اجتاز ولي عهد المملكة المغربية، الأمير الحسن، قبل أيام، امتحانات الفصل الأول من السنة الثانية بكلية الحكامة التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات والتي ولجها حاملا شهادة البكالوريا دورة 2020 "خيار دولي"، مسلك/شعبة  "علوم اقتصادية واجتماعية"، بميزة "حسن جدا" في ثانوية دار السلام بالرباط.

ويركز التخصص الأكاديمي الذي اختاره ولي العهد عكس والده الملك محمد السادس الذي درس القانون في جامعة محمد الخامس وجده الملك الراحل الحسن الثاني الذي درس القانون أيضا لكن خارج البلاد، على أربعة مجالات مترابطة فيما بينها ويتعلق الأمر  بالعلوم السياسية والعلاقات الدولية والعلوم السلوكية والاجتماعية للسياسات العامة والاقتصاد.


إعداد ملك المستقبل

يذكر  ان  ولي العهد المغربي احتفل في شهر ماي الماضي ببلوغه 18 سنة من العمر" وولد يوم 8 ماي 2003 "،  وهي  ذكرى  تتميز بكونها تشير الى بلوغه  سن الرشد الدستوري "18 سنة التي تؤهله للحكم بدون مجلس الوصاية" بحسب احكام الدسنور في المملكة المغربية.

سُمي بالحسن على اسم جده الملك الحسن الثاني ويشتهر باسم مولاي الحسن الثالث، الابن البكر للملك يعتبر "بحسب خط الخلافة على العرش المغربي"الوريث الواضح لعرش المملكة المغربية بعد أبيه الملك محمد السادس، ويعد أصغر ولي عهد في العالم، ويتم اعداده بأفضل الطرق الممكنة ليكون خلفًا لوالده في قيادة المملكة، فهو يجيد التحدث بثلاث لغات: الفرنسية والإنجليزية والأسبانية.


 الخطوة الاولى

في 9 أكتوبر 2008 خطى الخطوة الأولى من اجل تهيئته “ملك المستقبل”، اذ ترأس والده الملك محمد السادس، في المدرسة المولوية "الأميرية" في القصر الملكي في الرباط، الدخول المدرسي الأول لولي العهد الأمير مولاي الحسن، كما  حضر  الملك الحصة لتلقين القرآن الكريم والدرس الأول لولي العهد ورفاقه في الفصل، في حصتي العربية والفرنسية.

 المدرسة المولوية: مدرسة الأمراء ورجال دولة

 ويعتمد التعليم في المدرسة المولوية (الأميرية) منهجا دراسيا يزاوج بين التقاليد والأصالة والإسلام من جهة، والانفتاح على الثقافات الأجنبية واللغات والآداب العالمية والعلوم الدقيقة من جهة أخرى

أنشئت  المدرسة في العام 1942  بأمر من الملك الراحل محمد الخامس  وسميت بالمدرسة المولوية، بمناسبة وصول الأمير الحسن آنذاك، والذي صار لاحقاً الملك الحسن الثاني، سِن المدرسة، لتكون مدرسة للأمراء والملوك، إلى جانب زملائهم ممن يتم إعدادهم ليصيروا نافذين داخل الدولة،فبإضافة الى الامراء والأميرات،تخرج من المدرسة المولوية مجموعة من رجال الدولة ،أبرزهم في العهد الحالي فؤاد عالي الهمة، صديق الملك ومستشاره، وحسن أوريد، الناطق باسم القصر سابقاً ، ومنير الماجيدي، السكرتير الشخصي للملك، ومحمد رشدي الشرايبي، عضو ديوان الملك وغيرهم.

وكانت المدرسة تحتَكِم لقواعد شبه عسكرية، بصرامة وانضباط في التعامل دون السماح أو التساهل مع أي تجاوزات، حتى إنها كانت تخضع لنظام داخلي لا يسمح حتى للأساتذة الذين لم يتجاوز عددهم الـ20 آنذاك، بمغادرتها وقتما يشاءون.

في عهد الملك الحالي محمد السادس، بلغت أعداد طاقم المدرسة 300، يعملون جميعاً لتربية وتعليم ولي العهد مولاي الحسن وزملائه، وفق برامج مضبوطة بعناية.

 درس ولي العهد المغربي  الى جانب القرآن الكريم والتربية الإسلامية العديد من البرامج الدراسية كالفلسفة، وتحليل النصوص، والتاريخ، والجغرافيا، والنحو، وتاريخ الآداب، والترجمة، واللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية، والعلوم والرياضيات، اعتباراً للمهام التي سيقوم بها في خلافة والده في حكم البلاد ورعاية الأسرة الملكية ،يخضع لتكوين معرفي ونفسي دقيق.

 في يوليوز 2019، أعلنت وزارة التربية الوطنية بالمغرب، أن ولي العهد الأمير الحسن حصل على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) بدرجة جيد جداً، في قسم العلوم الاقتصادية والاجتماعية.


مهام جديدة

يوم السبت 8 ماي 2021 أكمل ولي العهد الامير مولي الحسن، السنة الـ 18 من عمره، ليخرج من مرحلة  ويلج الى أخرى، فالقانون التنظيمي لمجلس الوصاية، يسمح له  بممارسة جميع اختصاصات العرش وحقوقه الدستورية .

كما أن في أعراف دار المخزن، تقتضي  اسناد مهام لولي العهد حين يبلغ سن الـ 18 ليبدأ في التدرب على ممارسة الحكم بشكل أكبر، وتتسع دائرة أنشطته ومهامه ومسؤولياته.