عبر صفحته الشخصية على الفيس بوك وجه السياسي  الليبي سعيد رشوان رسالة الى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني  فائز السراج .

وكتب خاطب رشوان السراج قائلا ( أتوجه لكم اليوم بصفتك رئيساً لحكومة وطنية يفترض أن تمثل كل الليبيين من خلال وجودها علي أرض الواقع وبغض النظر عن كل الانتقادات التي تتناول مسألة عدم شرعيتها الدستورية وعدم حصولها على التأييد الشعبي والذي يعود الي عجزها الكبير في حلحلة كافة المشاكل الحياتية التي يعانيها المواطن اليوم في ليبيا  ).

ووصف رشوان  الوضع الليبي الراهن قائلا (  الوطن اليوم يواجه العديد من الازمات والتي أثرت بشكل مباشر علي حياة مواطنيه، حيث تتعرض مصالحهم وفي كل جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للعديد من الانقسامات البنيوية والتي تشكل خطراً علي وجودهم فوق هذه الرقعة الجغرافية (ليبيا).

هذه الازمات تصل الي مستوي خطير قد تؤدي الي تقسيم البلد واهدار ثرواته الطبيعية وتهجير سكانه وقد يصل الامر الي احتلاله وتوطين جماعات بشرية قادمة من وراء حدوده الدولية ).

وواصل رشوان توصيف الوضع الليبي قائلا ( لا يخفي عليكم مظاهر هذه الازمة المعقدة والتي تتجلي أمامكم وبشكل واضح في ظل وجود السلاح الغير شرعي الذي لازال يسيطر علي طرابلس العاصمة السياسية   للدولة المقرالرسمي لحكومة الوفاق الوطني التي تترأسها .

طرابلس اليوم نراها نموذجاً مكرراً لمدينة بيروت أثناء الحرب الاهلية اللبنانية في الثمانينات (طرابلس الشمالية والجنوبية والشرقية) والتي تقع وأمام أنظاركم تحت سطوة وسيطرة أمراء الحرب.. والمليشيات المسلحة .. والكل يعرف ويري عجز حكومتكم عن اتخاذ أي قرارات لا تنسجم مع مصالح هذه المليشيات وقادتها انطلاقا من هذا التوصيف لواقع الحال والذي لا يخفى علي أحد ، أسمح لي (سيادة الرئيس) أن أنقل لكم وبشكل واضح ما يراه أبناء بلدك الذين تتحكم في مقدراتهم الحياتية اليوم من خلال المجلس الرئاسي المستند الي الإرادة الدولية من خلال قرارات مجلس الامن وتحت الفصل السابع الذي منحكم شرعية البقاء في هذا المنصب ).

 وعن موقف السراج من تقدم القوات المسلحة الليبية في الجنوب قال رشوان (  الجميع رأى موقفكم الواضح من عدم مساندتكم للقوات المسلحة العربية الليبية التي حاربت التنظيمات الارهابية والمليشيات المؤدلجة التي عاثت فساداً ودماراً في بنغازي ودرنة سرت وأغلب المناطق الليبية.. والتى أعطت اشارة للمتابع لهذه المواقف التي تصدرعنكم بتفسيرها بانها عداء شخصي من قبلكم للمؤسسة العسكرية والتي وضعتكم في خانة من يعانون من مرض (فوبيا الحكم العسكري) بل وأن الامر قد وصل بكم ومن خلال بياناتكم الرئاسية الي التشكيك والادانة لدور القوات المسلحة في محاربة الارهاب، وهذا الموقف من تجاهلكم المستمر.. جعلكم في نفس الموقع الذي تتبناه الاطراف السياسية الداعمة للتنظيمات الميليشاوية... والتي تظهر واضحة في سياسات الاطراف الداعمة للارهاب التي تعمل من خلال حكومة الوفاق الوطني الذي تتولون رئاسته ).

 وذكر رشوان السراج بمواقف القوات المسلحة الليبية قائلا (  هل تتناسى الدور الذي قامت به القوات المسلحة العربية الليبية بتحرريها الموانئ والحقول النفطية والتي كانت تسيطر عليها المليشيات المسلحة وقيامه فور تحريرها بتسليمها الي المؤسسة الوطنية للنفط التابعة وبشكل مباشر الي حكومتكم ، فهل يمكن لنا أن تذكرنا ببيان واحد يشيد بهذا الانجاز التاريخي..؟؟؟ وخلال كل المحاولات المتكررة لعودة هذه المليشيات والعصابات الاجرامية ومحاولاتها السيطرة على قوت الليبيين.... لم يقوم مجلسكم الموقر باي اشادة لهذا العمل البطولي الذي عمدته دماء الشهداء والجرحى من ابنائنا من كل المدن والمناطق في القوات المسلحة العربية الليبية ).

 وقال رشوان ( الفرصة كانت متاحة لكم وبالتوازي مع الانجازات التي تحققها القوات المسلحة العربية الليبية في فرض الاستقرار والامن في المناطق التي تحررها من سيطرة المليشيات الارهابية... بالعمل على الاسراع بتوحيد المؤسسات. وأخذ الثقة لحكومة الوفاق الوطني من قبل مجلس النواب بدلا من الية (تشكيل حكومة بالتعيين الغير شرعي للوزارات والمؤسسات)...والتي بشرعنتها الدستورية يمكن أن تعمل على توحيد المؤسسات ..ووقف اهدار المال العام   وتحسين الوضع المعيشي..بما يؤدي الي حلحة كافة المشاكل التى يعانيها المواطن.... لكنك ساهمت بسبب شخصنة مواقفكم في ادارة الاختلاف السياسي. (ربما بسبب ضعف الخبرة في ادارة الصراع السياسي ) .. والتي أدت الي مزيد من التشظي والانهيار في مؤسسات الدولة والتي تنذر بكارثة الانقسام للوطن ).

 ودعى رشوان  السراج  الى تغيير موقفه القوات المسلحة الليبية قائلا ( الفرصة التاريخية أمامكم اليوم للعودة الي اعادة التموضع والتغيير في منهجية التفكير في ادارة الصراع .. وتحجيم تاثير التدخل الخارجي في الازمة الليبية . عبر استثمار النتائج التي تتحقق اليوم في فزان.. والتي رأيناها في مشهد رائع لأهلنا في فزان بعد قدوم القوات المسلحة العربية الليبية واستقبالهم بالزغاريد والاستبشار بعودة الحياة والامن والامان دون اطلاق رصاصة واحدة ، الفرصة التاريخية تتطلب منكم العودة عن قرارات التعيين لعدد من القادة العسكريين في منطقة فزان وطرابلس والتي لا يفهم من وراءها الا احداث انقسام بنيوي في المؤسسة العسكرية بدلا من المساهمة في توحيدها .. هذه الفرصة لا تحتاج منكم الا الي مراجعة قرارتكم البعيدة عن الواقعية ..والتي من المفترض أن تعبرعن تطلعات الليبين بعد مرحلة تحرير الجنوب الليبي من عبث العصابات والمليشيات المسلحة العابرة للدول والتي جعلت من الجنوب الليبي الحبيب مرتعا لتجارة البشر والمخدرات والارهاب العابر للحدود  ، الموقف الان يتطلب منكم وبكل شجاعة الخروج من دائرة الفوضى والعبث الذي تسيطر علي المشهد السياسي اليوم ، فالموقف يتطلب منكم دعمكم حتي ولو بشكل منفرد للقوات المسلحة والاشادة بدورها في بسط سيطرتها علي الجنوب الليبي. وتقديم كل ما يمكن من إمكانيات لتحقيق هذا الهدف الكبير والذي سيعيد السيادة ويؤسس الي عودة الهيبة الي الدولة الليبية ).

 وختم رشوان رسالته قائلا ( أخيراً أؤكد لكم أن القيادة وادارة الدولة تتجاوز الخلافات الشخصية.. وتسعي الي تحقيق رغبات مواطنيها والامتثال لتطلعاتهم وبما يسهم في اظهارها كقيادة وطنية صادقة أمام شعبها .

قال الله تعالى:«يَادَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِى الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى»صدق الله العظيم .

 بغض النظر عن موقفي الشخصي من مشهد الصراع الدائر بين مخرجات الاتفاق السياسي في ليبيا ... الا ان الامر يتطلب مني انطلاقا ًمن موقفي المنحاز للوطن والذي لايمثل اي طرف سياسي في دائرة الصراع علي الحكم اليوم ، هذا الخطاب ينطلق من حرصي علي ضرورة العمل على الاسراع في الاستجابة لتطلعات الليبين وبما يؤدي الي سيطرة القوات المسلحة العربية الليبية على الارض وبما يمكنها من تحقيق هدف نزع سلاح المليشيات وفرض الامن والاستقرار واعادة هيبة الدولة والسيادة الوطنية ...

قال الله تعالى:(( أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ )) صدق الله العظيم )