حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، لم يصل المشير خليفة حفتر إلى إيطاليا، لحضور فعاليات مؤتمر باليرمو حول ليبيا، الذي ينطلق اليوم، وسط أنباء عن رفضه المشاركة، في حين اعتذر أهم أربعة قادة مدعوين للحضور، إيمانويل ماكرون وأنجيلا ميركل ودونالد ترامب وفلاديمير بوتين، ما يحبط آمال روما في عقد مؤتمر جامع تكون له آثار عملية. إلا أنها تواترت أنباء في الساعات القليلة الماضية بعدول المشير خليفة حفتر عن قراره بعدم المشاركة في خطوة فاجأت الجميع.

الوفود المشاركة 

وصلت الوفود الليبية إلى إيطاليا، أمس، للمشاركة في مؤتمر باليرمو، لعل أهمها مجموعة من ممثلي مصراتة، إحدى أقوى مدن غرب ليبيا، سياسياً وعسكرياً، قادمين من فرنسا، حيث التقوا بوزير الخارجية جان إيف لودريان، ووفد المجلس الأعلى للدولة ، وفي مقدمته رئيسه خالد المشري، كما وصل وفد البرلمان ، الذي يتزعمه عقيلة صالح، ويصل اليوم وفد حكومة الوفاق الوطني، الذي يشمل رئيسها فائز السراج (شارك أمس في الذكرى المئوية لانتهاء الحرب العالمية الأولى في باريس)، ورئيس المخابرات وشخصيات أخرى.

لكنّ المفاجأة جاءت من المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي،. فبعد أن انتشرت في الأيام تأكيدات عن عدم مشاركته في المؤتمر إلا أنه تم العدول عن هذا القرار في الساعات الماضية. وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" أنّ القائد العام للقوات المسلحة الليبية المشير خليفة حفتر في طريقه باليرمو لحضور المؤتمر الدولي حول ليبيا.

ونقلت الوكالة عن مصادر متابعة لمؤتمر باليرمو حول ليبيا، أن "طائرة تقل المشير خليفة حفتر أقلعت من ليبيا في طريقها إلى عاصمة إقليم صقلية". بينما لم يصدر تأكيد رسمي بهذا الصدد من طرف الحكومة الإيطالية.

جهود إيطالية

ليقينها بالدور المحوري للجيش الليبي في العملية السياسية تحركت السلطات الإيطالية بسرعة لإقناع المشير خليفة حفتر لحضور مؤتمر باليرمو. من ذلك، ما أوردته وكالة "سبوتنيك" للأنباء إنّ رئيس الحكومة الإيطالية، جوزيبي كونتي، انتقل إلى شرق ليبيا، في محاولة لإقناع حفتر بالحضور. ورغم إنكار مصادر في الحكومة الإيطالية الخبر، أظهرت تطبيقات تتبع حركة الملاحة الجوية وصول طائرة إلى مطار "بنينا"، ثم رجوعها إلى إيطاليا بعد ساعات. ولم تتوقف جهود كونتي عند ذلك، إذ أجرى أيضاً اتصالاً هاتفياً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لطلب مساعدته في إقناع حفتر بالمشاركة، نظراً إلى دعم القاهرة المعروف للمشير الليبي.

اتهامات إيطالية

إتهمت أطراف إيطاليا فرنسا بثني خليفة حفتر عن المشاركة في مؤتمر باليرمو حيث وجهت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا"، من جهتها، أسهم الإتهام   لفرنسا، بالعمل على ثني أطراف ليبية عدة عن القدوم إلى باليرمو، وكتبت الصحيفة أن باريس مارست ضغطا على عدد من الشخصيات المؤثرة في الشأن الليبي، رغم أن تمثيلها سيكون عالي المستوى، بحضور وزير خارجيتها، جان إيف لودريان.

و لا يخفى عن الجميع دعم إيطاليا   لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، بينما اختارت فرنسا الوقوف إلى جانب حفتر. إذ أن هذا الصراع الفرنسي الإيطالي ليس بجديد حيث دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى إجراء انتخابات في ليبيا، نهاية العام الجاري، في أعقاب مؤتمر عقده في باريس، نهاية مايو/ أيار الماضي.

إلا أن الإيطاليين سارعوا إلى معارضة الفكرة بشدّة، متسلحين، في ذلك، بمخاوف دول الجوار الليبي والاتحاد الإفريقي من أنّ أيّ عملية انتخابية قد تفرز سلطة لا تكون قادرة على إعادة الأمن والاستقرار في ليبيا.

ويرى مراقبون بأن إيطالية متيقنة بشكل قطعي يمثل ضربة قاسمة لتطلعاتهم المتمثلة في لعب دور أوسع في ليبيا.