تحارب فرنسا الإرهاب في أفغانستان و في مالي، في حين يوجد على أراضيها رجال و نساء أكثر خطورة و سرية، يحضرون بدقة كبيرة لضرب أهداف حيوية في باريس و مرسيليسا و ليون و مدن أخرى، في الوقت المناسب. هذا الكتاب/التحقيق يكشف الخطر الذي يهدد فرنسا من الداخل.  الخطر محدق و لا مسؤول بعد اليوم يمكنه التعلل بعبارة  " لم أكن أعلم ".

هل ستزرع القاعدة الرعب قريبا في قلوب الفرنسيين؟

أعترف بأنني كنت سأضحك و أسخر من تساؤل كهذا قبل أن اطّلع على هذا الكتاب و الذي هو في اعتقادي أهم كتاب صدر حول تسلل تنظيم القاعدة إلى التراب الفرنسي. فلئن بات شبه مؤكد ومنذ سنوات أن التنظيم متغلغل كفكر بين شبان من أصول عربية و إفريقية و حتى أوروبية، فإن كتاب صامويل لوران " تنظيم القاعدة في فرنسا / الكشف عن شبكات مستعدة للاعتداء" (منشورات لوساي 2014)، لا يكتفي باقتفاء أثر مجموعات ثرثارة و أفراد يتسابقون على الإدلاء بتصريحات نارية كلما سنحت لهم فرصة الحديث إلى وسيلة إعلامية، ليهددوا و يتبجحوا بإمكانية فرضهم للشريعة في فرنسا بعد سنوات قليلة .. حتى أصبحوا موضوع سخرية ليس بالنسبة للفرنسيين بل حتى بالنسبة للعرب المقيمين هنا، بل يذهب صامويل لوران إلى أبعد من ذلك بكثير إذ يصل إلى قلب القاعدة في فرنسا. و على رغم الجريمة البشعة التي ارتكبها المتطرف محمد مراح منذ سنة و نيف و غيرها من الاعتداءات الأخرى، يتفق جل المتابعين لمسألة الإرهاب و التطرف الديني  في فرنسا أن كل ذلك من ارتكاب خلايا صغيرة لا علاقة تنظيمية لها بالقاعدة أو هي أعمال عنف يقوم بها شبان  معزولون ، "ذئاب معزولة" ، غير مهيكلة. و على الرغم أيضا من تصريحات كثيرة حول إمكانية نقل التنظيمات المتطرفة و على رأسها القاعدة لعملياتها الإرهابية إلى داخل فرنسا و الحديث عن إحباط محاولة لتفجير برج إيفل  و متحف اللوفر  و حتى  مفاعل نووي فرنسي  كما تقول جريدة 'ديلى تليغراف'، و على رغم تحذيرات رئيس وحدة تنسيق مكافحة الإرهاب في فرنسا لوك غانيير، يبقى  كل هذا مجرد تخمينات لا تستند إلى وقائع مثبتة قبل صدور هذا الكتاب الذي بين أيدينا.

بحثا  عن الخلايا النائمة

يقع الكتاب في 426 صفحة من الحجم الكبير، يسرد فيه الكاتب رحلة بحثه عن الخلايا الإرهابية النائمة في فرنسا والتابعة لتنظيم القاعدة. و لكن من أين تبدأ الحكاية؟ من فرضية احتمال عودة جهاديين فرنسيين من سوريا إلى بلدهم و تشكيل تنظيم إرهابي قد يشرع في القيام بعمليات عنف و تدمير داخل الأراضي الفرنسية في مستقبل قريب، باعتبار أن عدد الجهاديين الفرنسيين الموجودين في سوريا قد قارب الــ 800، حسب مصادر الداخلية الفرنسية نفسها. و بما أن الكاتب خاض تجارب مع الحركات الأصولية العنيفة محاولا التعرف على ممارساتها عن قرب، فقد نال ثقة الكثير من زعمائها في كل من ليبيا و كذلك  العراق حيث تعرف على أصدقاء الزرقاوي  ثم  على بعض رؤوس داعش  و جبهة النصرة و المهاجرين الخ، كما يروي في مقدمة كتابه.

رجل المهمات الصعبة

يقدم صاموييل لوران نفسه كمستشار دولي في قضايا الشرق الأوسط  يحاول أن يفهم أهداف الإسلاميين من خلال الحديث معهم و معايشتهم و مراقبة ممارساتهم  دون الحكم عليهم  أو معاداتهم و ليس كصحفي يبحث عن السبق بأي ثمن و ربما هذا ما سهل أموره بين شعاب التنظيمات الأصولية. هو رجل ميدان يجوب منذ سنوات المناطق التي تسيطر عليها القاعدة و لذلك فهو يحظى باحترام و له علاقات لا مثيل لها داخل تنظيم القاعدة و غيره من الجماعات المتطرفة. و كان كتابه " ساحلستان/ميادين الجهاد الجديدة " الصادر سنة 2013  بمثابة التمهيد للــ " القاعدة في فرنسا". لقد تعرف و هو ينجز كتابه الأول على الأخطار الإرهابية التي خلفها سقوط نظام القذافي على منطقة الساحل كلها، و هناك ربط علاقات يسرت له مواصلة التحقيق و الانتقال من بلد إلى آخر و الإقامة بين ظهراني الجهاديين و يخاطر بحياته أحيانا كثيرة.

متسلحا بكل هذا ، كان من غير المنتظر من هذا المحقق المغامر أن يبقى في باريس يترقب العائدين من الجهاد السوري ليسألهم و يتعرف على نواياهم ، بل عزم على شد الرحال إلى أرض 'الجهاد' ، ليقف على تجربة مواطنيه الفرنسيين عن كثب ، على جبهة النار ، و يعيش معهم عله يجد ما يؤكد فرضيته السابقة الذكر  أو ينفيها.  

رحلة في أعماق الإسلاموية  

يسافر معه القارئ في رحلة أهوال و أخطار وجنون إلى ليبيا و لبنان و العراق و هولندا و بريطانيا و تركيا و الصومال و سوريا بطبيعة الحال. يتعرف فيها  القارئ على نماذج جهادوية غريبة الأطوار  و يقف على الفوضى و العنف و العلاقات المسمومة بين الجماعات الجهادية المتناحرة. و يقف القارئ عن قرب على  حياة و مسار شبان فرنسيين ضائعين في أرض حلمهم ، فمنهم من اصطدم بالواقع فلم يعد يفكر سوى في العودة إلى الديار و منهم من يستغل و يهمش بل و يمنع من المغادرة و يعيش في وضع مأساوي إذ لا يثق به الجهاديون السوريون أبدا. في هذا الجزء من الكتاب معايشة لما يسمى بالجهاد في سوريا و الذي هو في النهاية اقتتال بين الفصائل الجهادية أكثر مما هو قتال ضد جيش بشار الأسد.

فرنسا  على فوهة بركان

و لكن عند حدود الصفحة 331 يأخذ الكتاب منحى آخر يسيل العرق البارد، فتحت عنوان " القاعدة في فرنسا" يدخلنا في فصل مرعب إذ لم يعد الأمر تحليلا أو تخمينا أو تحذيرا بل نحن في ضيافة تنظيم القاعدة ذاته.

في مكان ما في الصومال يتدرب جهاديون فرنسيون في مركز تكوين خاص بالقاعدة  و لكن  ليس للذهاب للجهاد في سوريا أو أفغانستان فهم خبروا الحرب و الإرهاب و القتل منذ سنوات..هم هنا يتدربون على العودة إلى الحياة المدنية العادية و يستعدون للعودة إلى بلادهم فرنسا من أجل مهمة خطيرة و سرية جدا، هي الذوبان في المجتمع الفرنسي من جديد و كأن شيئا لم يكن في انتظار ما تقرر القاعدة و تأمر. تمكن صامويل من الوصول حتى هذا المركز لمقابلة أبي يوسف المشرف على هذه المهمة و لكنه لم يفلح في مقابلة المتدربين، فالمسألة سرية و جدية للغاية. ولكن لم تذهب جهود سفر الكاتب سدى، فقد وعده أبو يوسف بتنظيم موعدا له مع أمير  القاعدة بفرنسا إذا قبلت قيادة التنظيم المركزية.

و جاءه الرد بعد أسابيع و تم لقاء أول مع أبي حسن في سرية و تحت شروط أمنية و اتصالية في غاية التحفظ لا داعي للدخول في تفاصيلها الهوليودية: تعصيب العينين، و غلق الأذنين بسماعات صارخة، التنقل بلباس عامل طلاء في سيارة لا نوافذ فيها.. مقابلة الأمير في منزل لا يمكن التعرف على المنطقة الموجود فيها لظروف التنقل التمويهية و المشددة..

حدث أمير القاعدة، قال

أبو حسن ، رجل في الستين من العمر، لا لحية طويلة و لا  قميص  أو  علامة سجود على الجبهة..لأول وهلة، هو رجل فرنسي ككل أبناء البلد، أنيق الهندام، و يتكلم فرنسية لا لكنة فيها رغم أصوله العربية...إنه أمير القاعدة في بلاد الإفرنج. 

قال  : "لقد قبلت هذا الموعد بتوصية من طارق، انهيت تحقيقي عنك منذ قليل و تبين أنه يمكن أن أثق بك إذ كثيرون من الذين يعرفونك من أصدقائنا ، يعتقدون أنك لا تخدع و لا تفشي سرا لا ينبغي أن يعرف..و لكنني رغم هذا أحذرك لتكون الأمور واضحة بيننا..أنت ليس منا،  و لست حتى مسلما ! و إذن لو خرجت كلمة من هنا بدون إذني،  و إذا لم أراجع الحوار قبل نشره.. سأقتل عائلتك ثم أقتلك.. و أنت تعرف جيدا طرقنا و تعرف بأننا لا نمزح. عما تبحث حقيقة؟  "   

_ إلى الآن أجهل كل شيء عن نشاطاتكم، و لذلك فمن الصعوبة أن أجيبك ؟ 

_ دعك من الحيلة فلا جدوى منها معي. لقد أمضيت أسابيع في سوريا تحت حماية جبهة النصرة. ووافق أبو يوسف على مقابلتك في الصومال بطلب من أصدقائنا. و إذن فأنت تعرف جيدا من نحن.

بدأ الأمير حواره شبه متشنج، و لكن سرعان ما تغير مزاجه و أصبح أكثر ثرثرة و لطفا و تمت لقاءات كثيرة متباعدة صرح فيها الأمير بكل ما  كان يريد أن يوصله إلى الرأي العام الفرنسي. و من جملة ما قال للكاتب  :

" لقد تغيرت الأمور، فلست هنا لأعاقبكم عن سياستكم الخارجية و إنما لأراقب و أوجه سياستكم الداخلية.. يرفض مسلمو فرنسا النظام الحالي و ينبغي أن يغيروه و سيغيرونه، و نحن نحضر للمعركة التي ستدور رحاها هنا، في بلدكم.. و ليس في الشرق الأوسط و لا في جبال أفغانستان.. و أقصد حربا تمس كل الفرنسيين، و ستكون بين الكفار و الأمة الإسلامية.  أملك تجربة كبيرة في العمل السري، فقبل أن أنضم إلى تنظيم القاعدة، تكونت في  جهاز مخابرات  فعال جدا.. يجب علينا أن نتحلى بالصبر : توطيد مكتسباتنا، توسيع شبكاتنا .. و شن هجمات في الوقت المناسب .. ما أنا بصدد تكوينه هنا يتجاوز أطار خلية بسيطة، تحت يدي قدرات بشرية نخبوية تمرست و اشتد عودها في وحدات جبهة النصرة ، ستصبح في غضون سنوات منظمة قوية جدا و مهيكلة بإحكام يستحيل اكتشافها أو اختراقها.. "

و يشرح الأمير طريقة اختيار العناصر التي تشكل الخلايا النائمة في فرنسا :

" نستبعد كل عنصر فظ و كل من أعماه حبه للجهاد و كل الذين لا يستطيعون أيجاد مكانا لهم في العالم الغربي.. في الصومال، نعلم عناصرنا الذين نزرعهم في فرنسا العيش من جديد جنبا إلى جنب مع أعدائهم، في مجتمع خلاعة و خمر  و فساد .. و سنأخذ الوقت الكافي لتغيير العناصر المنتقاة إلى جنود خفاء في قلب البلد الذي سيدمرون، بلدك فرنسا.. معهم تعليمات دقيقة و لكنهم  يجهلون كل شيء عن التنظيم . فهم لا يعرفونني و لا يعرفون حتى كيف يتصلون بأبي يوسف ، لا رقم هاتف بحوزتهم و لا اسم ، و لا اتصال.. للتمويه يمكنهم تناول الخمور و الإفطار في رمضان و نقد الإسلام الراديكالي علانية و تجنب مخالطة أبناء جاليتهم و الاقتراب من غير المسلمين.. تلك هي التقية يا صامويل ..فن الكتمان.."

و عن العمليات التي تنوي القاعدة ضربها في فرنسا يقول الأمير أنها تنقسم إلى ثلاثة أنواع : 

" أولا لدينا قائمة شخصيات يمكن ضربها في أية لحظة..لا تحتوي سوى على بعض العشرات من الأسماء لحد الآن..لدينا معلومات عن مكان عملها و مسكنها و عاداتها .. هي قائمة تتحسن و تكتمل باستمرار..رجال سياسة و صحفيون سيشكل اغتيالهم صدمة للمواطنين و يضمن تغطية إعلامية كبيرة جدا.. و لا نستثني اغتيال رئيس الجمهورية ذاته..

و ثانيا ضرب المباني التي  تشتغل فيها شخصيات ذات قيمة رمزية عظمى..

و ثالثا يتعلق الأمر بضربات واسعة من أجل قتل أكبر عدد ممكن من الناس بغض النظر عن القيمة الرمزية لهذه الهجمات و الخسائر التي ستنجم عنها .. إسقاط الطائرات..لدينا صواريخ أرض/جو قادرة على تحطيم طائرة ضخمة أثناء الإقلاع أو أثناء الهبوط .. و ليس لنا أدنى صعوبة في القيام بذلك..إضافة إلى العمل الانتحاري..سنهاجم القطارات السريعة بزرع الــ Yam-5 تحت السكك الحديدية "

و هذا الـ  Yam-5من أخطر وسائل التفجير الروسية و لو أنها قديمة ، تحتوي على 150 كلغ من المتفجرات يمكن تفعيلها عن بعد. و نظرا للخسائر التي تحدث، تشتهر بأنها " حقيبة الشيطان ". و تحدث الأمير عن أسلحة أخرى فتاكة تصل من الخارج بتمويل خواص من أصدقاء القاعدة  و حكومات من الشرق الأوسط  تشتري السلم و الضمانات من التنظيم .

"يجب أن أعترف بأنني أجد صعوبة كبيرة في تصديق ما أسمعه، هكذا يقول الكاتب لأمير القاعدة، و لا يمكنني أن أنشر في كتابي ما أسمع دون الوقوف على أدنى قرائن ملموسة.. مع الأسف لا يمكنني الاكتفاء بكلمات.. تقول بأن الأسلحة موجودة على التراب الفرنسي..  اتخذ كل الإجراءات الأمنية معي و قدم لي الدليل ..أريد فقط أن أتأكد."

" أتشاور مع قيادة التنظيم، وإذا وافقت سترى الأسلحة بأم عينك، يجيب الأمير."

و بعد أسبوعين يجد الكاتب نفسه في سيارة و هو مغمض العينين، سيارة تتجه إلى مكان ما تخفي فيه القاعدة ترسانة أسلحتها..تستغرق الرحلة الخطيرة أكثر من  8  ساعات.. و يشاهد صامويي ما لم يكن يتمنى كما يكتب هو نفسه...

ترسانة على مقربة من قصر الإليزيه

" في وسط المستودع، على يميني أشاهد قاذف كورنيت  H133 وهو مزود بصاروخ يبدو جاهزا للاستعمال. و يمكن لهذا النوع من السلاح أن يصيب هدفه على بعد أكثر من 5 كيلومتر و هو مجهز بنوعين من الذخيرة، الأولى تخترق المدرعات و تخرب حجرة قائدها بتفعيلها  للصاروخ  المخفي  لحظة الإصابة. كالإبرة يثقب و يفجر الدبابة المدرعة من الداخل محدثا خسائر فظيعة.. أما الذخيرة الثانية فهي حرارية تخرب الأوكسجين في محيط الانفجار قد يصل إلى مئات الأمتار. يختنق الضحايا و يموتون قبل أن يشعروا بالحروق التي على أجسادهم..

 " و لئن كانت رؤية قاذف الكورنيت و هو جاهز للاستعمال في أي وقت على الأراضي الفرنسية  قد جمدت الدم في عروقي و قطعت أنفاسي، فببساطة أصابني هلع و ذعر حينما شاهدت آخر طراز من  الـ Igla-S، السلاح الذي كنت أظن أنه يستحيل الحصول عليه في السوق السوداء..يستطيع هذا القاذف أن يحطم طائرة عسكرية من آخر طراز و لا يترك أدنى حظ لطائرة 'إيرباص'   أو 'بوينغ '.. و أصبحت شروح الأمير حول مشاريعه التدميرية تأخذ مصداقية أكثر فأكثر و أنا أشاهد بأم عيني هذه الترسانة و لم يعد هناك مجالا للشك في أن فرنسا اليوم مهددة بعمليات إرهابية محتملة .. يتواصل العرض و أكتشف وجود كيسين من مفجر 'السمتكس' المتعدد التطبيقات. و هو سلاح مناسب لتفجير سكة حديدية أو أي مكان عمومي. كما رأيت كثيرا من الأشياء لا أعرفها و أخرى بسيطة تستخدم للتفجير من بعيد كعشرات الهواتف النقالة .. لدى أبو حسن 300 كلغ من 'السمتكس' في هذا المخبأ..فتحت الأكياس لأتحقق من الكميات..و قد أكد لي الأمير أن هناك مخابئ  أخرى مشابهة على التراب الفرنسي .. في الغرفة الأخرى رشاشات كثيرة من نوع ' سنيبر M82'..هذا سلاح يمتاز بدقة عالية جدا إذ يمكن أن يصيب هدفه عن بعد كيلومترات عدة ، و بالتالي فحياة المسئولين الفرنسيين  باتت في خطر .. شاهدت أيضا ذخيرة رصاص معتبرة و قنابل يدوية و رشاشات كلاشنكوف و مدفعين  (82ميليمتر) جديدين، يسهل نقلهما و تركيبهما . مدفع يستطيع رمي 20 قذيفة في الدقيقة الواحدة..."

من أين لك كل هذا، يسأل الكاتب الأمير ؟ من أين تأتي كل هذه الأسلحة؟ "بكل أمانة، هذا الأمر لا يعنيني و لا يهمني و حتى لو كنت أعرف تفاصيل عن مجموعات التهريب، فلن أخبرك بشئ". يجيب من يحضر لحرب هوجاء ضد فرنسا.