أكد السفير المندوب الدائم للجمهورية التونسية لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك قيس قبطني, في حديث خاص ل "بوابة إفريقيا الإخبارية" اليوم الجمعة 3 جويلية 2020, أن تونس أثبتت للعالم أنها لم تدخل مجلس الأمن بعد عشرين سنة لمجرد التمثيل بل للإضطلاع بمسؤولياتها كاملة, وذلك في إشارة إلى مصادقة مجلس الأمن الدولي, الأربعاء, بالإجماع على القرار الذي تقدمت به تونس وفرنسا والمتعلق بمكافحة فيروس كورونا المستجد.

وقال قبطني: " نحن لم نطرح مبادرات للاستعراض بل للإنجاز ولنعيد لتونس مكانتها في العالم وفي الأمم المتحدة وهذا ما سجله التاريخ".

وتابع بقوله: "هذا الإنجاز غير المسبوق ستتبعه بلا شك مبادرات أخرى وتحركات جديدة لمواصلة المسيرة, فبحكم رئاستنا حاليا للجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن, وهي أعلى هيئة دولية في هذا المجال, نحن بصدد التحضير لمبادرة تعطي لتونس مكانة كبرى بين الأمم وترفع الراية التونسية عاليا".

وأكد السفير المندوب الدائم للجمهورية التونسية لدى منظمة الأمم المتحدة بنيويورك أن تونس في الأخير انتصرت لقيم رمزية نبيلة قيم التضامن الدولي واليات تعاون دولي جديدة, مشيرا إلى أن القرار 2532 سيبقي خالدا لا فقط في سجلات القانون الدولي بل لدى التونسيين جميعا.

ولفت قبطني إلى أن تونس نجحت في تمرير القرار 2532 في مجلس الأمن الدولي حول تداعيات الكوفيد 19 على الأمن والسلم في العالم بعد مفاوضات شاقة وعسيرة استمرت طيلة أربعة أشهر كاملة دون إنقطاع.

وأضاف أن هذا الإنتصار تاريخي لتونس التي تنجح لأول مرة منذ الاستقلال في تمرير قرار في مجلس الامن وحول مسالة خلافية تتعلق بكيفية التعاطي مع أكبر أزمة عالمية تتعرض لها الأمم المتحدة منذ نشأتها باعتراف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيراس.

وأشار إلى أن الجميع تابع الخلافات العميقة التي تشق الدول الكبرى حول دور منظمة الصحة العالمية ومدى مسؤوليتها عن الجائحة وعن مسألة رفع العقوبات الأممية والأحادية على كل الدول حتى تتفرغ لمواجهة تداعيات الفيروس.

وأوضح أن الخلافات شملت أيضا مسألة وقف إطلاق النار في العالم ووصلت الأمور إلى ما يشبه فقدان الثقة وتبادل الاتهامات الخطيرة في المنابر الدولية وبوسائل الإعلام.

وقال:" أمام جسامة المسؤولية، لم نتراجع, نحن أدركنا أن صعوبة المهمة تتعلق في الظاهر بمواجهة تداعيات الجائحة على الأمن والسلم في العالم, في حين أن الرهان الحقيقي هو الزعامة على العالم تبعا للرجة العقيمة التي أحدثتها الجائحة على التوازنات العالمية السائدة منذ عقود".

وأضاف أن تونس قادت المشاورات بين الدول الكبار بكل اقتدار وفق قاعدة التدرج واختيار التوقيت المناسب وتمكنت بمرور الوقت من استيعاب جل خلافات هذه الدول وتناقضاتها وتحويلها إلى فرص تفاوضية جديدة عبر خلق مناخ تفاوضي إيجابي والسعي باستمرار إلى إيجاد نقاط التقاء والبناء عليها واستبعاد المسائل الخلافية قدر الإمكان.

وأكد قبطني أن السر الحقيقي لنجاح تونس هو أولا مصداقيتها ورصيد الثقة في مساعيها بوقوفها على نفس المسافة مع الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وباقي الدول الصديقة, وثانيا ثباتها على العهد وإصرارها من باب الأمانة على إيصال مبادرة رئيس الجمهورية إلى بر الأمان.