أهم مباراة في تاريخ توتنهام ستكون اليوم السبت بنهائي دوري أبطال أوروبا، هناك بملعب واندا ميتروبوليتانو بمدريد، عندما يجتمع مع خصم يعرفه جيدًا وهو ليفربول، الذي فاز عليه ذهابًا وإيابًا هذا الموسم، لذا فإن دوافع المدرب ماوريسيو بوتشيتينو كبيرة للغاية، ويبدو أنه تعلم من الدروس السابقة لئلا يتكرر المشهد ثانية.

ورغبة في دحض إحصائيات مواقع المراهنات التي راهن من خلالها ما نسبته التقريبية 30% فقط لفوز الفريق اللندني هذه 5 أسباب قد ترجح كفة توتنهام للفوز بالمباراة، وهي:

لا يفل الحديد إلا الحديد

أحد أسباب التفوق الملحوظ للمدرب الألماني يورغن كلوب بأسلوبه القاسي "جانج بريسينج" هو منح ثلاثي الوسط مهام القطع والركل ومضايقة الخصم، ثلاثي مهمته الأولى هي بدنية بامتياز، لكنه سيجد في المقابل فريقًا يمتاز لاعبو وسطه بالقتالية البدنية أيضًا، وهو إحدى أهم علل تأهل توتنهام ضد أياكس، بحسب يوروسبورت.

إن كان لاعبو ليفربول يضغطون بقوة ويستخلصون الكرات في منتصف وثلث ملعب الخصم، فإن الخصلة ذاتها يتميّز بها لاعبو السبيرز الذين يتخذون الحيطة جيدًا ولا يتركون المساحات وراءهم هباء (سيسوكو – وانياما تحديدًا)، لذا فإن معركة بدنية بامتياز ننتظرها في وسط الميدان، توتنهام قد تكون له الغلبة في تلك المسألة نظرًا للتفوق الجسدي الكبير للاعبي الدفاع والوسط، مقارنة بنظرائهم في ليفربول.

عودة كين

عانى توتنهام كثيرًا من التقدم للأمام وشغل أماكن في مناطق الخصوم أثناء غياب هاري كين، فلم يفلح ليورنتي في تأدية دور كين كما ينبغي، الاستلام وترويض الكرة والتحرك الوهمي وغيره، حتى أن أهداف مباراة أياكس دوّن عليها لوكاس مورا.

هاري كين متميز في عملية إكمال الهجمات العمودية عبر الربط مع ديلي آلي وإيريكسن، يعرف متى يقف ومتى يركض باتجاه المرمى. اللعبة التي يتقنها لاعبو توتنهام هي الكرات العالية المباشرة تجاه مرمى الخصم، وقد نتجت عنها أهداف الفريق الثلاثة ضد أياكس، لعبة يجيدها للغاية هاري كين. والذي قد يجذب معه لخارج منطقة الجزاء أثناء الاستلام فيرجيل فان دايك، وهو ما سيفسح المجال لباقي عناصر توتنهام للتسجيل.

في الأساس يميل فان دايك كثيرًا للخروج من مناطقه للعب الكرة العالية، أمر غاية في الخطورة.

الدفاع

خلال مشوار الفريق ببطولة الدوري هذا العام، كان الجزء الأكبر من الاعتراضات ودفاع فريق توتنهام من داخل الصندوق أكثر بكثير من الدفاع بالأطراف والوسط، وهو إن طبقه الفريق اليوم سيتمكن بشكل كبير من إقفال المساحات على هجوم ليفربول، الذي يعتمد في الأساس على استغلال المساحات بين لاعبي الخط الخلفي للخصم.

دفاع المنطقة الذي يتميز به بوتشيتينو صارم للغاية ولا يترك أية هفوات في العادة. كما يبدو أن السبيرز يحبذ التكتل والدفاع من ناحية اليسار وهو الأمر الذي من شأنه أن يحجم من خطورة أهم لاعبي ليفربول محمد صلاح ومن خلفه أرنولد.

الأطراف

يحبذ ليفربول السيطرة على الكرة وتناقلها عبر الأطراف، النقطة الأساسية في تسجيل الأهداف هذا الموسم هي الظهيران أرنولد وروبيرتسون واللذان صنعا معًا 29 هدفًا.

الفكرة التي يبني عليها كلوب خطته هي إفراغ مساحات لكليهما عبر سحب صلاح وماني لأكبر عدد من لاعبي الخصم، ومن ثم وضع أرنولد أو وربيرتسون في وضع يسمح للتوزيع الخطير داخل الصندوق.

هذه الفكرة -وإن كانت جيدة هجوميًا- فإنها تُخلّف فراغات شاسعة خلفهما في الدفاع، وفي الغالب لا يتم تغطيتها بالشكل الأمثل، لأن لاعبي الوسط يتقدمون كثيرًا.

على الجانب الآخر يحب هاري كين استلام الكرات في عمق الملعب وفي اللحظة ذاتها ينسل أجنحة توتنهام لشغل المساحات التي خلّفها ظهيرا ليفربول.

النهج

قال جوزيه مورينيو بعد الفوز على ليفربول العام قبل الماضي في ملعب أولد ترافورد إنه ليس غبيًا كي يمرر لاعبوه الكرة في منتصف ملعبهم، مورينيو تفطن لدهاء كلوب، فكانت كل كرة تأتي للاعبي يونايتد يقومون بتشتيتها إلى نصف الملعب الآخر على رأس لوكاكو، لماذا؟

الفكرة من ذلك أن ليفربول متميز في قطع الكرات من الثلث الأخير في الملعب -أقرب جزء للمرمى- ومن ثم الانقضاض والتسجيل، فعلوها عديد المرات وكانت المرة الأشهر أمام مانشستر سيتي العام الماضي بربع نهائي الأبطال.

البرتغالي يعي أن لاعبيه ليسوا أهلًا للتمرير الدقيق وكسر ضغط ليفربول، وعرف أنه سيستقبل إن فعل ذلك، لذا فإنه كلما جاءته الكرة في منتصف ملعبه يرسلها لليفربول مجددًا، ثم ينكمش دفاعيًا، ويقطعها ويرسلها لمنتصف ملعب ليفربول وهكذا.. دافع مورينيو جيدًا واستغل اندفاع لاعبي خصمه وأرسل كرتين طويلتين نتج عنهما هدفان، حركة لربما يلجأ إليها بوتشيتينو.