مؤسف ومؤلم جدا واقع الفنان الجزائري، لا وضعية مادية واجتماعية مريحة ولا عروض فنية تحقق بعضا من حضوره الفني. ذلك ما استخلصته وأنا أنهي قراءة نص الحوار الذي أجرته رئيسة تحرير مجلة "أحلامي" الالكترونية، مع الفنان الكبير أحمد قادري المعروف فنيا باسم "قريقش". يعيش أزمة سكن خانقة ويتمنى وهو في خريف العمر أن يمنحوه سكنا اجتماعيا يجمع شمل عائلته؛ ويتأسف أنه لم يتلق منذ سنوات طويلة عرضا فنيا، هكذا يعيش حرمانا فنيا واجتماعيا. يقول في حسرة: "حالتي الاجتماعية مزرية، فأنا أعاني من مشكل السكن الذي أرّقني منذ سنوات، كرّست حياتي للفن، ومارست الفن لأجل الفن ولم أفكر يوما في مصلحتي. واليوم أعاني من النسيان وتجاهل المسؤولين لطلبي الخاص بالسكن، وسلبوا حقي في الحصول عليه رغم أنني أودعت عدة طلبات، أعيش حاليا رفقة عائلتي الكبيرة وعائلة ابني الذي اغتالته أيادي الإرهاب في سكن ضيق، وأمنيتي اليوم أن أستفيد من سكن مثل أي مواطن، حتى لا أتشرد في الطرقات والفنادق رفقة زوجتي. الحمد لله لدي منحة التقاعد، ولكن لا يمكنني شراء منزل لأن إمكانياتي محدودة. أتمنى أن تجد صرختي هذه آذانا صاغية قبل أن أغيب عن هذه الحياة".

موهبة الفنان الفكاهي أحمد قادري لا تتجسد فقط في التمثيل، بل في التأليف المسرحي خاصة النصوص التمثيلية الفكاهية، فقد كتب "66 سكاتشا ومسرحية، لا تزال حبيسة الأدراج، وينتظر الإفراج عنها" كما قال. كما يتميز بإبداعه للنكتة على الطريقة الجزائرية يقول: "كنت أبيع الكتب المتعلقة بالنكت لأنني ألفت سبعة كتب بعنوان "اضحك مع قريقش" كل واحد يضم 100 نكتة بسعر معقول، شاركني فيهم عبد الحكيم لكحل الذي كان يتكفل بالطباعة، كنت أبيعها في سيدي فرج على الميناء..."من بين عشرات النكت، تذكر النكتة التالية:تزوّج رجل ورزق بولد، ولم يعرف كيف يسميه، قال لزوجته سأخرج إلى الشارع وأي اسم أسمعه سأسمي به ولدي، فلما خرج سمع أحدهم ينادي "يا محمد" فسماه محمد، العام الثاني رزق بولد آخر، ولما خرج إلى الشارع سمع اسم هراوة فسماه بذلك، وأخيرا رزق ببنت وعمل نفس الشيء، خرج للشارع وسمع اسم طريحة، فسماها بذلك الاسم.. 20 سنة بعدها جاء ناس يخطبوه في ابنته "طريحة"، فنادى ابنه: "محمد أرواح وجيب معاك هراوة، الجماعة حبوا يأخذوا طريحة" فانسحب الجميع.

للإشارة مجلة "أحلامي"، مجلة فنية ثقافية اجتماعية متنوعة، صدر عددها الأول ورقيا، لكن عراقيل بيروقراطية حالت دون استمرارها، تصدر حاليا على شكل مجلة الكترونية، أساهم فيها، تشجيعا، ببعض المقالات الثقافية.