سلط رئيس المؤسسة الليبية للإعلام محمد بعيو الضوء على الجدل المثار حول ترشح القضاة لرئاسة وعضوية المجلس الرئاسي ورئاسة الحكومة.

وقال بعيو في تدوينة له بموقع "فيسبوك" "لم أشأ أن أدخل في الاشتباك العلني حول أسماء المترشحين لرئاسة وعضوية المجلس الرئاسي ورئاسة الحكومة، التي ستنبثق بمشيئة الله عن الحوار السياسي الليبي، ليس لأنني عاجز لو أردت عن اقتحام غمار ذلك التدافع الكتابي واللساني، وليس لأن الأمر لا يعنيني بل يعنيني جداً كمواطن ليبي يقيم في الوطن ويُقيم فيه الوطن، وكوطني ليبي حر مستقل صاحب سيادة ذاتية معنوية ومادية، لا أتخابر مع السفارات، ولا أتعامل مع السفراء، ولا أتلقى تعليمات الاستخبارات الخارجية، ولا أعترف بالأجندات الأجنبية ووكالاتها العميلة المحلية، ولا تأخذني الطموحات السليمة ولا الأطماع السقيمة إلى هوان الأعتاب وهوامش الأذناب، كما يفعل قليلٌ من الشباب وكثيرٌ من الشيّاب".

وأضاف بعيو "معظم الأسماء المطروحة للوظائف الممنوحة عبر صفقات الحوار المصلحية لا عبر الشرعية الشعبية الحقيقية، أعرفها وتربطني بالكثير منها علاقات صداقة وروابط مودة، وتجمعني مع أحدها وشائج قربى قبلية وعائلية، مع اختلاف الخيارات بيننا حد الخلاف، حيث أنا ضد ذلك التنظيم السري الإسلاموي الغامض الغنوصي، الذي يسمي نفسه كذباً وزوراً حزب سياسي وما هو بحزب ولا سياسة فيه ولا كياسة، بل تآمر وخيانات وإرهاب، وضديتي له قائمة على الموقف العقلي الفكري المنطقي الثقافي السياسي النقدي المعرفي الوطني، وليس على الأدلجة والأحقاد والخيانة، ومناطحة صوان الوطنية الحقيقي بقرون الاستقواء الفاشي والاستعلاء الوهمي.".

وزاد بعيو "أعرف مثلما تعرفون جميعكم أيها الليبيون، أنّ كل المنتجات التي تسمى سياسية، منذ ما بعد انتخابات 2014 التشريعية التي تم الإنقلاب عليها، وسلسلة معارك الحرب الأهلية التي لحقتها والتي لم يربح أحدٌ فيها، هي نتاج التوافقات والصفقات والمفاوضات، لا شرعية لها ولا مشروعية، بل سلطات أمر واقع استثنائية انتقالية قصيرة العمر كما قال لنا وكذب علينا صانعوها في ردهات الفنادق ودهاليز المخابرات ومكاتب السفارات، مِن اتفاقية الصخيرات التي تمدد عمرها من سنة واحدة، وهاهي تدخل الشهر الثالث في سنتها السادسة، إلى مخرجات الحوار الليبي، الذي سينتج اليوم أو خلال أيام سلطات تنفيذية ذات واقعية سياسية براغماتية تلفيقية لا شرعية شعبية إنتخابية".

وأردف "لهذا أقول بصوت الحق لا بفحيح الباطل:- إنكم لكاذبون أيها المتنطحون المتنطعون الذين ملأتم الفضاءات الإعلامية أمس واليوم، بالصراخ خوفاً كما تزعمون على استقلالية القضاء، مدفوعين من أجندات القوى التى تخشى الخسران المبين، بكلام ظاهره المزيف الدفاع عن القانون، وباطنه الحقيقي الخوف من وصول رجال القانون والعدل في هذا الظرف التاريخي الخطير إلى سدة المسؤولية الانتقالية المؤقتة".

وتساءل بعيو "هل تأسست كل العملية السياسيوية الصفقاتية الحالية على قاعدة دستورية أو نصية قانونية، حتى يتم الاحتكام في اعتراض ومعارضة التقدم إليها والمشاركة فيها إلى تأويل نصوص لا تمنع رجل القضاء من عمل وطني تاريخي إنقاذي، بل تمنعه نصاً صريحاً لا تأويلاً {بعدم مزاولة الأعمال التي لا تتفق وكرامة الوظيفة}، وهل يتعارض التقدم لرئاسة المجلس الرئاسي الإنتقالي الإنقاذي المؤقت أو رئاسة الحكومة مع كرامة القضاء ؟، أم أن فيه التجسيد الحقيقي لكرامة رجل القضاء حين يستجيب لنداء إنقاذ كرامة وطنه ووجوده.".

وأردف " ما العيب وما الضرر في أن يتقدم إلى تولي المسؤولية التنفيذية، رجل قانون له احترامه واعتباره وأهليته ووطنيته وحياديته واستقلاليته ونزاهته، وهي صفات فيه يشهد بها الذين عرفوه وأنا منهم، والذين لا يكتمون الشهادة كي لا تأثم قلوبهم، ولا يشهدون بالزور خوف العقاب يوم يقف الأشهاد بين يدي قيّوم السموات والأرض في مشهد الحشر العظيم".

وتابع بعيو "من حق الجميع أن يعبروا عن آرائهم، وأن يتخذوا ما شاءوا من المواقف، وأن يرفضوا من شاءوا جهاراً نهارً إو كتماناً وإسراراً، لكن ليس من حق أحد تعديد المكاييل وتغيير الموازين، فلو كان الميزان دستوري والمكيال قانوني لما كان هذا الحوار أصلاً، الذي تحول دون أي مسوغ دستوري أو قانوني من منتدى حواري لا سلطة له، إلى هيئة انتخابية تتكون من 1 من مائة ألف من تعداد الشعب الليبي، تملك أو تم تمليكها دون استفتاء الليبيين، حق تقرير مصيرهم، وتنصيب السلطات عليهم، ومادامت السياسة هي الحاكمة تحت ذريعة أن ليس بالإمكان الآن أفضل مما سيكون وكان، فليكن ذلك كذلك، وليتقدم من شاء، وليس أفضل في التقدم من رجال علِموا القانون وعملوا فيه، ولم تتلوث أياديهم ولا جيوبهم ولا بطونهم بدمٍ حرام ولا مالٍ حرام ولا سُحتٍ ولا زقوم، وما دامت هذه السلطة مؤقتة جداً وقصيرة العمر جداً مهمتها الأساسية وشبه الوحيدة أن تهيء الظروف لإجراء الانتخابات العامة نهاية هذا العام بإذن الله فلماذا هذا الفزع وهذا الهلع وهذا الضرب فوق وتحت الحزام"

وتابع "أُقسم بالله أيها الليبيون أن لو تمكن منكم المتأسلمون الفاشيون {حاشا المسلمين الملتزمين}، والعسكر الفاشيون {حاشا العسكريين المنضبطين} لما غادرو السلطة بضع سنين، ولحاولوا بالنار والدمار المكوث فيها إن استطاعوا إلى يوم الدين".

وختم بالقول "فليكن المعيار الوحيد اليوم هو الالتزام بالموعد الديسمبري الحاسم 24 من هذا العام 2021 لإعادة الشرعية إلى الليبيين وذلك هو الحق المبين".