رصدت الولايات المتحدة الامريكية 48 مليون دولار كمكافآت لمن يدلي بمعلومات تقود الى اعتقال قيادات عدد من التنظيمات الجهادية في القارة الافريقية بعضها ينتمي الى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وبعضها الاخر الى فرع القاعدة في الصومال المعروف باسم "حركة شباب المجاهدين" و منها من ينتمي للتنظيم السلفي الجهادي النيجيري "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد"، و التي تعرف أكثر بإسم بوكو حرام،و ذلك في اطار برنامج "المكافآت من أجل العدالة - Rewards for Justice" الذي ترعاه وزارة الخارجية الامريكية منذ بداية ما يعرف الحرب على الارهاب العام 2001 في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر .

و بلغت أكبر مكافآة 7مليون دولار،رصدت للايقاع بزعيم جماعة بوكوحرام النيجيرية أبو بكر شيكاو،وبوكو حرام تعني "التعليم الغربي ممنوع"، وهي منظمة جهادية مقرها نيجيريا تسعى للإطاحة بالحكومة النيجيرية الحالية واستبدالها بنظام قائم على الشريعة الإسلامية. تواجدت المنظمة بأشكال مختلفة منذ أواخر التسعينات. و تتهمها الادارة الامريكية بعقد اتصالات، وتدريبات، وتبادل أسلحة بين مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحركة الشباب الجهادية الصومالية، و تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، والتي قد تعزز قدرة بوكو حرام على القيام بالهجمات الإرهابية،على حد تعبيرها.و في شهر يوليو 2010 أعلن شيكاو بأنه قائد بوكو حرام وهدد بمهاجمة المصالح الغربية في نيجيريا. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر أصدر شيكاو بيانا ثانيا يعرب عن التضامن مع تنظيم القاعدة وقام بتهديد الولايات المتحدة.

في شهر يونيو 2011 فجرت المجموعة أول جهاز متفجر مرتجل في سيارة مفخخة واستخدمت بشكل متزايد الأجهزة المتفجرة المرتجلة في الهجمات ضد الأهداف السهلة. وكان هجوم بوكو حرام يوم 26 أغسطس 2011 بسيارة مفخخة على مقر الأمم المتحدة في أبوجا، نيجيريا هي أول عملية قاتلة للمجموعة ضد المصالح الغربية. وتم قتل 23 شخصا على الأقل وجرح 80 شخصا في هذا الهجوم. و تبنت الجماعة الهجوم على لسان المتحدث بإسمها والذي توعد باستهداف مصالح الولايات المتحدة وحكومة نيجيريا في المستقبل.و في مايو 2012، بعد أقل من أسبوع بعد أن فجرت المجموعة مبنى صحيفة نيجيرية في أبوجا، أصدرت بيانا عن طريق شريط فيديو تهدد فيه بمزيد من الهجمات على وكالات الأنباء المحلية والعالمية، بما في ذلك صوت أمريكا، ومراسلوا الصحراء، وهي خدمة إعلامية مقرها نيويورك.في يوم 21 يونيو 2012 حددت وزارة الخارجية الأمريكية شيكاو بأنه "إرهابي عالمي ".

و ذات المبلغ (7مليون دولار) رصدته الادارة الامريكية لمن يساعد في تقيدم معلومات تقود الى اعتقال أحمد عبدي ،مؤسس جماعة "حلاكة شباب المجاهدين" الصومالية و التي تعتبر فرع القاعدة في القرن الافريقي،و قد تمت تعين"عبدي" اميرا لحركة الشباب في ديسمبر 2007. و قد تبنى العديد من الهجمات ،بينها اغتيال قاضي مدينة بلدوين في شهر مايو 2007،  وفي شهر مارس 2007 قام بتنسيق هجمات على القوات الاثيوبية في الصومال. وعمل أيضا كوسيلة لتمويل حركة الشباب.

و كانت حركة الشباب الجناح العسكري لمجلس المحاكم الإسلامية الصومالية التي تحكمت في معظم جنوب الصومال في النصف الثاني من عام 2006. وواصلت الحركة تمردها العنيف في جنوب ووسط الصومال. و قد أعلنت مسؤوليتها عن عدة تفجيرات، بما في ذلك العديد من أنواع مختلفة من الهجمات الانتحارية في مقديشو وفي وسط وشمال الصومال تستهداف عادة المسؤولين في الحكومة الصومالية وحلفاء الحكومة الاتحادية الانتقالية في الصومال. ويحتمل أن تكون حركة الشباب مسؤولة عن خمسة تفجيرات انتحارية منسقة بسيارات ملغمة في شهر أكتوبر 2008 والتي ضربت الأهداف في وقت واحد في مدينتين في شمال الصومال مما أسفر عن مقتل 26 شخصا على الاقل وجرح 29 آخرين. و كانت الحركة مسؤولة عن الهجوم الانتحاري المزدوج في كمبالا، أوغندا، يوم 11 يوليو 2010 والذي أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا بينهم أمريكي واحد. هذه المجموعة مسؤولة عن اغتيال نشطاء السلام في الصومال، وعمال الإغاثة الدولية، والعديد من شخصيات المجتمع المدني، والصحفيين. في شهر فبراير 2012، أعلنت حركة الشباب و تنظيم القاعدة، تحالفهما الرسمي،بحسب التقرير الذي نشرته الخارجية الامريكية التي صنفت حركة الشباب بأنها "منظمة إرهابية أجنبية بموجب القسم 219 من قانون الهجرة والجنسية (بصيغته المعدلة) يوم 26 فبراير 2008، وأنها كيان ارهابي عالمي بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 يوم 29 فبراير 2008."

كما رصدت الولايات المتحدة مبالغ أخرى من اجل الحصول على معلومات تقود الى اعتقال عدد من قادة الحركة الجهادية الصومالية بينهم : فؤاد محمد خلاف (5 مليون دولار) ، بشير محمد محمود (5 مليون دولار)،مختار روبو الناطق السرمي باسم الجماعة (5 مليون دولار) ،عبد الله ياري (3 مليون دولار).

الى جانب فرعها في القرن الافريقي ،يتعرض فرع القاعدة في منطقة الصحراء و الشمال الافريقي الى ملاحقة وفي هذا السياق رصدت الادارة الامريكية قرابة 16 مليون دولار مكافآة لمن يقدم معلومات تساعد على اعتقال أربعة قيادات بارزة تقود العمل العسكري للقاعدة في منطقة الصحراء و تعتبرها واشنطن عناصر تهدد امنها القومي .

بين هؤلاء ،زعيم جماعة المرابطون ،مختار بلمختار الذي خصصت له مبلغ خمسة ملايين دولار ، ومختار بلمختار هو قائد ومؤسس لواء خالد أبو العباس (الذي يعرف أيضا بإسم الكتيبة الموقعة بالدم). تحت قيادة بلمختار قام اللواء بهجوم قاتل في شهر يناير 2013 على منشأة غاز في أميناس، الجزائر. قتل 37 شخصا على الأقل من الرهائن بما فيهم المواطنين الأمريكيين فريدريك بوتاشيو، فيكتور لين لوفليدي، وجوردن لي روان – أثناء حصار الأربعة أيام للمنشأة.

قبل تأسيسه لواء خالد أبو العباس، كان بلمختار قائدا كبيرا لاحد كتائب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وفي هذا المنصب أجرى بلمختار العديد من عمليات خطف الغربيين، وحصل على أسلحة لاستخدامها في الهجمات الإرهابية، وشارك في مفاوضات مختلفة للرهائن الذين احتجزهم التنظيم. تم تدريب بلمختار، وهو جندي جزائري سابق، في معسكرات في أفغانستان.في شهر يونيو 2004 حكمت محكمة في الجزائر على بلمختار غيابيا بالسجن مدى الحياة لتشكيل جماعات إرهابية واستخدام أسلحة غير مشروعة. وفي شهر مارس 2007 حكمت محكمة جزائرية على بلمختار غيابيا بالإعدام. حددت وزارة الخزانة الأمريكية بلمختار بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224 يوم 24 أكتوبر 2003، وفي يوم 11 نوفمبر 2003 قامت الأمم المتحدة بتسجيل بلمختار بموجب الفقرات 1 و 2 من القرار رقم 1390 (2002).

و كذلك رصدت 5 ملايين دولار لالقاء القبض على القيادي في تنظيم القاعدة ،جمال عكاشة المعروف بيحيى أبو الهمام ، و قالت الخارجية الامريكية في تقرير لها بأن يحيى أبو الهمام "قد عمل كزعيم بارز في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لعمليات التخطيط وخطف الغربيين في شمال وغرب أفريقيا. لعب همام دورا رئيسيا في إدامة الأنشطة الإرهابية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في غرب أفريقيا ومالي، وشارك في العديد من الهجمات في موريتانيا. في شهر يوليو 2010 شارك همام في قتل الرهينة الفرنسي الذي يبلغ من العمر ثمانية وسبعين عاما في النيجر. وفي عام 2006 حكم على همام غيابيا بالإعدام من قبل السلطات الجزائرية لتهم تتعلق بالإرهاب. في يوم 14 فبراير 2013 حددت وزارة الخزانة الأمريكية همام بناء على الأمر التنفيذي رقم 13224. قامت لجنة عقوبات تنظيم القاعدة بالأمم المتحدة بتسجيل همام يوم 5 فبراير 2013."

و قد قام تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، والذي كان يعرف سابقا بإسم الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بعشرات من الهجمات في منطقة شمال غرب أفريقيا. كما أعلن التنظيم عن مسؤوليته عن التفجيرات الانتحارية، وعمليات خطف الغربيين، والاغتيالات، وهجمات الجهاز المتفجر المرتجل في سيارة مفخخة. ففي شهر ديسمبر 2007 أجرت المجموعة هجومين انتحاريين متزامنين، حيث هاجمت مقر برنامج الأمم المتحدة والمجلس الدستوري الجزائري مما أسفر عن قتل 42 شخصا وجرح 158 شخصا آخر. و أعلن التنظيم أيضا مسؤوليته عن مقتل المواطن الأمريكي كريستوفر ليجيت في شهر يونيو 2009، وكان في موريتانيا يقوم بأعمال تبشير. و في شهر سبتمبر 2012 شجع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أعضائه على تهديد السفارات الأمريكية وقتل سفراء الولايات المتحدة. أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تحالفه الرسمي مع تنظيم القاعدة في شهر سبتمبر 2006، ومنذ ذلك الوقت أكدت عزمها على مهاجمة الأهداف الغربية.

و كانت وزارة الخارجية الأمريكية قد صنفت الجماعة السلفية للدعوة والقتال بأنها "منظمة إرهابية" بموجب القسم 219 من قانون الهجرة والجنسية (بصيغته المعدلة) يوم 27 مارس 2002، وجددت تحديد المجموعة بإسمها الجديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يوم 16 أكتوبر 2009. في يوم 21 فبراير 2008 حددت وزارة الخزانة الأمريكية المجموعة بأنها منظمة إرهابية بشكل خاص بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224.

و رصد برنامج "المكافآت من أجل العدالة" زهاء الثلاثة ملايين دولار من اجل الايقاع بالقيادي السابق في التنظيم "عمر ولد حماحة" و الذي كان عضوا في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الماضي، وهو الآن المتحدث بإسم حركة الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا، و التي تحالفت مع كتيبة الموقعون بالدماؤ تحت اسم "المرابطون". أما كعضو في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي فق شارك حماحة في خطف الأجانب مقابل فدية، بما في ذلك اختطاف الدبلوماسي الكندي روبرت فاولر من نيامي، في النيجر في شهر ديسمبر 2008. وجه حماحة أيضا تهديدات للغربيين في مالي وشارك في اختطاف الأوروبيين في المنطقة.

كما خصص البرنامج ثلاثة مليون دولار لالقاء القبض على مالك أبو عبد الكريم هو قيادي بارز لمجموعة من المقاتلين داخل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. و تحت قيادة عبد الكريم استحوذت مجموعته على أسلحة وأجرت عمليات خطف وهجمات على نطاق صغير في شمال وغرب أفريقيا. فقد كان عبد الكريم مسؤولا عن قتل رهينة فرنسي يبلغ من العمر ثمانية وسبعين عاما في النيجر في شهر يوليو 2010. أسفر هجوم قامت به مجموعة عبد الكريم في شهر يونيو 2010 عن مقتل 11 من الدرك الجزائري،بحسب تقرير لوزراة الخارجية الامريكية.