بعد سنوات من الملاحقة في قمم الجبال و أحراش منطقة القبائل،تمكن الجيش الجزائر من صيد ڤوري عبد المالك،أمير جماعة جند الخلافة،الفرع الجزائري لتنظيم الدولة الاسلامية -داعش- و نائب الخليفة المزعوم أبو بكر البغدادي.ففي تفاصيل العملية أكد الجيش الجزائري في بيان له ،أمس الثلاثاء،القضاء على "المجرم الخطير، ڤوري عبد المالك، الذي تبنى اغتيال الرعية الفرنسية هيرفي غوردال، وذلك في العملية التي وصفتها بـ”النوعية” التي نفذتها مفرزة من الجيش بمدينة يسر بولاية بومرداس، حيث تم القضاء فيها على 3 إرهابيين واسترجاع أسلحة وحزام ناسف".

ووصفت وزارة الدفاع هذه العملية بـالنوعيةو إنها تمت بناء على الاستغلال الفعال للمعلومات. وأفاد بيان لوزارة الدفاع، أمس، بأن العملية التي جرت يوم الإثنين في حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا، جاءت “إثر نصب مصيدة بناءً على معلومات وتتبع لتحركات مجموعة إرهابية خطيرة على متن سيارة داخل مدينة يسر”، و أضاف البيان "مكنت العملية من استرجاع بندقيتين آليتين من نوع كلاشنيكوف وحزام ناسف وكمية معتبرة من الذخيرة وهواتف نقالة وأغراض أخرى". و أشار بيان وزارة الدفاع الجزائرية بأنها تمت “دون المساس بسلامة أي من المواطنين الذين كانوا متواجدين قرب مكان تنفيذ العملية"،بحسب تقرير نشرته الخبر الجزائرية،الاربعاء.

وكانت السلطات الجزائرية تبحث عن قوري منذ خطف وقتل الفرنسي ايرفي غورديل (55 سنة) في جبال جرجرة حيث كان يقوم بجولة مع خمسة جزائريين اطلق الخاطفون سراحهم. ولم يتم حتى الان العثور على جثة غورديل.وقال التنظيم ان ذلك جاء ردا على مشاركة فرنسا في الحملة الجوية الاميركية على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق.وادى قتل غورديل الذي قوبل باستنكار عالمي الى قيام الجيش الجزائري بحشد 3 الاف جندي لتعقب الخاطفين.

وعبد المالك قوري او خالد ابو سليمان (37 عاما )كان احد المقربين من زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عبد المالك دروكدال قبل ان ينشق عنه. وهو يقف وراء هجمات انتحارية على قصر الحكومة ومقر الامم المتحدة في العاصمة الجزائرية في 2007.ويقف ابو سليمان ايضا خلف هجوم قتل فيه 11 جنديا جزائريا في نيسان/ابريل الماضي في قرية بودرارن على بعد 40 كيلومترا من تيزي وزو شرق العاصمة الجزائرية.ويسر مدينة صغيرة في منطقة القبائل وفيها مدرسة كبيرة لضباط المشاة تم استهدافها في اب/اغسطس عام 2008 بهجوم انتحاري اوقع اربعين قتيلا.ويلاحق القضاء الجزائري 15 شخصا كلهم جزائريون يشتبه بمشاركتهم في خطف وقتل غورديل بين 21 و24 ايلول/سبتمبر بمنطقة القبائل شرق العاصمة الجزائرية. وقتل منهما اثنان على الاقل الشهر الماضي بحسب وزير العدل الطيب لوح.

و كان قوري قد أعلن في سبتمبر /أيلول الماضي مبايعته لأبي بكر البغدادي أمير تنظيم الدولة الاسلامية،مؤسسا جماعة جند الخلافة.بعد أن انشقت عن تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي،وقال قوري، مخاطباً زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي، في بيان : "إن لكم في مغرب الإسلام رجالاً لو أمرتهم لأتمروا، ولوناديتهم للبّوا".وفصيل "جند الخلافة في أرض الجزائر" هو الثاني الذي ينشق عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، بعد انشقاق جماعة "الموقعون بالدم" بزعامة مختار بلمختار التي يقول مراقبون إنها تتمركز حاليا على الأرجح في جنوب ليبيا.