ما زالت المعلومات الخطيرة التي كشفتها وزارة الداخلية التونسية في مؤتمرها الصحفي مؤخرا والتي أعلنت فيها عن تفكيك الجهاز الإعلامي لتنظيم أنصار الشريعة الذي تتزعمه الإرهابية فاطمة الزواغي تسيل الكثير من الحبر في وسائل الإعلام ومواقع  التواصل  الاجتماعي و تتصدر مدار حديث التونسيين خصوصا بعد الاعترافات التي أدلت بها الزواغي بخصوص التخطيط لأعمال إرهابية نوعية بالبلاد.

وتشير اعترافات الإرهابية فاطمة الزواغي إلى أن الخلية كانت تخطط لاغتيال شخصية سياسية يرجح أنها نجيب الشابي رئيس الحزب الجمهوري ومرشحه للرئاسة وتفجير مقر ثكنة وحدات قوات التدخل بمنطقة بوشوشة بالعاصمة التونسية واغتيال سفير دولة أجنبية رجحت بعض الجهات أن يكون سفير أمريكا حيث تشير المعطيات المتوفرة إلى أن الإرهابية فاطمة الزواغي كانت على اتصال بأحد الأشخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذي أعلمها بأن له صديق يدعى "أبوالفداء" لديه صديق بجهة الكرم بالضاحية الشمالية بالعاصمة يمتلك قاعة ألعاب تقع أمام قاعة حلاقة يقصدها سفير دولة أجنبية و يقوم باستغلالها بمفرده أي  أن صاحب المحل يقوم بغلقه حتى لا يدخل أي حريف آخر عند قدوم السفير الأجنبي. وحسب اعترافات فاطمة الزواغي فإن ذلك الشخص طلب منها إعلام الإرهابي لقمان أبو صخر بهذه المعلومة بما أن السفير الأجنبي هدف استراتيجي يمكن تصفيته لإدخال البلاد في الفوضى تزامنا مع موعد الانتخابات فماكان من الإرهابية المذكورة إلا إيصال المعلومة الحدث إلى أبو صخر الذي اكتفي بإجابتها "باهي يا أخي" ولم يعط للمعلومة اهتماما كبيرا نظرا لأنه لا يخطط لتنفيذ عمليات كهذه إلا مع العناصر المتواجدة معه بالجبل.

كما جاء في اعترافات الإرهابية المذكورة بأن الخلية كانت تخطط إلى إيجاد مكان جديد بجهة المرسى بالضاحية الشمالية للعاصمة (وفيها مقر إقامة السفير الأمريكي جاكوب والس) يقع استغلاله في تخزين السلاح حيث طلب أبو صخر من فاطمة الزواغي تسوغ المكان المطلوب إلا أن ذلك لم يحدث لافتقار هذه الأخيرة إلى معاليم الكراء.

هذه المعطيات التي جاءت في اعترافات الزواغي والتي نشرت اليوم في إحدى الصحف التونسية نقلا عن مصادر أمنية جعلت تخمينات التونسيين حول هوية الشخصية الأجنبية المستهدفة  تدور حول  السفير الأمريكي على خلفية الربط بين الأماكن  أو المناطق  التي ذكرت في مخططات العناصر الخلية الإرهابية وهي الكرم و المرسى القريبة من مقر إقامة السفير الأمريكي و مقر سفارة أمريكا بتونس. كما فسر البعض امكانية وجود هذا السيناريو في المخطط الإرهابي للخلية المذكورة بعداء الجماعات المتشددة للغرب عموما و أمريكا خاصة وكذلك بما حدث في ليبيا حيث تم اغتيال سفير أمريكا من قبل هذه الجماعات إضافة إلى أن حدث كهذا في حال حدوثه سيدخل تونس في فوضى كبرى لا قدر الله وهو ما تسعى إليه هذه التنظيمات.

من جهته ، قال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي وفي إجابة له عن كل هذه التفسيرات المختلفة إن قوات الأمن التونسية أفشلت مخططات إرهابية تستهدف شخصيات سياسية و إعلامية دون أن يقدم أسماء أو تفاصيل أكثر.

في النهاية تبقى هذه التقييمات بخصوص هوية الشخصية الأجنبية التي كان من المزمع استهدافها من قبل الجماعة الإرهابية المذكورة مجرد قراءات و تخمينات غير ثابتة وغير مؤكدة لأنها لم تصدر عن جهة رسمية.