رحّبت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، الجمعة، باعتقال آمر خفر السواحل الغربية بحكومة الوفاق، عبدالرحمن ميلاد الملقب بـ “البيدجا” من قبل وزارة الداخلية بتهمة تهريب البشر والوقود.
وذكرت السفارة، في تغريدة على تويتر، أن “السفير نورلاند اتصل بالوزير باشاغا اليوم لتهنئة السلطات الليبية على هذا الاعتقال المهم”.
ولفتت السفارة، إلى دعم الولايات المتحدة للجهود الليبية لتعزيز سيادة القانون ووقف التهريب غير المشروع ومكافحة الفساد.
كما رحبت بعثتا الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أمس، بتوقيف الحكومة المجرم الدولي عبد الرحمن ميلاد، الشهير باسم "البيدجا"، معتبرة ذلك خطوة مهمة لضمان العدالة في البلاد. جاء ذلك وفق بيانين منفصلين، عقب يومين على إعلان وزارة الداخلية الليبية، توقيف "البيدجا" لقيامه برفقة آخرين بـ"الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والوقود". وذكر حساب البعثة الأوروبية على تويتر: "حدثان هامان لمستقبل ليبيا في الساعات القليلة الماضية". وأضافت موضحة: "اعتقال البيدجا المتهم بالاتجار بالبشر، وإدراج (رجل الأعمال الروسي) يفغيني بريغوزين في إطار نظام عقوبات مجلس الاتحاد الأوروبي".
و هنأت فرنسا وزارة الداخلية بحكومة الوفاق على الإطاحة به .وقالت السفارة الفرنسية في ليبيا إنها تهنئ وزارة الداخلية الليبية بإلقائها القبض على المدعو عبد الرحمان ميلاد، تنفيذا لقرارات القضاء الليبي ولجنة العقوبات في مجلس الأمن للأمم المتحدة ،معتبرة في بيان أن «محاربة جرائم الاتجار بالبشر ضرورية في ليبيا وفي العالم».
وبدورها  رحبت البعثة الأممية في ليبيا باعتقال "البيدجا"، وقالت إن هذا المتهم "مدرج على لائحة لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي منذ يونيو 2018، لضلوعه في الاتجار بالبشر وتهريب الوقود في ليبيا". وأوضحت أن "اسم المتهم ورد في نشرة خاصة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) وفي أمر اعتقال صادر في أبريل 2019 عن مكتب النائب العام في طرابلس بتهمة الاتجار بالبشر وتهريب الوقود".
ووصف البيان، توقيف الحكومة الليبية لهذا المتهم بـ"خطوة هامة نحو ضمان العدالة لآلاف من الفئات المستضعفة، من الليبيين والمهاجرين على حد سواء، وتعزيز احترام حقوق الإنسان في ليبيا". كما دعت البعثة الأممية إلى "ضرورة إجراء محاكمة عادلة وشفافة وسريعة لهذا المتهم وجميع الأفراد المحتجزين حاليا في الحبس الاحتياطي"، بحسب البيان ذاته. والأربعاء، أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الليبية (المعترف بها دوليا)، توقيف ميلاد في طرابلس.
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس ليل الأربعاء \ الخميس اشتباكات عنيفة بين عدد من الميلشيات بعد الإعلان عن اعتقال أبرز أباطرة الإتجار بالبشر وتهريب النفط ، والمطلوب من قبل لجنة العقوبات بمجلس الأمن والشرطة الدولية ،
وأكد وزير الدفاع المفوض بحكومة الوفاق صلاح الدين النمروش أنه أمر المدعي العسكري العام خالد سليمان بإعداد تقرير مفصل عن الأحداث التي جرت في طرابلس عقب اعتقال عبد الرحمان ميلاد المعروف محليا باسم « البيدجا » ، وأصدر تعليماته الى ما وصفها بالتشكيلات والكتائب المسلحة التابعة لوزارته بالعودة إلى مقراتها فورا.
وجاء هذا القرار ، بعد مواجهات مسلحة شهدتها ضاحية غوط الشعال بين ميلشيات من طرابلس وأخرى وصلت من مدينة الزاوية ( 50 كلم الى الغرب من العاصمة )  للرد على اعتقال «البيدجا» ،
وقال أعيان ووجهاء مدينة الزاوية التي ينتمي إليها «البيدجا» أنهم أعطوا سلطات الوفاق مهلة يوم واحد لإطلاق سراحه ، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة ، وفق بيان لهم ، فيما أكدت مصادر من داخل المدينة أن محتجين على اعتقال المهرب الكبير ، قرروا غلق مصفاة الزاوية لتكرير النفط وخط الغاز المغذي لشركة الكهرباء ،
وتعتبر مصفاة الزاوية الأكبر من نوعها في غرب البلاد ، وتقوم يوميا بتكرير 120 آلف برميل من النفط الخام ، يذهب أغلبه لجيوب المهربين وعلى رأسهم « البيدجا » الذي يتزعم الميلشيات المسيطرة عليها
 وتخشى مصادر محلية من أن نشوب حرب دامية بين ميلشيات الزاوية وأخرى تابعة لوزارة الداخلية من بينها مليشيات قادمة من مصراتة
وترجح المصادر أن يكون الهدف من اعتقال « البيدجا » التستر على المعلومات التي يملكها حول تورط جهات مهمة من الداخل والخارج في نهب ثروات الشعب الليبي والإتجار بالنفط المهرب والبشر ، معتبرة إياه مجرد واجهة لعصابات كبرى ذات نفوذ سياسي سواء في ليبيا أو دول الجوار تحاول طمس حقيقتها مع بوادر الإعلان عن حل الأزمة السياسية في البلاد
وكانت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، أعلنت مساء الأربعاء الماضي عن اعتقال ـ«البيدجا»، بناء على التحقيقات التي يجريها مكتب النائب العام وعلى أمر الضبط والإحضار بحقه، فضلا عن صدور نشرة خاصة من منظمة الشرطة الدولية « الأنتربول »، وبناء على طلب لجنة العقوبات بمجلس الأمن،
 وقالت الوزارة إنه بعد البحث والتحري وجمع المعلومات، تمكنت مديرية أمن طرابلس من ضبط المعني وإبلاغ مكتب النائب العام، لاتخاذ الإجراءات القانونية حياله، وما زال البحث جاريا لضبط وإحضار باقي المتهمين ،مؤكدة  أنها ستعمل بكل حزم وجد لتطبيق القانون على الجميع، وبأن «يد العدالة ستطال جميع المطلوبين»، وفق نص بيان صادر عنها
وفي 23 أبريل الماضي، وجه رئيس قسم التحقيقات بمكتب النائب العام، الصديق الصور، رؤساء جهاز المخابرات والمباحث الجنائية والأمن الداخلي والردع لمكافحة الجريمة المنظمة والإرهاب، بتكثيف عمليات البحث والتحري عن عبد الرحمن سالم ميلاد الملقب بـ«البيدجا» وإلقاء القبض عليه لتورطه في تهريب الوقود.
 وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، ، عن ترحيبها بإعلان وزارة الداخلية بحكومة الوفاق القبض على” البيدجا” ، وأعربت عن امنياتها بأن يتم ضبط وملاحقة كل المتهمين في تهريب الوقود وتعطيل المنشآت النفطية.
وقال رئيسها مصطفى صنع الله أن « المؤسسة الوطنية للنفط طالبت بملاحقته جنائيا نظير ما ارتكبه»
وسبق أن ورد اسم “البيدجا” في تقرير أممي، حيث تم وصفه بأنه مهرب بشر عنيف يتحمل المسؤولية عن حالات إطلاق الرصاص في البحر، ويتزعم عصابة إجرامية تنشط في منطقة الزاوية شمال غربي طرابلس.
وكشف التقرير الصادر عن مجلس الأمن في يونيو 2018، أن «البيدجا » زعيم أخطر عصابة تهريب بشر في ليبيا، متورطة في تعذيب المهاجرين وارتكاب انتهاكات بحقوق الإنسان، وأعلن بمقتضى ذلك فرض عقوبات عليه.
لكن “البيدجا” الذي يحمل رتبة ملازم في وزارة الداخلية ، كان الى حين اعتقاله يقدم نفسه على أنه قائد وحدة لخفر السواحل بمدينة الزاوية تقوم بمكافحة الهجرة غير الشرعية،
وقال مجلس الأمن الدولي إن وحدة عبد الرحمن ميلاد : “ارتبطت باستمرار بالعنف ضد المهاجرين، ومهربي البشر الآخرين”، و”كان له دور مباشر في إغراق مراكب للمهاجرين باستخدام أسلحة نارية”.
ترحيب فرنسي والصحافة الإيطالية تكشف
وإعتبرت الصحافة الإيطالية أن القبض على « البيدجا » يعتبر حدثا مهما في مواجهة عصابات التهريب والإتجار بالبشر ، وقالت صحيفة “الفاتو كوتيديانو”  “إن البيدجا  كان أحد زعماء مافيا التهريب الذين شاركوا في عام 2017 في اجتماع المنظمة الدولية للهجرة في إيطاليا، وقدم نفسه كممثل لخفر السواحل الليبي”، مشيرة إلى أن “الاجتماع نفسه شارك فيه مسؤولون إيطاليون أيضًا” ، وأضافت ” أن “الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية في لاهاي وجهتا له اتهامات بالتورط في جرائم ضد الإنسانية، لكونه أحد المنظمين الرئيسيين لتهريب المهاجرين والاتجار بالبشر في ليبيا”، واصفة إياه  بأنه “أحد أكثر المتاجرين بالبشر وحشية في ليبيا، وسيد الحياة والموت في معسكرات احتجازهم”، لافتة إلى أنه يشتبه في أنه أغرق عشرات الأشخاص وأنه يرأس مافيا تشعبت في كل القطاعات السياسية والاقتصادية في منطقة الزاوية.
ويرى المراقبون أن حادثة إعتقال البيدجا تمثل تحولا في غرب ليبيا يصب في مصلحة وزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا الذي يقدم نفسه للغرب على أنه صاحب مبادرة حل الميلشيات ومكافحة الإرهاب والتهريب
ويضيف المراقبون أن الحادثة جاءت في ظل تكثيف التحركات السياسية بين طرابلس ومالطا التي قدمت لحكومة الوفاق ملفا عن المافيا المتخصصة في الإتجار بالبشر وتهريب النفط وعلى رأسها البيدجا والتي لديها عدد من الفروع في دول الجوار
وفي أغسطس الماضي طلبت وزارة الشؤون الخارجية في فاليتا،  من الشرطة المالطية التحقيق مع المسؤول السابق في رئاسة مجلس الوزراء المالطي، نيفيل غافا، المتهم بتهديد الصحفي الإيطالي في صحيفة “أفينييري” نيلو سكافو. وكشفت صحيفة نيوزبوك المالطية، ي أن مديرية تحقيقات الشرطة استجوبت غافا.
وقال موقع «أرتيكولو 21» الإيطالي في تقرير له،“رداً على تغريدة من الصحفي الإيطالي سكافو، كتب غافا: أوقف عملك القذر. إذا لم تفعل، فنحن سوف نوقفك، كما تم توجيه تعليق إلى المنظمتين الإنسانيتين «آلارم فون» و«ميديتيرانيا سايفين هيومانز». وعندما سأل سكافو غافا عمن يقصد به «نحن»، لم يجب” ،مشيرت الى أنه و “بعد الأنباء التي كشفت عن لقاء في كارا دي مينيو في جزيرة صقلية الإيطالية، بين مهرب البشر الليبي «البيدجا» ووفد من الحكومة الإيطالية للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين من الدولة الواقعة في شمال إفريقيا (الاجتماع حدث في مايو 2017)، نشرت صحيفة «أفينييري» الإيطالية سلسلة من الاستفسارات الأخرى على توافد المهاجرين، بما في ذلك ما يخص جزيرة مالطا”.
ووفق مصادر مطلعة ، فإن مالطا تعتبر حاليا جزءا من المحور المعلن بين حكومة الوفاق وتركيا وهي الأقرب في علاقاتها مع نظام أردوغان من إيطاليا التي تنافسها على ذلك ودلكن دون جدوى