قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إنه بعد ثلاث سنوات من تدخل القوات الأمريكية وقوات الناتو في ليبيا وإسقاط نظام معمر القذافي، أصبحت الدولة مثل أية دولة تدخلت بها أمريكا بعد حرب أهلية، وأصبحت في فوضى كبيرة بعد التدخل تشبه أفغانستان في التسعينيات.

وتضيف الصحيفة أنه في ليبيا الآن الميليشيات المسلحة تقاتل بعضها البعض من أجل السيطرة على طرابلس وبنغازي والمطار الدولي، بينما أخلت الولايات المتحدة وفرنسا والحكومات الغربية الأخرى التي تدخلت عسكريا 2011 سفاراتها من دبلوماسييها، بالإضافة إلى مغادرة بعثة الأمم المتحدة التي كان من المفترض أن تكون وسيطا للاتفاقات السياسية.

وتؤكد واشنطن بوست، على أن مسئولية الولايات المتحدة والغرب عن هذه الفوضى مسئولية كبيرة وثقيلة، حيث قلبت الكفة ضد نظام القذافي، وسريعا خرجت قوات الناتو من ليبيا وتركتها بلا جيش أو مؤسسات سياسية، ومليئة بالأسلحة، مما أدى لطلبات ليبية متكررة من أجل المساعدة في استعادة الأمن والأمان الذي تلاشى في البلاد مؤخرا.

بعد هروب القوات الخارجية، تجاوزت محاولات ليبيا لإقامة ديمقراطية إلى اقتتال بين الميليشيات، التي تقسمت لاحقا بين الإسلاميين والعلمانيين، مضيفة أن إدارة باراك أوباما، فعلت ما بوسعها لتجاهل ما يحدث من انهيار في ليبيا، حتى مع تفكير الجمهوريين بالكونجرس بنظريات المؤامرة حول هجوم بنغازي 2012، فإنهم مستمرون في تكرار أن الليبيين هم من في يدهم حل الفوضى والتحديات بدولتهم، لكن ما يحدث في ليبيا يتطلب تدخلا غربيا آخر وقوة حفظ سلام، بجانب وجود بعثة وساطة دولية أكثر قوة، لكن بالطبع تم رفض الفكرة تماما من تدخل الولايات المتحدة خاصة بعد ما حدث ويحدث في أفغانستان.

*نقلا عن البديل