أفادت مصادر أمنية عليمة أن المجلس الأعلى للأمن برئاسة رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة ،القائد الأعلى للقوات المسلحة اجتمع بعد تلقي القيادة الأمنية والعسكرية معلومات عن طريق مخبرين في مالي يفيد بوفاة قنصل الجزائر في قاو بوعلام سايس متأثرا بتعقيدات وعكة صحية تعرض لها قبل أيام لدى الجماعة الخاطفة.

و ذكرت المصادر أن المجلس الأعلى للأمن رفض ضربة عسكرية حضّرت لها كتائب من القوات الخاصة في آخر لحظة بعد ورود معلومات مطمئنة عن طريق مفاوضين تشير لتجاوب الارهابيين مع مطلب الحكومة باطلاق سراح الرهائن دون قيد أو شرط رغم اصرار المجموعة في البداية على الحصول على فدية قوبلت برفض مبدئي من الجزائر.

اكتفت وزارة الشؤون الخارجية باعلان خبر تحرير آخر الرهائن و يتعلق الأمر بالإفراج عن السيدين مراد غساس و قدور ميلودي و الذي يأتي بعد الإفراج عن الرهائن الثلاثة الذي تم بعد بضعة أيام من اختطافهم.و أعلن ذات المصدر استنادا "لمعلومات متطابقة تحصلت عليها الحكومة الجزائرية" بأن القنصل السيد بوعلام سايس الذي يعد من بين الدبلوماسيين المختطفين قد توفي إثر مرض مزمن

.كما أكد ذات المصدر خبر إعدام الدبلوماسي طاهر تواتي "الشنيع". و لم تفصل وزارة الخارجية في ظروف عملية التحرير  التي قالت مصادر "البلاد" أنها تمت قبل يومين عن صدور البيان.

و أوردت مصادر الجريدة أن "وفدا رسميا مشتركا من الخارجية ومصالح الأمن تنقل يوم الأربعاء الماضي لمتابعة الملف فور تلقي السلطات لمعلومات من مصادر متعددة لنبأ وفاة القنصل العام بقاو، بوعلام سايس الذي كان رهن الاحتجاز في ظروف قاسية لا تناسب وضعه الصحي الذي تدهور في الآونة الأخيرة بفعل مرض عضال كان يعاني منه منذ سنوات" لكن الحكومة تريثت في التعاطي مع هذه المستجدات و لم تشأ أن تخبر عائلته لغاية حصولها على تأكيدات من مصادر متطابقة و هو ما تم فعلا مساء الجمعة.

و بالتزامن مع تنقل الوفد الجزائري قالت المصادر أن الرئيس بوتفليقة استدعى اجتماعا طارئا للمجلس الأعلى للأمن الذي بحث توجيه ضربة عسكرية اشتغل فريق أمني على إعداد تفاصيلها عقب الحصول على معطيات حول موقع المجموعة التي تنتمي لتنظيم التوحيد و الجهاد في غرب افريقيا. و أشارت مصادر متطابقة ان مخطط التدخل العاجل في العمق المالي ارتكز على توفير سرب من الطائرات العسكرية لنقل  كتائب من القوات خاصة من قواعد جوية في الجنوب خاصة من تمنراست و ورقلة و أدرار و ايليزي إلى 4 مواقع في محيط منطقة إينافارق، ومهاجمة عناصر التوحيد والجهاد بشكل مباغت، مع توفير إسناد مروحي سريع يمكن من تنفيذ المهمة بسرعة لا تتجاوز 48 ساعة ثم التعجيل باجلاء العساكر الجزائريين.

و شدد المصدر الأمني أن  العملية العسكرية تعتمد بصفة رئيسية عنصر المفاجأة و سرعة التنفيذ وكثافة النيران لضمان نجاح العملية، بالتعاون مع مخبرين محليين من قبيلة الأمهار التي تعرف بعلاقاتها المميزة  مع مصالح الأمن الجزائرية.

و طلب رئيس الجمهورية القائد الأعلى للعمليات المسلحة حسب مصادر "البلاد" تأجيل عملية الحسم العسكري حفاظا على أرواح الديبلوماسيين الآخرين خاصة أن "أنباء مطمئنة وصلت الوفد المفاوض عن طريق وسطاء تشير لقرب الافراج عن الرهائن دون قيد أو شرط ".

و في سياق ذي صلة أشارت مصادر أخرى أن عملية التحرير التي سيرتها مصالح الأمن في هدوء تمت بانخراط بعض أفراد قبيلة الأمهار الموالية للحركة العربية لتحرير الأزواد، و المعروف عنها أنها تربطها علاقات مصاهرة  بمختار بلمختار حيث تم تأمين نقل الرهائن في شمال مالي.

وتم ليلة الخميس إلى الجمعة تسلم الديبلوماسيين بمنطقة الخليل على تبعد بحوالي 20 كلم فقط عن الحدود الجزائرية مع شمال مالي 18 كلم عن الجزائرحيث تكفلت قبيلة الأمهار بدورها بعملية نقل و تسليم آخر الرهائن المختطفين للحركات الأزوادية  و بعدها للوفد الأمني الذي اضطلع بمهمة ترحيلهم عبر رحلة عسكرية نحو مدينة بوفاريك في البليدة.

 

- البلاد