صرح وزير الخارجية المصري السفير نبيل فهمي لـ بوابة إفريقيا الإخبارية في أول حوار له عقب عودته من روسيا إلى القاهرة  بأن الاتصال بموسكو بدأ منذ عدة أشهر سواء في زياراته الأولى في الخريف الماضي ثم في زياراتهم في نوفمبر الماضي وتبادلوا الرسائل بهذا الشأن حتى على مستوى الرئيسين المصري المؤقت المستشار عدلي منصور والروسي بوتين وتم الاتفاق على ضرورة تطوير العلاقة والاستفادة  من المستقبل في إطار الزخم السياسي الذي تشهده مصر. 

وحول سيادة فكرة أن روسيا هي البديل العسكري والاقتصادي عن أمريكا قال فهمي في حواره لـ "بوابة إفريقيا الإخبارية :  هذا ليس حقيقياً ولم يواكب وقف أو تجميد المساعدات العسكرية الأمريكية، فقد ذكرت أن الزيارة الأولى كانت في يوليو الماضي ولم تكن المساعدات الأمريكية وقتها قد توقفت، والأمر كله يتمثل في أنها سياسة خارجية جديدة تضع نصب عينيها تعدد الخيارات، وهناك فارق كبير بين الاستثمار والتجارة فالأخيرة تصب بشقيها الجزئي والجملة للمدى القصير أما الاستثمار  فهو يختص بطول الأجل.وأوضح فهمي أن علاقات مصر مع الولايات المتحدة الأمريكية متواصلة، لكنها متوترة، وأن الولايات المتحدة توقفت عن تسليم السلطات المصرية أنواع معينة من المعدات العسكرية.

وقال فهمي تم الاتفاق مع روسيا على تعاون سياسي واقتصادي واجتماعي وعسكري وتكنولوجي بما يحقق المصلحة العامة، وأردف قائلاً "وفيما يخص موضوع ترشح المشير عبد الفتاح السيسي لرئاسة مصر وما أثير فيه لم يكن الأمر كما ذكرته بعض وسائل الإعلام هم فقط أرادوا رؤية وجهة نظر الشخصية ونحن في مصر لم نحمل في حقائبنا مسألة الترشح للرئاسة الخاصة بالفريق السيسي هم من سألوا ولم يكن أيضا كما قيل حيث سأله إذا كنت تنتوي الترشح للرئاسة فأنا معك ومع كل تقديري للمشير السيسي اعتقد أن الرسالة التي نقلتها موسكو للمصريين تتعدى وتتجاوز الشخص فهي ترى أن مصر هي حجر الارتكاز للمنطقة كلها.

وأكد فهمي أن المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، إذا ما قرر الترشح لرئاسة الجمهورية، سيترك منصبه العسكري وسيترشح كشخص مدني، والمشير له تجربة في قيادة الجيش المصري وإذا قرر الترشح للرئاسة سيستقيل فورا من منصبه كوزير للدفاع، وسيشارك في الانتخابات كمدني وهذا ما ينص عليه دستور مصر، لافتا إلى أن السيسي يحظى بشعبية كبيرة، وإذا قرر الترشح للرئاسة بلا شك، سيحصل على دعم الكثيرين من الشعب المصري.

وحول رد الفعل الأمريكي على زيارة موسكو قال فهمي" لم أتعجب من رد الفعل الأمريكي وهو طبيعي لكنه يعبر عن عدم ارتياح  وقالوا في مضمون ما كتبوه لم ندعم مرشح في مصر ويجب على الجميع ألا يقوم بهذا وأؤكد وقلت هذا حتى في موسكو علاقتنا بروسيا ليست نكاية في الأمريكان  وهذه أهم رسالة أقولها".

وعن تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين المشير السيسي على متن الطائرة المتوجهة إلى موسكو أكد فهمي قائلا: "كان حوارا عن المستقبل وليس عن الماضي، وركزنا على أهم التحديات وما أنجز والأخطاء حتى لا تتكرر، وأعتقد أن الحوار تجاوز مسئوليتنا كوزيري دفاع وخارجية إلى حوار بين مواطنين يحبون وطنهم بشكل اكبر وتحدثنا عن ما سنقوله في الزيارة وبحث آليات تنفيذ ما سيتفق عليه وتطرقنا إلى الأوضاع الإقليمية في سوريا وليبيا".

وحول المسألة السورية والدور المصري الغائب فيها قال نبيل فهمي : "لسنا غائبين رغم الظروف وكما قلت من قبل السياسة الخارجية ليست تجارة بل هي استثمار بشكل أكبر وليس معنى وجود ظروف أن أترك الأمر ولا أكون متواجد لعدة أشهر لابد أن يكون هناك شراكة وأعتقد أننا أكدنا مراراً وتكراراً والمسالة ليست هينة، أننا نؤيد الحل السياسي وليس السياسي الذي يقوم على إنتاج الماضي بل سوريا جديدة تتسع لكل السوريين  ووجود مزيد من الالتفاف  صحيح ان المؤشرات حتى صباح اليوم سلبية لكن علينا أيضا أن نعلم أن المشوار طويل ونحتاج إلى جانب البحث عن الحل السياسي البحث عن حل إنساني يوقف القتل والنزوح .

بينما قال فهمي عن ملف المصالحة الفلسطينية  "أن هناك حالة من شد الأعصاب والتربص بيننا وبين الفلسطينيين الآن، وأنا في حقيقة الأمر أتابع بمزيد من الاندهاش والترحيب إصرار كيري على حدوث تسوية بشكل أو بأخر حتى لو اختلفنا حول الصيغ التي يطرحها، وأن اطروحاته لم تحز على رضا الطرفين، فهناك ثوابت للتسوية لابد أن تنطلق منها العملية السياسية هناك مثلما حدث في مصر والأردن والتي انطلقت من منطلق الانسحاب من الأراضي المحتلة  إلى الحصول على علاقات  وإذا تغيرت الثوابت في لحظة تفاوض وقبلت مبادئ جديدة فهذا يدخلنا إلى دوامة أخرى.

وقال أن أخر اتصال بينه وبين  كيري كان منذ أسبوعين في باريس: والحقيقة  أن علاقتي به تمتد إلى علاقة شخصية ومهنية لعلاقتي به عندما كان سناتور  والحقيقة أنه في زياراته الأخيرة لمصر كنت معه في غاية الصراحة  لدرجة الاستغراب من جانبه، ولم احتد عليه كما قيل وذكر بل كانت صراحة قاسية لدرجة أنه سأل عندما امتعضت من التدخل هل يزعجكم هذا فعلاً ؟  ولكن أجد منه اهتمام بمصر كبير ورغبة في أن  تكون مصر أفضل  وهذا رغم التحفظ على بعض بيانات وتصريحات الادارة الامريكية  وأرى أن الحل لهذا هو " تظبيط " الاوضاع داخياً  بشكل اسرع وبشكل أفضل مما كان وهذا يجعلنا دوماً في طليعة  من ستسعى إليه الولايات المتحدة الامريكية .

وحول أزمة حبس الصحفيين الاجانب  قال "  أنا بصفة شخصية مؤمن بحقوق الانسان  وأن يطبق القانون على الجميع  وبعدالة ومؤمن بأن الصحفي له مهمة وله حق حرية العمل لانه بيطبيعته  يبحث عن القصة الاصعب لكن ايضاً أطالب الصحفي  بأن  يكون على درجة من الوعي بواجباته كما يطالب بحقوقه مشيراً أن مصر في تحدي كبير لابد ان تحققه بعد ثورتين  حدثتنا في ثلاثة أعوام  وهي تحقيق الامن ومحاربة الارهاب وفي نفس الوقت حماية المسار الديموقراطي  ولابد أن نفي بهذا مشيراً إلى أنه  يتحدث عن هذا في مجلس الوزراء من باب مسئوليته كوزير ضمن مجلس الوزراء.