تكرّر الهجمات الإرهابية على محيط منطقة أجدابيا بين فترة وأخرى، يأتي في إطار إعلان  المتطرّفين عن الوجود، وأنها قادرة على استمرار الإيذاء عبر مهاجمة مواقع أمنية أو عسكرية، ينتج عنها سقوط ضحايا.

في فجر يوم الثلاثاء 24 تموز(يوليو) قامت مجموعة مسلحة بتنفيذ هجوم إرهابي على مركز شرطة العقيلة 120 كلم غرب مدينة أجدابيا، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من العسكريين.

وقد أعلن آمر منطقة الخليج العسكرية، العميد فوزي المنصوري، أن قوات الجيش تحاصر المجموعة الإرهابية التي هاجمت مركز شرطة العقيلة فجر اليوم الثلاثاء.

وقال «المنصوري» في تصريحات تلفزيونية، إن المجموعة الإرهابية تستخدم 4 سيارات، وليس لديها قوة فعلية، ويتنقلون كالذئاب المنفردة، وينفذون هجمات استباقية.

وأوضح «المنصوري» أن الإرهابيين تحت قيادة محمود البرعصي، أمير تنظيم داعش في بنغازي محاصرين في وادي جفر من قبل قوات الجيش وقد شوهدوا وهم ينقلون جرحاهم وقتلاهم.

ملاحقة العناصر التخريبية 

من جهته أكد المسئول الإعلامي للكتيبة 276 مشاة المنذر الخرطوش، أن هناك اشتباكات بوادي الجفر مع الجماعات الإرهابية التي هاجمت مركز شرطة العقيلة بقيادة محمود البرعصي فجر اليوم وحرق المركز والاستيلاء على محلات مواد غذائية.

و أوضح الخرطوش، في تصريح صحفي أنه قتل فردين من الجماعات الإرهابية في الاشتباك مع غرفة عمليات أجدابيا بوادي الجفر وقوة من غرفه عمليات سرت الكبرى شاركت في الاشتباكات.

وأفاد الخرطوش، بأن الوضع الأمني جيد، مشيرا إلى أن المهاجمين عصابة إجرامية لا تتجاوز الـ 4 آليات وعدد أفراد لا تشكل شيئا بالنسبة لقوة حماية الهلال النفطي شيء.

وفي معرض حديثه كشف تفاصيل الهجوم على المركز من قبل تنظيم داعش الإرهابي، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم الإرهابي فخخت المركز بالكامل.

وأعلن الخرطوش مقتل رئيس عرفاء عثمان عيسى عثمان، نتيجة الهجوم الإرهابي، لافتا إلى أن الجثمان نُقل إلى المستشفى.

وأكد مصدر عسكري، فقدان الاتصال بأربع أشخاص، ومقتل ثلاثة، بعد انسحاب المجموعة المهاجمة لتقدم أيضا على العبث بمحتويات المركز وحرقه وبالإضافة حرق آليه ومدرعه.

حصيلة الضحايا

وكشف مستشفى الشهيد امحمد المقريف بأجدابيا أنه استقبل قتيلين وثلاثة جرحى أثر الهجوم والاشتباكات بمنطقة العقيلة (120كم غرب أجدابيا).

وبين المكتب الإعلامي للمستشفى أن القتلى هم عبد الرحيم عوض وخالد محمد القبائلى تابع لغرفة عمليات أجدابيا، وعثمان عيسى الزواوي تابع لمديرية أمن أجدابيا مركز شرطة العقلية.

وأضاف أن الجرحى هم علي جادالله المولى الدرسي غرفة عمليات أجدابيا ومحمد مفتاح فرج من الكتيبة 106، وصالح فيتوري محمود الكتيبة 166.

وأشار المكتب الإعلامي إلى أن حالتهم مستقرة ويتلقون العلاج بالمستشفى.

تكتيك الإرتداد

ويأتي الاعتداء الإرهابي الذي جرى بالأمس واستهدف مركز شرطة بمنطقة العقيلة جنوبي مدينة أجدابيا، كأحد ترجمات لتكتيك داعش بعد تحرير العديد من المدن من وجودها ضمن سياسة (أضرب وأهرب)، ثم العودة إلى المناطق الرخوة أمنيا ، التي تفتقد لوجود أي مظهر للدولة.

يقر مراقبون أن التنظيم المتطرّف دائما ما يترك خلايا نائمة في المناطق التي يهزم فيها و تمارس هذه الخلايا هجومات خاطفة و غير منظّمة حتى إثر فقدان السيطرة على الرّقعة الجغرافية و هي رسالة مفادها إعلان وجود، و عملية التطهير الكاملة تستغرق مدة طويلة لهول الآثار التي يخلفها التنظيم المتطرف على العقول قبل الأجساد.

القضاء على المهاجمين

الجيش لاحق المجموعة الإرهابية، حيث أعلنت شعبة الإعلام الحربي أن القوات المسلحة كبدت الجماعات الإرهابية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد بعد تنفيذها الهجوم الإرهابي على مركز شرطة العقيلة 120 كلم غرب إجدابيا.

عملية ملاحقة القوات المسلحة للمهاجمين أسفرت حسب المعلومات المؤكدة عن مصرع 13 إرهابيا، بأن باغتت وحدات من القوات المسلحة الإرهابيين والانقضاض عليهم يوم الثلاثاء جنوب العقيلة، وذلك بعد فرارهم من العقيلة عقب هجومهم الإرهابي.

وكان آمر غرفة عمليات إجدابيا العميد فوزي المنصوري قد كشف الثلاثاء أن القوات التابعة لغرفة عمليات إجدابيا تحاصر المجموعات الإرهابية التي هاجمت بوابة العقيلة وقتلت منهم 12 فردا وتحاصر 3 آخرين في وادي الجفر جنوب العقيلة.

وأفادت تقارير عن مقتل الإرهابي محمود البرعصي المسؤول الأول عن جميع العمليات الإرهابية التي حدثت في بنغازي، وفق شهادات أدلى بها عدد من الإرهابيين الذين جرى القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة إبان تحرير بنغازي منهم.

وكان رئيس التحقيقات بمكتب النائب العام الصديق الصور قد أعلن في سبتمبر 2017 أن محمود البرعصي هو مؤسس تنظيم داعشفي بنغازي، وذلك بحسب استجواب الجماعات الإرهابية.

وأوضح الصور حينها أن البرعصي أسس التنظيم في منطقة الهواري، وكان يجتمع بأعضاء التنظيم في مقر سمي بالبيت الأبيض.

وكان محمود البرعصي قد كفر حكومات الحكومات العربية؛ حيث قال في مداخلة هاتفية بإحدى القنوات الليبية عام 2013 إن هذه الحكومات مرتدة، وقدوتنا هو أسامة بن لادن.

كما قتل القيادي في تنظيم داعش في منطقة وادي الجفر ويدعي (ونيس محمد العبار) خلال المواجهات مع القوات المسلحة الليبية بعد مطاردتهم ومحاصرتهم والتي تمكنت فيها الوحدات العسكرية من القضاء على كل المجموعة المنفذة للهجوم الإرهابي الذي استهدف فجر الثلاثاء مركز شرطة العقيله.

وأضافت المصادر، إن  العبار من مواليد 1983 ومن سكان حي بن يونس وهو أحد منتسبي كتيبة راف الله السحاتي قبل أن ينضم الي تنظيم أنصار الشريعة ومنها الي تنظيم داعش.

ردود الفعل

وفي سياق ردود الفعل استنكر رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح الهجوم الإرهابي على مركز شرطة العقيلة.

وأوضح المستشار الإعلامي لرئاسة المجلس فتحي المريمي، أن عقيلة قدم تعازيه لأهالي الضحايا.

وأشار المريمي إلى أن المستشار صالح جدد الدعوة للشعب الليبي بضرورة الوقوف صفا واحدا لمحاربة الإرهاب والفوضى في جميع المجالات وفي كل مكان في ليبيا.

وقال رئيس مجلس النواب في تصريحات تلفزية أن وقوف المواطنين ضد الإرهاب يجب أن يتم بدعم من قوات الجيش الوطني والأجهزة الأمنية والمخابراتية والشرطة والنيابات في جميع مستوياتها وكذلك القضاء.

وبدوره أدان المجلس الرئاسي، الأربعاء، الهجوم المسلح الذي استهدف مركز شرطة بمنطقة العقيلة جنوبي مدينة أجدابيا، واصفا إياه بالإرهابي.

وقدم الرئاسي، في بيان له، التعازي لأهالي رجال الشرطة الذين قضوا في الهجوم، داعيا لتوحيد الصفوف والجهود؛ لمواجهة العابثين بأمن واستقرار الوطن.

ومن جهتها أكدت وزارة الداخلية في الحكومة المؤقتة، أن الأعمال الإرهابية والإجرامية لن تثنيها عن مواصلة مشوارها في مقارعة الإرهاب والتطرف حتى القضاء عليه.

جاء ذلك في بيان صادر عن الوزارة، أدانت الوزارة فيه الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف نقطة شرطة وتمركز أمني يتبعان لمركز شرطة بشر بمنطقة العقيلة جنوبي غرب مدينة إجدابيا فجر يوم الثلاثاء، مبينة أنها تابعت الأمر عن كثب.

وكانت المراكز الأمنية والبوابات العسكرية في المنطقة قد تعرضت إلى هجمات إرهابية في فترات مُختلفة.

وكان آخر الهجمات التي تعرضت لها منافذ مدينة أجدابيا القريبة من العقيلة استهداف بوابة الستين الواقعة جنوب المدينة بسيارة مُفخخة في الـ22 من مايو الماضي وأسفر عن مقتل عدد من جنوب الكتيبة 152 ، وتبناه داعش حينها.