خلت الشوارع من المارة والمركبات، واكتظت المقاهي بالرواد، كانت الانظار تتجه الى ملعب الثمامة بالعاصمة القطرية، حيث مواجهة دربي مغاربي، يوعد بالفرجة والمتعة الكروية، لقاء المغرب بالجزائر.

 كما كان منتظرا، كانت نهاية قبل الاوان لكأس العرب بقطر، حسب الكثير من المعلقين، حضرت الندية والتنافس، والروح الرياضية، والمهارات والتكتيكات والخطط التدريبية، بقيادة مدربين وطنيين، بوقرة وعموتة.

مستوى اهتمام جماهيري كبير جدا، وتتبع كشفت الاحصائيات أنه الأكبر على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كسر رقم مشاهدة المباراة على منصة اليوتيوب الارقام بما يقارب أكثر من مليوني مشاهد.


تكافئ بين المنتخبين

كانت اشواط المباراة الاربع " الاشواط الاضافية" سجالا بين منتخب البلدين، تقدم الجزائريون، تعادل المغاربة، فاجأ الرائع بليدي، حارس المغرب الزنيتي بهدف عالمي رائع، وأجابه بانون برأسية التعادل في المرمى الجزائري، لتنقل المباراة لأشواط إضافية، لتستمر الاثارة وتشتد الاعصاب لنصف ساعة أخرى، حسمها الجزائريون بضربات الترجيح، ليتأهلوا لنصف النهاية.

انتهت المباراة كما تنتهي، كل المباريات الحاسمة، كان لابد من وجود فائز، هي هكذا كرة القدم، مدرب المنتخب المغربي، الحسين عموتة، علق على الهزيمة قائلا: "اللاعبين لم يقدموا 50 الفئة من مستواهم وإمكانياتهم الحقيقية مؤكدا ضعف الالتزام بالتعليمات التكتيكية والعامل المهم الذي ضيع المباراة على المغاربة هو التأهيل النفسي الذي لم يكن في المستوى وأن اللاعبين تحملوا ضغطا كبيرا".

اما قائد المنتحب المغربي، بدر بانون فعلق على خسارة منتخب المغرب أمام منتخب الجزائر في بطولة كأس العرب، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بوضع صورة لمنتخب المغرب أثناء لعبه مع منتخب الجزائر، كاتبًا: “الحمد لله”.

الأمين العام للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) السنغالية فاطمة سمورا، كتبت معلقة على صفحتها في تويتر "إنها لحظات استثنائية ومباراة رائعة. مبروك للثعالب هذا الفوز".

واضافت: "لقد كانت ليلة حافلة، لقد منحتم المباراة كل ما لديكم وأضفتم الشغف والإثارة حتى اللحظة الأخيرة. ارفعوا رؤوسكم عاليا، وافخروا بما قدمتموه في البطولة"، في اشارة الى المنتخب المغربي.

الاتحاد المغربي لكرة القدم علق على حسابه الرسمي على تويتر بالقول: "خرجنا من البطولة على الرغم من جهودنا الكبيرة". 

الكاتب العماني حمد صبحي، وصف المباراة على صفحته على موقع فيس بوك، بأنها تراقص نجوم السماء، بفعل الاثارة والندية والتنافس القوي.


حضرت السياسة

ركزت انتقادات رواد التواصل الاجتماعي المغاربة، على تهنئة مسؤولي الدولة في الجزائر، كقائد الاركان ووزير الخارجية الجزائريين، لمنتخب بلادهم بالفوز، معتبرين انها مباراة في كرة القدم وليس معركة حربية.

 في إطار أخر استغل بعض المؤيدين لجبهة البوليساريو في الصحراء الحدث لاستفزاز قوات الامن، اذ خرج عدد منهم للاحتفال بفوز المنتخب الجزائري، وتأهيله لنصف نهاية كأس العرب.


وكأن شأن أي موضوع او حدث، يكون المغرب والجزائر، طرفين فيه، تأبى السياسة والشحن النفسي والجماهيري، إلا أن يكون حاضرا ومسيطرا يخرج العادي والمألوف عن طبيعته.

لابد في من استحضار التعليق الرائع للأديب الجزائري المرموق واسيني الاعرج في تدوينة على حسابه بموقع فيسبوك: "درس في وقته. شكرا للمغرب. شكرا للجزائر".

واضاف قائلا: "على مدى 120 دقيقة ماتش كرة قدم عالي المستوى، أعطيتمانا درسا في الحب، والاحترام، والاحترافية، وفي ثقافة التآخي والشجاعة، أحسن من ساسة غير قادرين على إعطاء الأولوية لمصالح شعوبهم التي تنتظر منهم الكثير".

وختم تدوينته بالقول: "المنتصر الكبير الأخوة المغاربية، ولا شيء غير ذلك".