أول حكم بالإعدام بتهمة الردة في تاريخ موريتانيا المستقلة منذ 1960 نطق به أمس قاض في مدينة نواديبو بحق محمد شيخ ولد محمد. وقد أغمي على المتهم، البالغ من العمر 30 عاما، أثناء صدور الحكم. واعتبر القضاء أنه استخف بالنبي محمد في مقال له وهو ما نفاه المتهم أمام المحكمة. ولا توجد أي معلومة إلى حد الآن عن امكانية اعادة النظر في هذا الحكم.

المتهم محمد شيخ ولد محمد كان قد اعتقل في بدايات العام الجاري وتحديدا يوم 2 يناير 2014. وابتدأت جلسة الاستماع له يوم الثلاثاء حيث أصر على براءته من تهمة الاستهزاء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.وكان التصريح بالحكم قد صحبه تعبير عن الفرح في صفوف الحضور في المحكمة كما في طرق مدينة نواديبو وصل إلى حد اطلاق أصوات أبواق السيارات.

وخلال المحاكمة الأولى، نادى القاضي باسم المتهم على اعتباره "تحدث باستخفاف عن النبي محمد صلى الله عيله وسلم" وهو مقال نشر في عدد من المواقع الإلكترونية، وفيه مؤاخذات على قرارات اتخذها النبي وصحابته خلال الحروب المقدسة (الغزوات).
من وراء ذلك، يبدو أن الشاب كان أن يدين مجتمع بلاده الذي يعيد تكرار نفس النظام الموروث منذ قرون. وخلال حديثه أثناء المحاكمة قال محمد شيخ ولد محمد: "ليس لدي النية للإساءة للنبي، ولكنني أردت الدفاع عن فئة اجتماعية تتعرض لسوء المعاملة ".

ثم اضاف بكثير من الوضوح "اذا كان من الممكن أن يستشف أحدهم من خلال نصي سوء نية، فأنا لا أقصدها. وفي كل الحالات، أنا أتوب عما اقترفت". وخلال مرافعة محامييه، المكلفين من طرف الدولة، أشارا إلى أن اعلانه التوبة ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار لصالحه.
وللتذكير فإن موريتانيا هي جمهورية اسلامية أي أن الشريعة الاسلامية سارية المفعول فيها، غير أن الأحكام الثقيلة مثل الاعدام واقامة الحد لم تعد تنفذ منذ قرابة 3 عقود. وخلال السنوات الأخيرة، حكم على الكثير من المتهمين بالإعدام خصوصا في قضايا الارهاب أو جرائم القتل. وحسب منظمة العفو الدولية، فإن آخر تنفيذ لحكم اعدام في موريتانيا تم سنة 1987.