في تقرير مطول لها تحت عنوان "ليبيا تنزلق في دوامة هبوط والغرب ينظر في الاتجاه الآخر"، قالت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إنه حين تلعثمت محاولة السلطات الليبية لبناء نظام سياسي ديمقراطي جديد بعد عام 2012، كانت ما تزال إدارة الرئيس باراك أوباما وحلفاؤها في الناتو الذين تدخلوا لدعم الإطاحة بالقذافي على دراية بأنهم فتحوا الباب أمام عمليات اراقة واسعة للدماء وسيناريو مفتوح لنشوب الحرب الأهلية التي سبق أن لوح بها نظام القذافي والتي برزت في وقت لاحق في سوريا.

ومضت الصحيفة تقول إنه ومع بداية العام 2015، ها هي ليبيا تسير في طريقها لكي تصبح ثاني منطقة حرب في الشرق الأوسط، بالاتساق مع معاناتها من نفس الآثار الجانبية لتمكين الجهاديين المتطرفين وتسببها في زعزعة استقرار الدول المجاورة.

وأعقبت الصحيفة بقولها إن ليبيا، التي تشتهر بترامي مساحاتها وتناثر أماكن تمركز السكان بها، منقسمة الآن بين حكومتين، برلمانين وجيشين، فريق في طبرق وآخر في العاصمة طرابلس.

وأرجعت الصحيفة السر وراء تنامي الصراع الإقليمي بالاتساق مع ظهور معسكرين أحدهما يدعم الفريق العلماني في شرق ليبيا ومعسكر يدعم فريق فجر ليبيا الاسلامي في الغرب إلى الانسحاب السريع لقوات الناتو من هناك وما أعقب ذلك من فشل في تقديم يد العون على صعيد بث حالة مستمرة من الاستقرار في البلاد.

ونبهت الصحيفة في السياق عينه كذلك إلى أن السلبية التي يتعامل بها الغرب مع الوضع الراهن في ليبيا، كما هو الحال في سوريا، قد تجلب تهديدات خطيرة على المصالح الغربية عما قريب.