تشهد الساعات الأخيرة تتويجا لجهود الجيش الليبي التي دامت على مدى السنوات الماضية لتحرير البلاد من شبح الإرهاب و عصابات بعض الدول المجاورة خاصة في جنوب البلاد. حيث أفادت مصادر عسكرية، بأنَّ الجيش الليبي يُسيطر على مناطق الشريط الحدودي مع دولة الجزائر للمرة الأولى. كما سيطر الجيش الليبي على مدينة غات ومنطقة العوينات الغربية على الشريط الحدودي مع الجزائر.

وأوضحت غرفة عمليات الكرامة بأن وحدات الجيش دخلت إلى المنطقة سلميًا وسط ترحيب كبير من أهالي المنطقة واصفة مدينة غات بأنها جوهرة الصحراء.

في هذا السياق من النجاحات العسكرية المتتالية لا يستبعد متابعون للشأن الليبي بأن تكون طرابلس الوجهة القادمة للجيش الليبي. حيث يرى مراقبون أنّ الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر أصبح الطرف القوي في المعادلة الليبية، في ظل تأييد محلي وإقليمي لعملياته في جنوب البلاد، التي استطاع من خلالها تأمين الموانئ النفطية والقضاء على عشرات المتشددين الذين كانوا يهددون حياة المواطنين الليبيين.

تتفاقم هذه الفرضية خاصة أمام تعثر البعثة الأممية في ليبيا برئاسة غسان سلامة في إيجاد حلول للأزمة الراهنة وإجراء انتخابات، فضلًا عن عجز رئيس حكومة الوفاق بقيادة فائز السراج في إخماد حرب الميليشيات وتحقيق الاستقرار.

رغبة الجيش الوطني الليبي في دخول طرابلس وتحريرها ليست خافية، وتم إعلانها على لسان أكثر من مسؤول بالمؤسسة العسكرية، حتى أن حفتر نفسه لوح باستعداد قواته لدخول العاصمة، منذ أن أحكم الجيش الوطني سيطرته على مدينة بنغازي، شرقي البلاد.

وتكرر الأمر وبصورة أكثر إيضاحا، حينما قال حفتر في سبتمبر/أيلول الماضي أثناء اشتباكات هي الأعنف بين المليشيات في العاصمة: "هذه الأزمة في طرابلس لا بد أن تنتهي في أقرب وقت، ولا يمكن أن نصمت أمام الوضع الحالي، وتحرير طرابلس وفق خطة عسكرية مرسومة خيار لا مناص منه".

ويرى عاطف الحاسية، عضو التكتل المدني الديمقراطي في تصريح ل"العين الإخبارية"، أن هناك متغيرات كثيرة لابد أن يضعها الجيش في الاعتبار عند محاولة دخول طرابلس مثل سيطرة المليشيات، ما قد يؤدي لحدوث مواجهة بينهما.

واعتبر  الحاسية أن الأجواء الشعبية مواتية لدخول الجيش إلى طرابلس في الغرب الليبي، مؤكدا: "من الناحية الشعبية الأرضية جاهزة لكن سيطرة المليشيات قد تعرقل ذلك".

وتشير اللقاءات المتكررة التى يجريها حفتر مع القادة العسكريين ولاسيما المتمركزين فى مناطق الغرب الليبى إلا أن تحرك عسكرى وشيك من قبل الجيش الليبى سيكون باتجاه طرابلس دون معرفة التوقيت الذى تتطلع خلاله قوات الجيش الوطنى لدخول طرابلس وتطهيرها من سيطرة الميلشيات المسلحة واستعادة مؤسسات الدولة والمقار الحكومية الليبية التى تهيمن عليها عدد من الكتائب المسلحة.

يبدو أن رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج يعي جيدا تغير موازين القوى التي بدأت ترجح كفة القوات المسلحة لذلك أعلن رئيس المجلس الرئاسي فى تصريحات صحفية استعداده للجلوس مع القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر لإيجاد حل للأزمة السياسية التى تعصف بالبلاد وتهدد أمنها واستقرارها.

يرى مراقبون أن الجيش الليبي سيدخل عاجلًا أم آجلًا لطرابلس وسيكون ذلك وسط ترحيب شعبي وبشكل سلمي، مضيفًا أن القوات المسلحة ستدخل طرابلس وستجد ترحيبًا وستقوم المجموعات المسلحة بتسليم مقراتها وعتادها بشكل سلمي دون قتال لكن هذا يشترط أن يكون هناك توافق دولي خاصة وأن هذه الأطراف لا تريد نشوب حرب داخل العاصمة وإنهاء سلطة المجلس الرئاسي الذي تدعمه.