أعلن في مدينة كورنفيل الأمريكية،الاحد 26 أغسطس/آب، عن وفاة السيناتور والمرشح للرئاسة الأمريكية لعام 2008، ورئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ جون ماكين،عن عمر ناهز 81 عاما.ولفظ ماكين أنفاسه الأخيرة، السبت، وهو محاط بأفراد أسرته، وفقا لبيان قصير أصدره مكتبه.

وتوفي عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أريزونا غداة إعلان عائلته أنه قرّر التوقّف عن تلقّي العلاج من  سرطان الدماغ الذي كان يعالج منه منذ يوليو 2017.وفوق مبنى الكونغرس نكست الأعلام تكريماً لماكين. وسيسجى جثمانه في باحة مبنى الكونغرس قبل مراسم جنازته التي ستجري في كاتدرائية "ناشونال كاثيدرال"، بحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

وتوالت ردود فعل السياسيين الأميركيين،حيث قال الرئيس السابق باراك أوباما، الذي هزم ماكين في انتخابات 2008، "جون وأنا تَشاركنا، على الرغم من اختلافاتنا، ولاء لما هو أسمى، للمثل التي ناضلت وضحت من أجلها أجيال كاملة من الأميركيين والمهاجرين".فيما اكتفى الرئيس دونالد ترامب الذي كان على خصام علني مع ماكين، بتقديم تعازيه في تغريدة مقتضبة.


** ليبيون ينعون ماكين

وبعيدا عن الساحة الأمريكية،سارع عدد من قيادات تيار الاسلام السياسي في ليبيا،فور اعلان وفاة ماكين، للتعبير عن أسفهم وحزنهم.حيث تأثر القيادي بحزب العدالة والبناء، الذراع السياسي للإخوان المسلمين في ليبيا، عبد الرزاق العرادي، بوفاة السيناتور الأمريكي.

وكتب العرادي،على مواقع التواصل الاجتماعي " تويتر" قائلا : "خسرت الولايات المتحدة الأمريكية بطلٌ من أبطالها، لقد كان السنتاتور جون مكين رجل أمريكي بإمتياز صريح وواضح".وأضاف قائلا "ما زلت أتذكر كلمته عندما خسر الانتخابات الرئيسية، أمام أوباما، وكذلك تسميته لما حدث في مصر 2013 بأنه انقلاب، ومواقفه المعارضة لسياسة ترامب.

في غضون ذلك رأى مراقبون أن العرادي متأثر لوفاة مكين عن عمر يناهز الـ 81 عام، في الوقت الذي يموت فيه كل يوم في ليبيا آلاف الشباب والأطفال واخرها هجوم كعام الذي خلف قتلى وجرحى، مؤكدين أن ولاء الإخوان دائما لمصالحهم الشخصية وليس للدم الليبي الذي يسيل كل لحظة.

وبدوره،نعى رئيس هيئة المحاربين والقيادي السابق في كتيبة 17 فبراير المتطرفة، مصطفى الساقزلي،السيناتور،قائلا "هو أحد القلائل الذين ساندوا ثورات الشعوب، ومسلمي الروهينغا، وعارض عودة العسكر في مصر".وأضاف الساقزلي "قابلته في2011م فسألني عن هدفنا كثوار، فأبلغته بأنني درست في بلدكم الثانوي والجامعة، واستمتعت بنسيم الحرية فيها، وهدفنا هو أن نعيش هذه الحرية في ليبيا، فتبسم ووعد بدعمنا".


** تأييده للحرب على ليبيا

ويعتبر جون ماكين من الصقور في السياسة الخارجية ومن أقوى مؤيدي الحرب على العراق وأيد زيادة القوات هناك تحت امرة الجنرال ديفيد بتريوس، كما كان من أقوى مؤيدي الحرب على ليبيا عام 2011

وفي أبريل من العام 2011،وصل ماكين إلى مدينة بنغازي،حيث رافقه عبد الحفيظ غوقة، الناطق باسم المجلس الوطني الانتقالي حينها، إلى ما بات يعرف باسم "ساحة الحرية"، في مدينة بنغازي، وتجمع نحو 100 شخص لتحية السيناتور الأمريكي، وهتفوا بالعربية والإنجليزية "الله أكبر.. لقد جاء ماكين"،بينما لوح عدد من المتجمعين بالأعلام الأمريكية.

ودعا السناتور الأمريكي،حينها المجتمع الدولي إلى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا كصوت حقيقي للشعب الليبي ونقل الأصول المجمدة في المصارف الدولية إليه. وطالب ماكين أيضا في تصريحات للصحفيين،حلف شمال الأطلسي إلى تكثيف حملته الجوية. وقال ماكين إنه يجب على الحلفاء الغربيين تقديم مساعدات للمعارضين في مجال التدريب والأسلحة والقيادة.


** سيناتور "الإخوان"

تأييد ماكين لتيار الإسلام السياسي جعل وسائل إعلام أمريكية،تطلق عليه لقب "سيناتور الإخوان"، أو "عراب الإخوان"، ففي فبراير 2016، نشر الموقع الأمريكي "كونسرفاتيف" تقريرًا بعنوان "جون ماكين.. سيناتور الإخوان المسلمين"، ينتقد فيه عضو مجلس الشيوخ، زاعمًا وجود روابط بينه وبين الجماعة، وتساءل التقرير عن سبب وقوف "ماكين" دائمًا إلى صف الإخوان.

ووجه تقرير الموقع الأمريكي اتهامًا إلى ماكين،بأن له تاريخًا في الدفاع عن الإخوان بالداخل والخارج، كما أشار الموقع إلى أن ماكين كان أحد داعمي "هوما عابيدن" مساعدة "هيلاري كلينتون" التي ترتبط بعلاقة مع جماعة الإخوان، إضافة إلى هذا سلط التقرير الأمريكي الضوء على دعم ماكين ومناصرته للرئيس الإخواني المعزول "محمد مرسي" الذي تم عزله من خلال ثورة 30 يونيو 2013.

كما عمل السيناتور الأمريكي على ممارسة ضغوط في مجلس الشيوخ الأمريكي، بهدف وقف المساعدات الأمريكية لمصر للضغط على قيادتها من أجل السماح بعودة جماعة الإخوان للمشهد السياسي،كما طلب في وقت سابق من إدارة بلاده سحب القوة الأمريكية الموجودة في سيناء ضمن قوات حفظ السلام، بزعم تعرضها للخطر.


** صديق إسرائيل

ولعشرات السنين، وفي موقف تلو الآخر، أثبت جون ماكين أنه صديق حقيقي مخلص لإسرائيل، ومساند لكل ما تراه في صالحها، رغم سفك دماء الشعب الفلسطيني، ولطالما وصف ماكين إسرائيل بأنها "الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط"، ليصبح يوم وفاته يوما حزينا لتل أبيب..

وفي مارس 2008، وبينما كان الطيران الإسرائيلي يمطر قطاع غزة بنيرانه، زار ماكين القدس المحتلة وقدم دعمه الكامل لإسرائيل في حربها على غزة، معلنًا تأييده الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.وفي فترة خلاف عابر بين إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما وإسرائيل عام 2015، لم يتردد ماكين للحظة في التخندق مع إسرائيل ضد قيادة بلاده، التي هاجمها بعنف، ناعيًا وصول علاقتها بإسرائيل إلى أسوأ مستوياتها.

وقد أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو وسياسيون إسرائيليون، بالسناتور الامريكى الراحل جون ماكين على قيادته ودعمه الثابت للدولة اليهودية، فى اعقاب وفاته.وقال نتنياهو ناعيا حليف دولة الاحتلال: "ببالغ الأسى تلقيت خبر وفاة جون ماكين الذى كان رجلا وطنيا كبيرا مخلصا لأمريكا وصديقا حقيقيا وحميما لإسرائيل.

وأضاف نتنياهو خلال بيان صادر عن ديوانه: "سأعتز دائما بصداقته المتينة مع الشعب الإسرائيلى ومعى شخصيا. دعمه المستمر لإسرائيل نبع من إيمانه بقيم الديمقراطية والحرية، إسرائيل تؤدى التحية لجون ماكين".فيما اشاد وزير الدفاع الإسرائيلى اليمينى المتطرف أفيجادور ليبرمان بماكين كأحد اكبر اصدقاء اسرائيل.