ينتظر الجزائريون ان يفي الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي انتخب الخميس لولاية رابعة، بوعده تسليم السلطة للاجيال الجديدة، لكن الشباب الذين يشكلون اغلبية في البلاد يشكون في حدوث ذلك.

ويقول النائب المعارض كمال (36 عاما) في لهجة لا تخلو من شك “بوتفليقة مسكون بحب السلطة. ولن يقبل جيله ابدا الانسحاب لترك المجال للشبان، ووعده بتسليمهم المشعل ليس سوى ذر للرماد في العيون”.

وخلال حملته الانتخابية التي لم يقم بها شخصيا كرر مبعوثوه في التجمعات الانتخابية التاكيد على رغبته في ادخال عنصر الشباب في الطبقة السياسية ولكن ايضا داخل الحاشية من التكنوقراط والعسكر.

وقال مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال ان رئيس الدولة سيسلم السلطة للجيل الذي ولد بعد الاستقلال في 1962 في هذا البلد الذي تجاوز اهم قادته السبعين.

لكن الوعد يثير شكوكا كما لاحظت صحيفة “لو كوتديان دوران” التي كتبت ان “البوتفليقية فازت” مع نتائج اقتراع الخميس واصفة الظاهرة بانها ترجمة ل “خوف من المستقبل ومن التحرك” وانعكاس “لجمود محبب” يستمر بفعل نفقات اجتماعية هائلة.

واضافت الصحيفة انه مع هذا الفوز “خسرنا فرصة انتقال جميل وقطيعة ناعمة نحن نؤجل المستقبل”.

من جهته قال المحلل رشيد قريم انه “لا يرى الشباب يبرزون في النظام الحالي” واضاف منتقدا “من الواضح ان اعادة انتخاب بوتفليقة تكرس الاستمرارية”.

وايده المحلل رشيد تلمساني الذي قال ان “التجديد لبوتفليقة سيكرس ترسيخ الامر الواقع″.

لكن “عليه بالتاكيد ان يقوم بمراجعة الدستور” الذي ترتهن خطوطه الكبرى الى “صفقة ابرمت بين مختلف مراكز قوى النظام” بشان ترشيح بوتفليقة لولاية رابعة.

واضاف تلمساني “بوتفليقة مريض ولا يمكنه ادارة البلاد. وبعد اعادة انتخابه فان الجزائر اصبحت بين يدي مراكز القوى التي اتخذت البلاد رهينة منذ مرضه” في نيسان 2013.

وكرر مبعوثو بوتفليقة اثناء الحملة الانتخابية شعارات تقدمه في صورة المنقذ الاشبه بالمقدس.

وقال وزير الداخلية طيب بلعيز لدى اعلانه النتائج الجمعة في حماس ان بوتفليقة “رفع الجزائر الى السماء السابعة والثامنة ان كانت هناك ثامنة”. اما سلال فقال مرارا ان بوتفليقة “اخرج الجزائر من الظلمات الى النور”.

واطلق متصفحون على الانترنت مسابقة “الشيتة (فرشاة الاحذية) الذهبية” لمكافأة اشد انصار بوتفليقة تملقا.

وتقول زاهية (34 عاما) الطبيبة في مستشفى عام انه مع مثل هذه التصريحات “ليس هناك اي امل في ان يتغير النظام الذي اقيم منذ الاستقلال خلال ولاية واحدة”.

واضافت “نحتاج الكثير من السنوات لاقتلاع هذا النظام” معتبرة ان التغيير كان يجب ان يبدا “بانتخاب رجل ليس مسنا كثيرا ويملك كامل لياقته البدنية (وليس) بوتفليقة المسن والمريض جدا”.

 وراى المحلل السياسي شفيق مصباح الذي كان ضابط مخابرات سابق ان يوتفليقة “اراد اللعب على مشاعر الجزائريين الذين يأخذون بخاطر المريض”.

واضاف ان رئيس الدولة لم يهتم للاثر المدمر لهذه الصورة في الخارج.

وانتخب بوتفليقة (77 عاما) الذي يحكم البلاد منذ 15 عاما رغم مرضه، رئيسا لولاية رابعة منذ الدورة الاولى الخميس وبنسبة بلغت 81,53 بالمئة من الاصوات.