- شر الحرب في حدث فبراير :- 

كانت الحرب في حدث فبراير حربا مذمومة محمومة وبابا من أبواب الشر ،  هى مذمومة لانها بين أبناء الشعب الليبي ومحمومة لانها حربا مدعومة ، طرفا مدعوم من نظام حاكم مستبد وهم انصار القذافي  وطرفا دعم من أطراف خارجية بعد 19-3- 2011 م وهم انصار فبراير، في هذه الحرب قتل من قتل وجرح فيها من جرح حتى انتصر احد الطرفين ، هذا الطرف هم انصار فبراير ورغم انها صفحة قد مضت فلم تقلب هذه الصفحة التى يتبعها صفحات من الشر ولم يجمع أبناء الشعب الليبي المنفلقين المنقسمين على ليبيا بل ثبتوا انقسامهم دون خجل او وجل الى انصار للقذافي وانصار لفبراير وأصبح لكل طرف هدفه الذي به يتشبت وأفكاره التى بها يتخبط حتى بقتال وتدمير الطرف الآخر . 

وجامل حكام فبراير هذا التقسيم الذميم بين أبناء الشعب الليبي وذلك بدعم الطرف المنتصر وهم انصار فبراير ومعاداة الطرف المنهزم وهم انصار القذافي فلم يجلو ضباب العداوة ولم ينفسوا بينهم حميم البغضاء  بل جاملوا الطرف المنتصر على حساب الوطن وعلى حساب حقوق المواطنة التى أبطلت للطرف المنهزم ،وجامل فقهاء الدين* في ليبيا هذه المعاداة واججوا العداوة وعمقوها بتطويع ظالم لنصوص الشرع ، ان انصار القذافي فئة باغية وانصار فبراير فئة صالحة واعتبار القتلى من انصار فبراير من الشهداء والقتلى من انصار القذافي  هم قتلى فقط وأمعنوا في ذلك بتهليل وتعليل ولم يدفعوا بالتي  هى أحسن وبالتي هى أقوم بان يصلحوا بينهم وينزعوا العداوة والأحقاد بدلا من هذا التمييز الاجتماعي والذي له تبعات ظالمة حتى على الأجيال اللاحقة . 

أدى ذلك الى نشوء حروب بين الطرفين ومعاداة مستمرة  واستسهال للقتل فكل طرف يستسهل على نفسه قتل الطرف الآخر ويعتبر قتله للآخر شرفاً أوجهادا رغم حرمة ذلك دينيا واجتماعيا وأخلاقيا ورغم انه أجرام بين .  

- شر قتل الأبرياء من العائلات الليبية :- 

 بدأ هذا الامر من الحرب على مدينة بني وليد حيث اصدر اجهل ما أفرزته الشعوب من حكام* قرارا بالحرب على مدينة ليبية بضغط من العصابات المسلحة وذلك لأجل فئة  قليلة تحصنت بهذه المدينة فحشدت لهذه المدينة العصابات المسلحة ووجهت نحو مساكنها المدافع والصواريخ وانهالت عليها القذائف دون تفكير او تدبير او حذر من ان تقع هذه القذائف على العائلات البريئة وانفجرت براكين من النيران تهاطلت حممها على المدينة دمار وانهيار فقتلت أطفالا ونساء وشيوخا وشبابا وأرعبت وارهبت وهجرت الناس*، ومع إصدار هؤلاء الجهلة لقرار الحرب جاملوا هذه العصابات ولم يحاسبوها على قتلها للمدنيين والأبرياء . 

ولان الله تعالى اخرس السنة فقهاء الدين في ليبيا على ان تقول حقا وأطلقها على ان تقول بهتانا ، لم يحرموا ولم يجرموا قتل الأبرياء ولان هذه العصابات لم تجد من يحاسبها او يوجهها اندفع شرها بعد مدينة بني وليد الى عدة مدن فاجتاحت طرابلس ثم ورشفانة وأي مدينة بعد ، لايوجد شخص عاقل شخص ينتمي الى أصل إنساني يوجه صواريخ وقذائف الى السكان المدنيين وهو يعلم ان الصواريخ والقذائف لاتفرق بين مدني ومقاتل ، بين بريء ومتهم .

توجيه الصواريخ والقذائف نحو السكان والعائلات دون اعتبار لدماء الأبرياء هو فعل من أفعال الاشرار، لقد صمت الليبيين على توجيه الصواريخ الى سكان بني وليد و كان عاقبته توجيه صواريخ على سكان مدينة طرابلس ثم منطقة ورشفانة ، أليس الصمت كارثة لها عواقب من الكوارث .

- شر سرقة ونهب أموال الشعب الليبي :-

لم يعرف لأموال الشعب الليبي حرمة وأمانة او حرص  ، في احداث فبراير كانت أموال الشعب الليبي غنائم للعصابات المسلحة والعصابات الدينية والعصابات السياسية وتمثلت في أموال سائلة وارصدة عقارية وأسلحة ولم يعهد المجلس الوطني الانتقالي بمحاسبة هؤلاء وكأن هذا المجلس لا ينتمي لليبيا بل تغاضوا عن ذلك وحتى السلاح الذي هو ملك الشعب الليبي رسموه بيد هذه العصابات ورسمته من بعده الحكومات المتعاقبة ولا اعلم كيف يرسم للسارق سرقته وكيف يرسم للص لصوصيته .

في هذا العهد ، عهد المجلس الوطني الانتقالي انحلت الرقابة وانعدم الحرص على أموال الشعب الليبي ودون نظام أخد المجلس الوطني يجلب بعض الأموال المجمدة من بعض الدول وكان ذلك مدعاة لسرقة بعضها وتحويلها في حسابات شخصية ولم يحاسب هؤلاء على سرقاتهم واختلاساتهم ، ويأتي من بعده  المؤتمر الوطني  الأكثر بؤسا ليكمل مسيرة المجلس الانتقالي في تغاضيه وعدم مبالاته في السرقات السابقة والسرقات التي طالت بعض أفراده وسرقات الحكومات التي منحها السلطة  وصمت عن ذلك فقهاء الدين في ليبيا الذين هم فقهاء في الصمت اكثر من فقههم في الدين و أدى ذلك الى اتساع سرقة المال العام وإهداره ونهبه من حكومات الكيب والى حكومة زيدان ثم  الى حكومة الثني ، مليارات ضخمة فخمة تبخرت من أموال  الشعب الليبي لتتجمع في حسابات الأشرار على الأرجح .  

- شر التمكين للجماعات المتطرفة :- 

مكن المجلس الوطني الانتقالي  ومكن المؤتمر الوطني العام ومكنت بعده حكومتا الكيب وزيدان للإخوان  المسلمين وللسلفية الجهادية بجماعاتها المختلفة ان يكونوا حكاما فمنحت لهم وزارات ومؤسسات وشركات عامة وغيرها ، ويعلم المجلس الوطني الانتقالي ويعلم المؤتمر الوطني العام وتعلم حكومتا الكئيب وزيدان ان هؤلاء لا وطن لهم وأنهم على استعداد لقتل الشعب الليبي كافة وتدمير ليبيا تدمير شامل في سبيل تحقيق معتقداتهم المنحرفة  وأهدافهم الوضيعة ورغم ذلك مكنوا لهم وهاهى ليبيا أسيرة في سلطان هؤلاء واذا بسط هؤلاء سلطانهم بالتمام على ليبيا فلن تعرف بلد اسمها ليبيا ولن يعرف شعب ينتمي لليبيا . 

- شر قهر النساء :-

في حدث فبراير استبيحت منازل وبيوت لبعض الاسر الليبية وذلك من الطرفين ، من انصار القذافي عندما كان عهد القذافي بسلطته ومن انصار فبراير بعد انتصارهم ، حدث هذا الامر دون اعتبار لأخلاق اجتماعية او دينية ، في استباحة البيوت قد تهان المرآة في داخل بيتها ، وفي حالة غير معقولة قد يتم القبض عليها امام زوجها او أخيها او ابنها ليس لشيء الا لانها من انصار فبراير او انصار القذافي ، فعل هذا الامر كان من الطرفين وهو هتك للأخلاق الاجتماعية التى تعود عليها الليبيين ولم يبال ولم يأبه احد لخطورة هذا الامر ولم يجد هذا الامر معارضة في حينها من حكام او فقهاء دين او غيرهم وذلك جعل  ذات الامر يتكرر الآن بمجاملة من حكام ليبيا وبصمت فقهاء الصمت فالمرآة قد تسجن بسهولة ويسر ودون اعتبار لحساسية شخصها كونها امرأة  في مجتمع محافظ وذلك اذا بادرت وعارضت حدث فبراير او اذا أيدت عهد القذافي . هذه بعض من أبواب الشر التي تعانقت بعدها الشرور على ليبيا وشعبها فهناك الكثير من أبواب الشر التي فتحت ولم تغلق ومنها الخطف والاغتيال وحرق المنازل والبيوت وقطع الطرق وأفعال أدت الى قطع رزق الليبيين وأفعال تدفع بليبيا للتقسيم وغيرها من الأبواب ولغلق هذه الأبواب لابد من تتبع من فتحها ومحاسبته ومعاقبته وتتبع من أتى بعده ومحاسبته ومعاقبته لانه تركها مفتوحة ولم يأبه لشرورها التى تدمر ليبيا والليبيين . 

______________________________________________________________

* جرى في هذا المقال التركيز على الحكام ثم فقهاء الدين لان مسؤولية اي شر يقع في اي مجتمع هى مسؤوليتهما بسبب تاثيرهما في المجتمعات وبيدهما قفل أبواب الشرور او فتحها .

* اجهل ما أفرزته الشعوب من حكام ، المقصود هنا اعضاء المؤتمر الوطني العام .

* حول الحرب على مدينة بني وليد ، طالع مقال( لعنة الحرب على مدينة بني وليد ) من كتاباتي ففيه المزيد عن هذه الحرب .  

كاتب ليبي 

[email protected]