إثر انطلاق العملية العسكرية في طرابلس، لم تنجح البعثة الأممية في ليبيا في استكمال مسار العملية السياسية بالبلاد لذلك يحاول المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة إنقاذ مهمته التي باتت توصف بالمنتهية إذ ارتفع منسوب التشاؤم بشأن مستقبل سلامة وخطته في ليبيا.

وتتمثل محاولات إحياء سلامة للخط السياسي أساسا في بحث رئيس حكومة الوفاق فائز السراج مع رئيس بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، على هامش مشاركتهما في تشييع جنازة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، استئناف العملية السياسية.

وذكرت حكومة الوفاق في بيان، أن "الاجتماع تناول جهود البعثة الأممية لوقف العدوان على طرابلس واستئناف العملية السياسية".

وأضاف البيان أن السراج جدد تأكيده أن "استئناف العملية السياسية مرهون بانسحاب القوات المعتدية وعودتها من حيث أتت"، مجددا التأكيد على "ضرورة وجود قواعد جديدة لهذه العملية تأخذ في الاعتبار المعطيات التي أفرزها العدوان".

ولفت البيان إلى أن غسان سلامة جدد تأكيده على أنه ليس هناك حل عسكري للأزمة الليبية وأنه لا بديل من الحل السياسي، كما "جدد إدانة الأمم المتحدة لكافة الهجمات التي تستهدف المدنيين والمنشآت المدنية التي تشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان".

من جانب آخر، التقى المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، الأحد، بالقائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، بمقر القيادة العامة للجيش الليبي بمنطقة الرجمة.

وحسب تغريدة موجزة للبعثة عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر ذكرت فيها أن اللقاء بين الرجلين جرى اليوم الاثنين بمقر القيادة العامة في منطقة الرجمة بمدينة الأبيار شرق ليبيا.

وأشار البيان إلى أن الاجتماع تطرق للمشاورات التي تجرى استعدادا لعقد مجلس الأمن الدولي جلسة جديدة حول الأوضاع في ليبيا يوم الاثنين المقبل.

وحسب ما نشرت البعثة تباحث الطرفان في الأوضاع الراهنة في ليبيا وكيفية العودة إلى حالة من السلم والحوار.

ونبّه سلامة خلال اللقاء من مخاطر تصعيد الاقتتال وتزايد التدخلات الخارجية بحسب ما نشرت البعثة.

من جهتها لم تشر القيادة العامة للجيش الليبي سواء عبر مكتبها الإعلامي أو الناطق باسم القيادة العامة إلى هذا اللقاء وما تم تناوله خلاله.

في نفس السياق، كشف عضو المجلس الاجتماعي لقبائل ورفلة، فتح الله الدعيكي، تفاصيل لقاء وفد من مجلس قبائل ورفلة، بالمبعوث الأممي لدى ليبيا، غسان سلامة، بدولة تونس.

وقال الدعيكي في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك "إن سلامة طلب مُقابلة وفد مجلس قبائل ورفلة في تونس، وإن اللقاء كان في محل إقامتهم، موضحًا أن السفر والإقامة كانوا على نفقتهم الخاصة".

وتابع أن سلامة طلب منهم المساعدة لإيقاف المعركة جنوب طرابلس، موضحًا أنهم رفضوا حصر المشكلة في معركة تتوقف اليوم وتشتعل غدًا، مؤكدين استعدادهم إنهاء الحرب الناتجة عن الأزمة الليبية بشكل نهائي بشرطين.

وأضاف الدعيكي، أن الشرط الأول يتمثل في أن يعود الملف الليبي إلى الليبيين دون تدخل خارجي، وأن يكون هناك قرار أممي ملزم بعدم التدخل، وملزم بتنفيذ النتائج على غرار القرارات التي صدرت سنة 2011.

واختتم أن سلامة، أبدى استعداده لنقل الشرطين للأطراف الأخرى، وإلى المجتمع الدولي، والعمل على الموافقة عليهم كتابيًا، مؤكدًا أنه لا يوجد تناقض بين عدم التدخل، والقرار الدولي الملزم، لأنه بصدور الثاني تحقق الأول.

في نفس الصدد، يشير مراقبون إلى أن النجاحات التي يحققها الجيش هي التي دفعت المبعوث الأممي من أجل المضي قدما في اتجاه تعديل خطه، هذه المستجدات جعلت سلامة يأخذ بعين الاعتبار المخاوف الجدية في المشهد الليبي لذلك فإنه من الملحوظ أن ماراثون المشاورات الجديد لسلامة سيعمل على أن يكون ذا تمثيلية أوسع.