يبدو أن حزب الحركة الدستورية في تونس ، الذي يقوده الدكتور حامد القروي الوزير الاول في عهد الرئيس بن علي ، مقبل على موجة من الاستقالات في هياكله القيادية والوسطى في فترة تستعد فيها كل الأحزاب التونسية للاستحقاقات الانتخابية المرتقبة وتحتاج فيها الى تعبئة قواعدها ودعم حظوظها في الفوز ٠

فبعد استقالة الأمين العام عبد الجليل الزدام قبل يومين ، والذي يحظى باحترام القواعد التجمعية التي تمثل العمود الفقري للحزب ، اعلن القيادي الشاب أسامة محمد عضو المكتب التنفيذي المكلف بالمهجر والتونسيين بالخارج وعضو الهيئة السياسية عن استقالته ، وهي استقالة ستتبعها استقالات أخرى حسب ما أكدته مصادر موثوق بصحتها داخل الحزب مرجحة أن تأتي الاستقالة القادمة من شكري عبدة، وهو من القيادات الشبابية للحزب ومن الشخصيات التي كانت مؤثرة في الحزب الحاكم خلال العهد السابق٠

من جهة أخرى ألمحت قيادات في الحزب الى وجود عناصر مقربة من الدكتور حامد القروي ، الذي يحوز على احترام الجميع ، تؤثر على القرارات الهامة في الحزب وتحاول أن تكون فاعلة رغم أن أغلبها ليست لها صفة في قيادة الحزب ٠

ووفق ذات المصادر فان موجة استقالات قد تآتي خلال الأيام القادمة وقد تضرب بعض قيادات الهيئة السياسية ، التي تضم قرابة ثمانين اطارا ، وبعض القيادات الجهوية في مختلف محافظات البلاد ٠

ومن المنتظر أن يعقد الحزب ، غداً السبت اجتماعا لقياداته العليا للنظر في مسألة الاستقالات والعمل على تطويقها قبل استفحالها ومحاولة إقناع المستقبلين بالتراجع ، رغم أن ان مصادرنا تؤكد أن الزدام وأسامة محمد قررا عدم الحضور في هذه الجلسة ٠

وكان حزب الحركة الدستورية الذي فشل في توحيد الأحزاب ذات المرجعيات الدستورية والتجمعية دعم حظوظه في الانتخابات القادمة بعد رفض قانون العزل السياسي وهو ما جعله يفكر في تقديم مرشح عنه الى الانتخابات الرئاسية خاصة اذا اتفق الفرقاء السياسيون على إجرائها قبل البرلمانية