إعتذر والي ولاية شمال كردفان السودانية أحمد هارون، لمواطنيه رسميا عن المضايقات التى سببتها مليشبات شبه رسمية فى ولايته خلال الاسابيع الماضية بعد ان اشاعت حالة من الهلع والرعب وسط قاطنى اطراف مدينة الابيض .

واعلن هارون فى بيان رسمى السبت اكتمال تحرك قوات ما بسمى ( الدعم السريع ) من موقعها فى (منطقة هشابة) بجنوب الأبيض عاصمة الولاية صباح السبت ، وقدم هارون، اسفه نيابةً عن الحكومة للمواطنين جراء الأحداث التي وصفها بالمؤسفة والمؤلمة. وقال إن واجبنا كحكومة أن نقدم الأمن والطمأنينة للمواطنين.

وكانت الابيض شهدت احتجاجات عارمة الاسبوع الماضية على خلفية مقتل مواطن بايدى المسلحين الذين بطلق عليهم الاهالى مسمى "الجنجويد" كما تعالت الشكاوى من حوادث سلب ونهب ينفذها اولئك الرجال على المتاجر والاسواق.

وقال هارون "إن تشكلت صورة مغايرة من جراء تصرفات قلة، فثقوا تماماً أن ذلك لا يمثل سياسة عامة تقرها الدولة فى أي من مستوياتها أو أجهزتها"، مؤكداً أن كل من اغترف ذنباً سيلقى جزاءه والمحاسبة، وأنه سيتولى شخصياً متابعة هذا الملف .

وارجأ الوالى بيانه لثلاث مرات فيما راجت انباء قوية عن اعتزامه الدفع باستقالته ، ودعا هارون المسؤولين عن أمر قوات الدعم السريع لاتخاذ خطوات عملية "تزيل ما علق بالنفوس من مرارت أحسها جميع سكان شمال كردفان"، وطالبهم بأن يعملوا بجد لاستعادة الصورة الذهنية الإيجابية لدى المواطن تجاه أجهزته المعنية بأمنه.

وأعلن الوالى عن انقشاع الأزمة. وقال إن هناك مراجعات كثيرة ينبغي أن تجرى ودروساً مستفادة عديدة، يتعين الأخذ بها. وزاد قائلاً: هذه التجربة الأليمة ينبغي أن تجعلنا كحكومة في مختلف مستوياتها وأجهزتها أن نعمل على أحكام التنسيق ومراجعة سرعة الإستجابة لدى أجهزتنا جميعاً، والتحلي بحساسية أكثر تجاه كل ما نُخطط له، وأن يكون الجوهر فى هذه العمليات هو الإنسان.

وأشاد هارون بجهود القيادات الأهلية، وعلى رأسهم الأمير الزين ميرغني زاكي الدين أمير قبيلة  البديرية التى تقطن منطقة هشابه وأعيان القبيلة وقيادتها الذين أظهروا حساً قيادياً رفيعاً وتماسكاً ورباطة جأش غير متناهية.

يشار أهالي الابيض عاصمة ولاية شمال كردفان غرب السودان وما جاورها من قرى كانوا قد شكوا من اعتداءات متكررة تنفذها نلك المليشيات على الاسواق والمتاجر ، متهمين حكومة الولاية بالعجز عن كبحها وهاجمت المليشيات اهالى (حى الجهاد، وأبوجا) وأسفرت المواجهات عن إصابة (18) شخصاً على نحو متفاوت (3) منهم في حال الخطر.

يذكر ان هذه القوات هى قوات غير نظامية تستعين بها الحكومة السودانية فى حربها ضد معارضيها فى دارفور وهى المنطقه التى عرفت بها هذه القوات بالجنجويد وتسمسها الحكومة تتارتا باسم قوات الدعم السريع وتارتا باسم قوات حرس الحدود واستدعتها الحكومة السودانية للقتال فى جنوب كردفان املا فى حسم التمرد الذى تقوده الجبهه الثورية السودانية ضد الحكومه  السودانية فى مناطق دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وهى اكثر مناطق السودان التهابا بالحروب.