بينما كان دوي الانفجار قرب منزلها في العاصمة الصومالية مقديشو صباح السبت يصم آذانها، واصلت قالي إبراهيم البالغة من العمر 18 عاما الاتصال بهاتف زوجها المحمول، الذي غادر المنزل قبل دقائق من الانفجار وبيده أدوات يستخدمها في أعمال البناء.

واستمر الرد الآلي من الهاتف: "هذا الرقم غير متاح حاليا".

وتتذكر قالي ساعات الكرب وهي تهرول بين مستشفى وآخر بحثا عن مختار أبوكار (35 عاما)، عامل البناء الذي تزوجته قبل 4 أشهر فقط، لكن دون جدوى.

ولدى وصولها إلى مستشفى المدينة بصحبة شقيقة زوجها، طلب منها المسؤولون تفقد صف من الجثث مجهولة الهوية بسبب انفجار ضخم لشاحنة ملغومة.

تقول قالي إنها عادت خطوات إلى الوراء بعد مشاهدة أول جثة متفحمة، إذ أدركت أنها لزوجها الذي تعرفت عليه من أثر ندبة عميقة على أحد أصابعه.

وقالت الأرملة الحبلى منذ 3 أشهر، بينما كانت تنتحب جالسة في مكانها وهي تحرك جسدها للأمام والخلف، وتدس رأسها المغطاة بين ركبتيها "كنا معا الليلة الماضية".

وقالت لشقيقة زوجها التي كانت تربت على كتفيها "هذا العالم مؤلم للغاية".

وقُتل ما لا يقل عن 90 شخصا في الانفجار الذي أودى بحياة زوجها صباح السبت، وذكرت منظمة دولية أن شاحنة ملغومة انفجرت عند نقطة تفتيش مزدحمة في مقديشو، في أسوأ هجوم يشهده الصومال منذ ما يزيد على عامين.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار حتى الآن، لكن رئيس بلدية مقديشو اتهم حركة الشباب الصومالية المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وذكر معهد "هيرال"، وهو منظمة بحثية تركز على القضايا الأمنية ومقره مقديشو، أن هجوم السبت هو العشرين باستخدام مركبة ملغومة خلال العام الجاري، وأن عدد القتلى بسبب الهجمات هذا العام يزيد عن العدد في 2018.