بعد أيام من بداية عملية طرابلس من قبل الجيش الليبي، لم تقدّم الولايات المتحدة الأمريكية موقفا واضحا من المستجدات الطارئة بالبلاد، وهو مسار انتهجه دونالد ترامب منذ وصوله للبيت الأبيض يفسر باتعاظ أمريكا من مستنقع التدخل المباشر.

إلا أن البيت الأبيض قال اليوم الجمعة في بيان إن الرئيس دونالد ترامب تحدث هاتفيا مع اللواء المتقاعد خليفة حفتر يوم الاثنين، مضيفا أن الحديث بينهما تناول "الجهود الجارية لمكافحة الإرهاب والحاجة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا". وجاء في البيان أن ترامب "أقر بدور المشير (حفتر) الجوهري في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية، وتناولا رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر".

في هذا الصدد قال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن محورية دور المشير خليفة حفتر في الحرب ضد الإرهاب، سيكون له تأثير إيجابي في المعارك ضد التنظيمات الإرهابية.

وأضاف المسماري في تصريحات لشبكة "سكاي نيوز عربية"، أن تصريحات ترامب يدل على قناعة الولايات المتحدة بالدور المحوري للجيش الليبي في الحرب ضد الإرهاب.

وأكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أن هناك قناعة دولية بأهمية دور الجيش الليبي في القضاء على التنظيمات الإرهابية، معبرًا عن الارتياح الكبير بالموقف الدولي لمنع إصدار قرار في مجلس الأمن ضد عملية طرابلس. وقد سبق أن أصدرت السفارة الأمريكية في ليبيا، بيانا يوم الثامن من أفريل الجاري، تؤكد فيه من جديد على أنه "لا يوجد حل عسكري للصراع في ليبيا".

وشددت عبر حسابها الرسمي على موقع "تويتر"، على أن "الحل السياسي هو الطريقة الوحيدة لتوحيد البلاد وتقديم خطة لتوفير الأمن والاستقرار والازدهار لجميع الليبيين".

وحثت السفارة الأمريكية لدى ليبيا في تغريدة ثانية "جميع الأطراف على وقف التوتر على الفور"، كما أكدت أنها "تقف إلى جانب بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في دعوتها إلى هدنة إنسانية للسماح لخدمات الطوارئ بالوصول إلى المدنيين المصابين".

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية، إحدى أبرز القوى الدولية المتواجدة في الساحة الليبية، حيث كانت على رأس قوات حلف الناتو التي قصفت ليبيا في العام 2011.

لكن الحال تغير تمامًا بعد أبريل من نفس العام عندما قتل السفير الأمريكي في هجوم جماعة أنصار الشريعة على القنصلية الأمريكية في بنغازي، بعدها تم نقل السفارة وباتت تعمل من تونس، وأرخت أمريكا الحبل للدول الأوروبية الثلاث المؤثرة في الملف الليبي، وهي فرنسا وإيطاليا وبريطانيا، لقيادة الملف الليبي وأقتصر دورها على الضربات الجوية للتجمعات الإرهابية.

يرى مراقبون أن ما يفهم من موقف ترامب أنه يدعم الطرف القوي في الساحة الليبية و هذا منهج إتبعته السياسة الأمريكية منذ وصول الرئيس الحالي للحكم إذ التزمت الإدارة الأميركية الجديدة الصمت حيال ما يحدث في ليبيا، وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب،  في أبريل 2017، إنه لا يعتقد أن على الولايات المتحدة مواصلة القيام بدور في تحقيق الاستقرار في ليبيا و هو نفس الموقف الذي انتهجه حيال الملف السوري حيث خفت حماس الأمريكيين للتغيير بعد توضح سيطرة النظام شبه الكلية.