نجح الجيش الليبي في دحر التنظيم الإرهابي داعش من عديد المناطق في الجنوب الليبي قبل أن يعلن بدأ عملية تحرير طرابلس من سيطرة الميليشيات بعد سنوات من سيادة الفوضى في العاصمة الليبية و تردي أوضاع الليبيين المعيشية.

إلا أنه أظهرت صور متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي في الشهر الماضي  أعلام تنظيم داعش الإرهابي معلقة على أحد الجسور في العاصمة الليبية طرابس.

وأثارت هذه الصور الجدل مجدداً حول ماهية الكتائب المتحالفة تحت راية "حكومة الوفاق" الليبية والتي يُتهم الكثير منها بتبعيته لتنظيمي "داعش" و"القاعدة" الإرهابيَين وفق تقارير صدرت عن مصادر رسمية وصحافية، ليس داخل ليبيا فقط بل حتى خارجها أيضاً.

ومنذ اندلعت معركة طرابلس تحركت عناصر من التنظيم الذي أعلن الجيش الوطني الليبي معركة ضده، وضد بقية التظيمات الإرهابية المسيطرة على العاصمة الليبية.

وشنت عناصر من داعش هجمات ضد الجيش الوطني الليبي في عدة مناطق لمحاولة عرقلة جهوده، آخرها في بلدة الفقها بالجفرة، إضافة إلى محاولة احتلاله لبلدات شرقي العاصمة.

كما برز اسم شعبان هدية عضو تنظيم "القاعدة" في المغرب العربي والمكنى بـ "أبي عبيدة الزاوي" الذي يقود كتيبة من المتشددين تسيطر على مدينة الزاوية غرب طرابلس، وخالد الشريف وزير الدفاع السابق في الحكومة الليبية، والذي كان عضواً بارزاً في "القاعدة" في أفغانستان وله صور جرى تداولها على نطاق واسع في ليبيا، يظهر فيها إلى جانب إرهابيين معروفين على المستوى الدولي في جبال أفغانستان إبان الحرب السوفياتية فيها.

في نفس الإطار،اعتبر اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، تأييد أمريكا وروسيا لتحركهم نحو طرابلس، إنجازا كبيرا.

وقال في حوار مع صحيفة "البيان" الإماراتية، إلى هذا (تأييد روسيا وأمريكا) يعد بحذ ذاته إنجازا كبيرا لنا على اعتبار أن تأييد كل من أمريكا وروسيا لمعركتنا يعني أساسا أنها معركة ضد الإرهاب، معركة ضد الإخوان، معركة ضد "داعش" و"القاعدة"، معركة ضد الدول التي تدعم وتمول الإرهاب".

من جانب آخر، قتل خالد باكير أحد عناصر شورى بنغازي الإرهابي، مساء الخميس الماضي، إثر قصف على إحدى التمركزات في العاصمة. خالد هو شقيق القيادي محمد باكير الشهير بالنحلة الذي قتل في مصراتة منذ مدة بعد القبض عليه من قبل جهاز مكافحة الجريمة.

باكير عرف عنه موالاته لتنظيم أنصار الشريعة الإرهابي الذي نشأ بعد فبراير وتم وأده في بنغازي، إضافة إلى أنه شقيق أحد قادة شورى بنغازي محمد باكير الشهير بالنحلة والذي قتل في مدينة مصراتة بعد أن تم القبض عليه من قبل مكافحة الجريمة بالمدنية.

وفي ظل الغموض الذي يعتري المعركة والطرف الذي سيحسمها تتضح حقيقة جلية وهي وجود التنظيمات الإرهابية التي تقاتل في طرابلس الأمر الذي يعزز من التقارير التي أفادت بوجودهم منذ بدء الاشتباكات جنوب طرابلس.

في ذات الإطار،اتهم اللواء خيري التميمي، مدير مكتب قائد الجيش الوطني الليبي، حكومة الوفاق الليبية بأنها أعطت شرعية لميليشيات مسلحة مجرمة كانت في السجون، مؤكدًا أن هناك دولًا أخرى استغلت العبث المنتشر في ليبيا لضرب الأمن القومي، مضيفًا أن من مصالح بعض الدول التي تدعم الميليشيات وحكومة الوفاق الوطني التي يقودها فايز السراج أن "تبقى ليبيا بيت المال للحركات الإسلامية المتطرفة".

وقال في حوار تلفزيوني أجراه خلال زيارته إلى روسيا، الأربعاء24 أفريل، إن الجيش الوطني الليبي يخوض حربًا ضد التنظيمات الإرهابية منذ أكثر من 5 سنوات، وتمكنت القوات المسلحة من تحرير مدينة بنغازي، والمناطق النفطية، ودرنة، وهي تسعى لتحرير المناطق الغربية.

وبيّن أن حكومة الوفاق المنبثقة عن اتفاق سياسي في نهاية العام 2015، كانت تسيطر على غرب ليبيا، لكنها فشلت في إعادة الأمن والاستقرار في مناطق سيطرتها، وجعلت طرابلس رهينة لميليشيات متطرفة من القاعدة وجماعة الإخوان.

من جانبه، رسم موقع بلومبيرج الأمريكي خريطة شارحة، قال إنها دول يُرجّح عودة تنظيم داعش إليها؛ فظهر اسم ليبيا من بين الدول التي يمكن للتنظيم أن يعود إليها في أي وقت، فيما يربط التقرير الذي بدا لافتًا بين غياب الاستقرار السياسي في الدول التي وردت في التقرير والعودة التدريجية للتنظيم الذي يؤكد التقرير أنه فَقَدَ العديد من قدراته وإمكانياته التي تتيح له العودة بالصورة التي عرفها العالم قبل سنوات.

وبحسب التقرير فإن الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر قد ألحق هزيمة بتنظيم داعش ومجموعات إرهابية أخرى في عدة مدن ليبية، لكنه يعتقد أن هذه الهزيمة لم تكن تامة وكاملة، بالنظر إلى غياب الاستقرار السياسي، وضعف الأوضاع الأمنية التي يمكن أن تُشكّل لعناصر تنظيم داعش الفارة من مصر وتونس والعراق وسوريا نقطة جذب إلى ليبيا مجددًا.