إثر فشل المساعي الخارجية في إيجاد مخرج للأزمة إذ فشل مؤتمر باريس في تنفيذ أجنداته الرامية بتنظيم إنتخابات هذه السنة فضلا عن فشل باليرمو السريع الذي لم يفرز خارطة طريق واضحة بعد أن إستغرق تنظيمه أشهر طويلة،بدأت التحضيرات الفعلية لإقامة الملتقى الوطني الجامع بأمل أن يحمل في طياته حلولا ليبية ليبية فهل تنجح هذه الخطوة بعد توالي المحاولات منذ 2011؟

تحركات أممية

بدأت تحركات رئيس البعثة الأممية في ليبيا، غسان سلامة، بشكل فعلي للإعداد للملتقى الوطني الجامع، بل والإعلان عن أهدافه، لا سيما بعد لقائه رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، يوم الإثنين من الأسبوع الماضي، وقيادات بارزة في مدينة ترهونة السبت.

يمثّل هذا الملتقى البند الثاني في الخطة الأممية التي أعلن عنها سلامة في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، ومن المقرر أن يجمع الملتقى شرائح وأطيافا ليبية واسعة، من الأحزاب والممثلين الاجتماعيين والقبليين والسياسيين، لا سيما غير الممثلين في الأجسام السياسية الحالية، كخطوة لسد الفراغ الذي قد يتركه عدم توافق الأطراف السياسية الحالية على صيغة للحل السياسي، قبيل وصول ليبيا إلى مرحلة انتخابات رئاسية وبرلمانية.

وأعلن سلامة خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن الدولي، في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، عن تعديل في خطته الأممية، مؤكداً أن الملتقى سيُعقد مطلع العام المقبل

كما حددت البعثة الأممية أجندة الملتقى، في بيان لها عقب لقاء سلامة مع المشري الإثنين، بأنه سيركز على عدد من النقاط، أهمها مشروع الدستور والترتيبات الأمنية ومشروع قانون الانتخابات

وجاءت زيارة سلامة إلى ترهونة ولقاؤه عدداً من قياداتها، في سياق التحضير للملتقى، إذ أشارت البعثة إلى أنه أكد لقيادات المنطقة أن الملتقى سيتيح لليبيين الوصول إلى قرارات بشأن موعد الانتخابات ووضع إطار دستوري لها، كما أنه يتضمن الاتفاق على آلية لحسن توزيع الموارد بين الليبيين.

يرى مراقبون أن هذه الخطوة مردّها إيمان البعثة الأممية أن لا حلول ممكنة للمشهد الليبي تأتي من وراء البحار أي أنه يجب تعقد توافقات بين أبناء البلد داخل البلد.

دعم دولي

رحبت مجموعة من الدول بخطوة عقد الملتقى الوطني إذ قال السفير الألماني لدى طرابلس، أوليفر أوفكازا، إنه لا يمكن حل الأزمة الليبية من خلال حدث أو اجتماع واحد.

وشدد السفير الألماني، عبر صفحته على "تويتر"، أن استضافة إيطاليا لمؤتمر باليرمو يستحق الذكر للسبيين، تمثل الأول في أنه جمع الأطراف الليبية والدولية المعنية.

وعن السبب الثاني، أوضح: "تأييد خطة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برئاسة غسان سلامة والمتمثلة في انعقاد المؤتمر الوطني الشامل وهذا ما تدعمه ألمانيا".

فيما أعرب نائب وزير الخارجية الأمريكي، ديفيد ساترفيلد دعم بلاده للملتقى الوطني باعتباره عملية يقودها ويمسك بزمامها الليبيون، وإجراء انتخابات ذات مصداقية.

تعتبر ألمانيا و أمريكا دولتان لا تتدخلان بشكل مباشر في الشأن الليبي خاصة خلال الفترة الأخيرة إذ لم تدخل بشكل مباشر في دائرة الصراع الفرنسي الإيطالي إذ دأبت على الدفع نحو الحل السياسي و هو مؤشر على عدم رضا على ما أفرزته السياسة الغربية منذ 2011 التي دعمت عناصر مدمرة تحت شعار نشر الديمقراطية و حقوق الإنسان.