ا - الرسول صلي الله عليه وسلم وهى الشخصية الأوسع حجما في خيرها . 

ب- الأنبياء والمرسلين ، وهى شخصيات واسعة الحجم في خيرها . 

ت - الخلفاء الراشدين وصحابة الرسول ، ولازالت آثارهم الخيرة الى اليوم .

ث- العلماء العرب .

ج - المجاهدين  ومنهم على سبيل المثال لا الإحصاء، عمر المختار واحمد الشريف وعبد النبي بالخير والسويحلي ورفاقهم وتشي جيفارا وعزالدين القسام واحمد بن بلة وغيرهم . 

ح - علماء العالم الذين ساهموا في الحضارة الحديثة .  

خ - بعض قادة العرب والعالم ومنهم على سبيل المثال لا الإحصاء ، جمال عبد الناصر والحبيب بورقيبة والشيخ زايد آل نهيان ، غاندي ، الام تيريزا ،  مانديلا ، مهاتير محمد  وغيرهم . 

ومن الشخوص ذات الحجم النفسي الواسع الشرير الآتي :

ا-  قادة الحروب العالمية المدمرة ومنهم على سبيل المثال لا الإحصاء ، هتلر ، قائد الحروب المدمرة  وموسليني مؤسس الفاشية ، وقديما تيمورلنك قائد غزوات المغول .

ب- علماء الاختراعات المدمرة كالعلماء الذين اخترعوا الأسلحة الذرية والنووية .   

والفرق بين الشخوص الشريرة والخيرة ذات الحجم النفسي الواسع ، ان الشخوص الخيرة ذات الحجم النفسي الواسع تضحي بنفسها وبكل ما تملك لأجل الناس ، والشخوص الشريرة ذات الحجم النفسي الواسع تضحي بالناس وبأملاك الناس لأجل نفسها . 

ثانيا : الشخوص  ذات الحجم النفسي الضيق :-

هذه الشخوص لا تستوعب الا ذاتها ولا تستوعب الحياة ولا يعرف لها في الحياة خيرا او شرا لانعدام تأثيرها  ، الا ان هذه الشخوص اذا وضعت في موضع قيادة او موضع حكم فان شرها اعظم الشرور بل ان شرها اعظم حتى من الشخوص الشريرة ذات الحجم النفسي الواسع لان هذه الشخوص التى حجمها النفسي ضيق لا يتوافق ضيقها النفسي مع حجم القيادة الذى هو حجم واسع ولا يتوافق مع حجم الحكم الذي هو حجم واسع ، وهذه الشخوص اذا تسلقت للحكم او قفزت على ظاهرة قيادية فان هذه الشخوص  تصبح كارثة لضيق حجومها النفسية والعقلية  امام اتساع ادارة الدول او اتساع قيادة الجماعات البشرية   فتهمل إدارتها للدول وقيادتها للجماعات البشرية الا مايبقيها في الحكم او في القيادة او ما يكسبها ثراء وغنى لانها اقل وسعا من إدارة الدول او قيادة الجماعات ، وهذه الشخوص ليست بحاجة لتوصيف يميز خيرها من شرها لان لا تأثير لخيرها او شرها وحتى خيرها يتحول شرا اذا أدارت بلادا فان ذات حكمها هو كارثة لانها لا تستطيع ان تدير الا البيت او القصر الذي تقيم فيه ، وما حول القصر الذي هو مد بلادها  فان حكمها إهمال وإغفال وعجز وفشل . 

ومن الشخوص ذات الحجم النفسي الضيق ، خيرا او شرا ،الآتي :-

ا- حكام فبراير، فحكام فبراير أحجام شخوصهم ضيقة وهى أدنى من وسع ليبيا وأقل من ادراة  البلاد الليبية لهذا كان حكمهم كارثي على ليبيا .  

 ب -  انصار الأشخاص والأحداث الزمنية ، ومن هؤلاء انصار القذافي وانصار فبراير فأنصار القذافي ينصرون شخصا ولا ينصرون وطناً وهذا هو الحجم النفسي الضيق  وانصار فبراير ينصرون حدثا زمنيا ،  هو حدث فبراير ولا ينصرون وطناً وهذا هو الحجم النفسي الضيق ولو كانت حجومهم النفسية واسعة لكان لقائهما علي ليبيا الوطن وليس على اشخاص وأحداث زمنية  

ت - الحكام العرب ، الذين لم يحققوا من توليهم للحكم إنجازا رغم وجود معطيات الإنجاز ، تتقدم من حولهم البلدان ويتأخرون هم في وسط البلدان التى تقدمت وقد تجد في البلدان العربية الاستقرار  ولاتجد إنجاز ، وهذا الاستقرار ليس من هؤلاء الحكام بل ممن سابقهم من حكام أسسوا لاستقرار تلك البلاد بمؤسسات وإدارات ثابتة . 

البلدان المدفونة بالكوارث والمدفونة بتأخرها الحضاري لن تزدهر ولن تنهض ولن تقوم لها قائمة ، ان لم تبحث عن اصحاب الشخوص الخيرة العظيمة الواسعة في حجمها النفسي لتوليها أمرها ،هم موجودون ، والبحث عنهم كالبحث عن الكنوز ، فهم كنوز الانسانية وإظهارهم لقيادة البلدان يحتاج ان تتاح لهم الظروف . 

 

 

[email protected]